الملك عبد العزيز قائد الثورة

TT

هذه الثورة أعظم ثورة في العصر الحاضر من حيث أثرها وعمقها وامتدادها ورسالتها، ثورة قويّة بيّنة المعالم، ثورة إسلاميّة مرجعها الكتاب والسُّنّة ومنهجها الوسطية ومقصودها جمع الناس على توحيد الله ووحدة القلوب، ثورة وحّدت أكثر من خمس دول كانت متصارعة متحاربة، وجمعت أكثر من مائة قبيلة كانت متناحرة متقاتلة، ثورة أنهت الخرافة والشركيّات والبدع، وقطعت دابر الشقاق والفرقة، ثورة قضت على النهب والسلب والفتن والعداوات، ثورة أوقفت المارقين واللصوص وقطّاع الطرق، وأمَّنت السُبُل، وجمعت الشمل ووحّدت الكلمة، ثورة جددت الدِّين ونصرت الملَّة ودمغت فنون التخريب والفساد في الأرض، ثورة كان بيانها رقم (1) لا إله إلا الله محمد رسول الله، والبيان رقم (2) لا حُكْمَ إلا لله، والبيان رقم (3) نحن وسط لا إفراط ولا تفريط. لقد قرأتُ تاريخ الثورات عبر قرون من الزمان فوجدتُ هذه الثورة من أصفاها وأبعدها مدىً، وأقواها صدىً، وأحسنها هدىً، ثورة انفجرت كالبركان في مهبط الوحي ومهد الرسالة ومولد النور وقِبلة العالم، ثورة جمعت أصول العروبة وأبطال الكفاح وحماة المجد وحفّاظ العقيدة وأحفاد المهاجرين والأنصار وسلالة الفاتحين والمجدّدين، ثورة ليست قوميّة بل ربّانيّة عالمية، وليست حزبية بل توحيديّة وحدويّة، وليست شيوعيّة بل إسلامية شرعية، وليست اشتراكيّة بل محمديّة سُنيِّة، وليست رأس مالية بل إلهية نبويّة، ثورة حطّمت ثكنات المشعوذين والسحرة، ودمّرت الزنادقة والأفّاكين، فارتفع الأذان وصدحت المنابر بالعلم النافع، وسُلَّ سيف العدل يردع الظالم وينصر المظلوم، وقامت المدارس والجامعات واجتمع الدِّين والدنيا والمسجد والمصنع، واتصل بها الشمال بالجنوب وتعانق الشرق بالغرب، وصارت العشائر أسرة واحدة، هذه الثورة أساس شرعيّتها الإسلام عقيدةً وعبادةً ومنهج حياة، هذه الثورة تلغي القوانين الوضعيّة، وتشطب على الدساتير الأرضيّة، وتسحق المبادئ الضالة والتعاليم الزائفة، وترفع مكانها النّص المقدَّس والوحي المطهّر، هذه الثورة تعبد الله وحده لا شريك له، قدوتها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ودستورها الشريعة، ووجهتها الكعبة، ومطلبها رضا الله ومستقرها الجنة، وهذه الثورة وحّدت مساحة تعادل أوروبا الغربية وتمتد من البحر إلى البحر، ومن الأرض إلى السماء، ومن المهد إلى اللحد، ومن المحراب إلى الفردوس الأعلى، وفي هذه الثورة وفي قائدها يصدق قول الشاعر:

* إذا كان غاندي منقذاً فهو واهمٌ - وإن كان تيتو مصلحاً فهو مدبِرُ

* وهتلرُ نازيٌّ ولينين مارقٌ - وأخبار نابليون موتٌ مقطَّرُ

* وهذا حنيفٌ مسلمٌ ثابت الخطى - صلاةٌ تُؤدّى أو كتابٌ يُفسّرُ

* إنها ثورة العصر الحاضر، إنها حديث الركبان، إنها الثورة التي أنست كل ثورة، ولهذا انتصرت وآتت أُكُلَها ورفعت دعائمها ونصبت أعلامها وأسمعت الكون صوتها، ومن شاء أن يتأكد من صدق هذه الثورة ونفعها فليزرْ جزيرة العرب وليصلِّ في الحرم ويعرّج على نجد ويصعد سراة عسير ويعانق جبلي آجا وسلمى ويخاصر نخيل الأحساء ويرفل في بساتين القصيم، إنها ثورة السعوديّين في العصر الحاضر، أما قائد الثورة فهو الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ رحمه الله تعالى.