جمعية علماء الاجتماعيات المسلمين في بريطانيا تمنح جائزتي «إنجاز الحياة» و«بناء الجسور» لعام 2008

الأولى للبروفسور سيد حسين نصر والثانية لمبادرة «كلمة سواء»

د. أنس الشيخ علي لدى تسليمه جائزة «إنجاز العمر» للبروفسور سيد حسين نصر (يسار) وجائزة «بناء الجسور» يتسلمها د. محمد هاشم كمالي نيابة عن مبادرة «كلمة سواء» («الشرق الأوسط»)
TT

درجت جمعية علماء الاجتماعيات المسلمين في المملكة المتحدة على منح جائزتين سنويتين؛ هما جائزة «بناء الجسور» وجائزة «إنجاز الحياة»، للشخصيات التي تكون لها إنجازات واسعة في مجالات البحوث والفكر والسلام والتقريب بين وجهات النظر لأتباع الديانات والحضارات المختلفة.

ومنحت الجمعية جائزتها لـ«إنجاز الحياة» لعام 2008 للبروفسور سيد حسين نصر تكريما وتقديرا لإنجازه الواسع والقيم في حقل الفكر الإسلامي والعلوم الإسلامية والروحانية. والبروفسور نصر كاتب متميز وخبير في دراسة مقارنة الأديان، وواحد من القيادات العلمية في هذه المجالات. وسخر حياته لدراسة الإسلام وكتب بعمق وتفصيل في الفلسفة الإسلامية والتاريخ والحضارة والروحانيات الإسلامية وفلسفة العلوم وأزمة البيئة والتفاهم بين الأديان والفن الإسلامي. ويجعله سعيه الحثيث، لتعزيز فهم أفضل للإسلام والمسلمين من خلال أعماله ودراساته وإسهاماته المتفرقة على المستوى الدولي، واحدا من أبرز القيادات الفكرية الإسلامية المعاصرة. وقد استحدثت جائزة «إنجاز الحياة» عام 2000 لتقدير وإبراز الإنجازات المتميزة للأشخاص الذين قدموا إسهامات رائدة في مجال تخصصاتهم أو نشاطاتهم المختلفة أو في تطوير وتجديد الفكر الإسلامي. ومنحت الجائزة حتى الآن لكل من: البروفسور علي مزروعي (2000) والرئيس علي عزت بيغوفيتش (2001) والبروفسور زكي بدوي (2002) والبروفسور ادوارد سعيد (2003) والدكتور مارتن لينكس (2004) والبروفسور فؤاد سيزكين (2005) والبروفسور محمد عبد الحليم (2006) والدكتور مصطفى سيريتش (2007).

أما جائزة «بناء الجسور» لعام 2008 فقد منحتها الجمعية لمبادرة «كلمة سواء». وقد أعلن عن الجائزة في رسالة وجهها رئيس الجمعية الدكتور أنس الشيخ علي، وقام بتبليغها الدكتور مصطفى سيريتش (رئيس علماء البوسنة وعضو المجلس الاستشاري للجمعية) في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «كلمة سواء ومستقبل التواصل الإسلامي ـ المسيحي» الذي عقد بدعوة من رئيس أساقفة الكنيسة الإنغليكانية الدكتور راوان ويليامز في جامعة كمبريدج للفترة من 12 ـ 16 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ومنحت الجائزة ـ حسب ما قاله الدكتور الشيخ علي لـ «الشرق الأوسط» ـ، لمبادرة «كلمة سواء بيننا وبينكم» التي تلقى دعم قداسة البابا بينديكت السادس عشر، كونها مؤشراً مهماً على بداية عهد جديد من الاحترام المتبادل والانسجام بين هاتين الديانتين الإبراهيميتين. فالعيش المشترك والعمل المتواصل معاً في القرية العالمية الصغيرة يشكلان تحدياً للجميع، إذ يمكن أن تؤدي المعتقدات الدينية والاختلافات العرقية والثقافية في بعض الأحيان إلى سلبيات عديدة تتطلب معالجتها كثيرا من الحكمة. والدعوة إلى «كلمة سواء» مبادرة رائدة وبناءة ليس فقط لخلق وعي وفهم للآخر واحترامه، بل الأهم من ذلك من أجل تأصيل الثقة المتبادلة من خلال تعزيز الحوار بين الإسلام والمسيحية والعمل على حل النزاعات الناشئة وتقريب وجهات النظر.

واستحْدِثتْ جائزة «بناء الجسور» عام 2003 لتقدير وإبراز الإنجازات المتميزة للأشخاص والمؤسسات والمبادرات ممن قدموا إسهامات رائدة من خلال نشر ثقافة التواصل والتسامح والحوار بين المجتمعات والأديان والحضارات المختلفة، وسعيهم لبناء علاقات إيجابية ومزيد من التفاهم والاحترام بين الشعوب. ومنحت حتى الآن لكل من: تشارلز كاي إيتن (2003) وكارين آرمسترونغ (2004) ورئيس أساقفة الكنيسة الإنغليكانية الدكتور راوان وليامز (2005) ورئيس وزراء إسبانيا خوسيه لويس ثاباتيرو (2006) ورئيس وزراء تركيا طيب رجب أردوغان (2006) والبروفسور أكمل الدين إحسان أوغلي (2007).

وسلمت الجائزتان من قبل رئيس الجمعية الدكتور الشيخ علي أمس بمناسبة المنتدى الكاثوليكي ـ الإسلامي المنعقد في مدينة الفاتيكان للفترة من 4 ـ 6 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

يذكر أن جمعية علماء الاجتماعيات المسلمين تأسست عام 1999 ومقرها لندن حيث تعمل على نشر المعرفة والقيم المشتركة ودعم الأبحاث في مختلف العلوم الاجتماعية والإنسانية التي تعالج القضايا الراهنة والمعاصرة من خلال المؤتمرات السنوية والندوات والنشر. ويضم مجلسها الاستشاري مجموعة من الأكاديميين والمفكرين والشخصيات الاعتبارية من المسلمين وغير المسلمين.