دراسة تناقش قضايا المرأة والأسرة بين الإسلام والنظم الغربية

TT

دعا الدكتور محمد ابو حسان العلماء المسلمين في دراسة صدرت في كتاب اخيرا عن جمعية العفاف الخيرية بعنوان «المرأة والاسرة بين الاسلام والنظم الغربية» ان ينهضوا بواجبهم في اعادة النظر بالثقافة والتقاليد السائدة لتنقيتها مما علق بها من شوائب تسربت اليها من الثقافات الاخرى وبهدف الوصول الى صياغة قانون العائلة او قانون للاحوال الشخصية ووثيقة تتضمن حقوق الانسان (الرجل والمرأة) بما يحقق العدالة والمساواة حسب المبادئ التي وردت في القرآن الكريم، مشيرا الى ان اول اعلان عالمي بالمساواة واول وثيقة لحقوق الانسان في التاريخ وردت في خطبة حجة الوداع حيث خاطب الرسول صلى الله عليه وسلم الجماعة بقوله: «يا ايها الناس ان ربكم واحد وان اباكم واحد كلكم من آدم وآدم من تراب، ان اكرمكم عند الله اتقاكم وليس لعربي على اعجمي ولا ابيض على اسود فضل الا بالتقوى».

وتطرق المؤلف في كتابه الى مفهوم الاسرة ودورها في الاسلام، وقال ان احكام الاسرة في مجتمعاتنا الاسلامية تتصل بمفهوم الاسلام للاسرة، حيث وردت هذه الاحكام في التشريع الاسلامي في القرآن والسنة من زواج وطلاق وميراث وحضانة ونفقة ورضاع ووصية، ولهذا بقيت احكام الاسرة متصلة بالتشريع الاسلامي خلافا لاحكام المعاملات الذي طغى عليها التأثير الاجنبي وانفصلت في اكثر البلاد عن الشرع الاسلامي، مشيرا الى ان بنيان الاسرة في القرآن الكريم يقوم على اسس ثابتة اهمها اولا: وحدة الاصل والمنشأ حيث ان جميع افراد الاسرة من اصل واحد فقال تعالى: «يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء». وقال تعالى: «هو الذي انشأكم من نفس واحدة».

ثانيا: المودة والرحمة، فمن اهداف الاسرة تحقيق المودة والرحمة اذ قال تعالى «واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا».

ثالثا: العدالة والمساواة لقد وزع القرآن الكريم الحقوق والواجبات على جميع افراد الاسرة بالعدالة والمساواة، فقال تعالى «ولهن مثل الذي عليهم بالمعروف».

رابعا: التكافل الاجتماعي بنظر القرآن الكريم للاسرة على اساس انها مجموعة متراصة متعاونة فقال تعالى: «ليس البر ان تولوا وجوهكم قِبَلَ المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل».

واستعرض الدكتور ابو حسان في كتابه اهداف الزواج في الاسلام ومن اهمها اولا: ان الزواج هو اساس الاسرة ومن سنن الله في الخلق والتكوين سواء في عالم الانسان او الحيوان او النبات فقال تعالى: «ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون».

ثانيا: الزواج رابطة روحية تجمع بين الزوجين اساسها المودة والرحمة فقال تعالى: «ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون».

ثالثا: الزواج وسيلة منظمة لانجاب الاولاد وزيادة النسل حفاظا على استمرار النوع البشري.

رابعا: الزواج يكفل توزيع الاعباء بين الزوجين بما يحقق راحة كل منهما حيث ان الاصل ان الزوج يختص بالعمل خارج المنزل ويحصل على المال اللازم للانفاق بينما تختص الزوجة برعاية منزلها وتربية اولادها.

واشار المؤلف الى دور الرجل في الاسرة المتمثل في اعتباره عائلا لأسرته «زوجته واطفاله» وتفوق هذا الدور او الوظيفة على اي وظيفة اخرى مثل دوره كزوج او كأب ثم تطرق المؤلف الى عقد مقارنة للمرأة بين الاسلام والقوانين الغربية، مستعرضا المراحل التي مرت بين حقوق المرأة الغربية في القانون الفرنسي منذ الثورة الفرنسية عام 1789 حتى الآن الى ان بدأت الاصوات تتعالى في العالم الغربي لعودة المرأة من عالم الجنس والجمال الى عالم القيم.

=