مديرة المركز الإسلامي في الإكوادور: الهجوم على الإسلام بعد أحداث سبتمبر أثر إيجابا على المسلمين

د. ليلى دسوم لـ «الشرق الأوسط» المسلمون لم يقدموا للآخر الصورة الحقيقية لتعاليم الإسلام بشأن المرأة

د. ليلى دسوم مديرة المركز الإسلامي الملحق بمسجد السلام في الإكوادور («الشرق الأوسط»)
TT

حمّلت الدكتورة ليلى دسوم مديرة المركز الإسلامي الملحق بمسجد السلام في الإكوادور المسلمين جزءا من مسؤولية تشويه صورة دينهم في الغرب مؤكدة خلال مشاركتها في المؤتمر الإسلامي الدولي الذي نظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة إن العداء للإسلام ليس وليد هجمات 11 سبتمبر 2001 بل كان موجودا قبل ذلك نتيجة الصورة الذهنية الخاطئة لدى الغرب عن الإسلام، وما يرتكبه بعض المسلمين من أخطاء إضافة إلى تقصير بعض المسلمين في اتباع تعاليم دينهم خاصة فيما يتعلق بمعاملة المرأة، رغم أن دينهم وضعها في مرتبة سامية لم تحظ بها في أية حضارة أخرى.

وقالت الدكتورة ليلى دسوم إنه كي نصحح صورة الإسلام «لا بد من تفعيل الحوار بين العالم الإسلامي والغرب لتفنيد هذه الشبهات والرد عليها بطريقة علمية، وإظهار موقف الإسلام الصحيح من قضايا معقدة مثل الفرق بين الإرهاب والجهاد، وحقوق المرأة إضافة إلى تفنيد أية أطروحات فاسدة تدعي حدوث صدام بين الحضارات.

وعن الدور الذي يؤديه المركز الإسلامي في الإكوادور، أكدت دسوم أنه يمثل المسلمين لدى الحكومة ومهمته التعريف بالإسلام للمسلمين وغيرهم، وتعليم اللغة العربية وترجمة بعض الكتب والموسوعات الإسلامية من اللغتين العربية والإنجليزية إلى اللغة الإسبانية التي يتحدث بها أهل الإكوادور. وأضافت: «المركز يقدم خدمات عديدة للمسلمين وبه قاعات لتلقي الدروس وإلقاء الخطب والمحاضرات الدينية والندوات التي تحظى بإقبال المسلمين خاصة خلال شهر رمضان، كما يحتوي على مسجد للرجال والنساء خاصة وأن النساء يعتبرن الذهاب للمسجد سبباً لتقوية صلتهن بالدين الإسلامي والحفاظ على هويتهن وهوية أبنائهن من الذوبان في المهجر». ولفتت الدكتورة دسوم إلى أن الشعب الإكوادوري لا يعرف عن الإسلام سوى الصورة المشوهة التي يبثها الإعلام الغربي، ولذلك يبذل المركز الإسلامي كل جهوده في الرد على تلك الشبهات وتوضيح الوجه المضيء للإسلام.

وأشارت إلى أن كثيرا من الإكوادوريين يعتنقون الإسلام بعد تعرفهم على تعاليمه السمحة. وقالت مديرة المركز الإسلامي إنه رغم أن المسلمين أقلية في الإكوادور إلا أنهم يتمتعون بحرية تامة في ممارسة شعائر دينهم وارتداء المرأة المسلمة للحجاب لا يعترض عليه أحد، ولكنهم يواجهون مشكلات أخرى مثل نقص المساجد والمدارس الدينية فلا يوجد سوى مسجدين فقط وهو ما يؤثر سلبا على التكوين الثقافي للأجيال الجديدة.

 وقالت إن أحداث 11 سبتمبر 2001 وما تلاها من حملات تشويه لصورة الإسلام والمسلمين انعكس بشكل إيجابي على المسلمين في الإكوادور أكثر مما توقع الجميع، حيث أدت إلى تزايد عدد المترددين على المركز من غير المسلمين للسؤال والاستفسار عن الإسلام، وكان معظمهم طلاب جامعات ورجال الإعلام ومثقفين، واعتنق عدد كبير منهم الإسلام بعد ذلك.