خادم الحرمين الشريفين يستضيف 50 حاجا بوسنيا على نفقته الخاصة

حجاج البوسنة ممتنون لمستوى الخدمات في المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة

مسلمون يبتهلون إلى الباري عز وجل بالدعاء على جبل الرحمة في صعيد عرفات (أ.ب)
TT

يؤدي 50 حاجا بوسنيا هذا العام مناسك الحج، على نفقة خادم الحرمين الشريفين، في مقدمتهم رئيس العلماء في البوسنة، الدكتور مصطفى تسيريتش، الذي شكر لخادم الحرمين الشريفين، اهتمامه وعنايته بالمسلمين في العالم، ولا سيما البوسنة. وكان خادم الحرمين الشريفين قد استضاف في السنوات السابقة آلاف الحجاج من مختلف أنحاء العالم من بينهم المئات من البوسنة، ودول البلقان الأخرى.

وقد أعرب حجاج بيت الله الحرام من البوسنيين عن ارتياحهم لمستوى الخدمات التي تقدمها السلطات السعودية في المدينتين المقدستين، مكة المكرمة والمدينة المنورة. وقال ميرصاد محموتوفيتش، مدير مركز الحج التابع لمركز خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، في اتصال هاتفي من المدينة المنورة لـ«الشرق الأوسط»: «جميع الحجاج البوسنيين بخير، وقد استقبلوا بحفاوة من قبل السلطات المشرفة على الحج، سواء عبر المعابر البرية أو المطارات»، وتابع «الإقامة جيدة وكذلك الطعام، وقبل كل ذلك يسر أداء الشعائر من صلاة وغيرها». وذكر بأن الأجواء ليست حارة بشكل يمثل خطورة، كما أن شعور الإنسان أنه في عبادة يخفف الكثير من المشقات». وأفاد بأن الحجاج البوسنيين زاروا البقيع وعددا من الأماكن الإسلامية في المدينة المنورة قبل التوجه إلى مكة المكرمة لأداء شعائر الحج».

وكان 2200 حاج بوسني قد وصلوا البقاع المقدسة في الأيام القليلة الماضية، وكانت آخر دفعة يوم الجمعة الفائت. وسبقها فوجان من الحجيج الذين سافروا جوا على متن طائرتين من مطار سراييفو الدولي إلى البقاع المقدسة مباشرة، حيث وصلوا بعد ثلاث ساعات ونصف الساعة إلى مطار المدينة، حيث استقبلوا بحفاوة. ويرأس وفد الحجيج البوسنيين هذا العام «رئيس العلماء في البوسنة»، الدكتور مصطفى تسيريتش، والذي أعرب بدوره عن اعجابه بطريقة تنظيم الحج، وأثنى على الخدمات الجليلة التي تقدمها المملكة لحجاج بيت الله الحرام، و«العناية الكبيرة بالحرمين الشريفين، وعمليات التوسعة المستمرة ليكون أداء الفريضة على أكمل وجه».

من جهته قال نظيم عابد خليلوفيتش إن «جميع الحجاج البوسنيين حصلوا على تأشيرة حج من سفارة المملكة العربية السعودية في سراييفو، وقد تمت الإجراءات في ظرف وجيز وبمهنية عالية، ولم يتم تأخير أي حالة قدمت من خلال المشيخة الإسلامية، وهي الجهة الرسمية العليا الممثلة للمسلمين في البوسنة» ويعتبر خليلوفيتش ممن لديهم خبرة في تنظيم الحجاج البوسنيين حيث يرافق الحجيج كل عام تقريبا لشرح المناسك لمن لا يعلمها.

أما سليمان تشايلاكوفيتش وهو من مكتب الحج والذي يوجد بدوره في المدينة، فقد ذكر لـ«الشرق الأوسط» بأن «الحجاج ذهب عنهم التعب والنصب الذي لاقوه أثناء السفر، ولا سيما الذين قدموا في حافلات، عندما رأوا المدينة المنورة والمسجد النبوي الشريف»، وتابع «وجود الحجاج في المدينة ضروري لمعرفة تاريخ الإسلام والنور الذي انبعث من الأماكن المقدسة ليشع في العالم بأسره» وأضاف «زار الحجاج معالم المدينة المنورة، والكثير منهم أجهش بالبكاء، ففي هذه البقاع تم التأسيس للدولة الإسلامية قبل 1429 عاما». وفي سياق متصل وصل حجاج إقليم السنجق (التابع حاليا لصربيا) بدورهم إلى المدينة المنورة، حيث التقوا حجاج البوسنة وكرواتيا وصربيا ومقدونيا وألبانيا وسلوفينيا. وقال الشيخ باكر ماكيتش لـ«الشرق الأوسط»: في البلقان كما تعلم، يكون هناك أجواء روحية تمهد لمرحلة الحج، فالذكر وكثرة الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، والدعاء، سواء في المساجد أو بيوت من نوى الحج عادة في منطقتنا، فينطلق الحاج إلى البقاع المقدسة وهو مهيأ نفسيا وبدنيا»، وتابع «مفتي السنجق الشيخ معمر زوكارليتش، أكد للحجاج الذين تجمعوا في الكلية الإسلامية بنوفي بازار على أننا شعب بقي بدون حماية، سوى جوار المولى سبحانه وتعالى، وهذا لا يمكن الحصول عليه إلا بالدعاء والعودة لله تعالى»، واستطرد قائلا «الحج مناسبة لتكفير الذنوب والدعاء والرجاء من المولى سبحانه وتعالى أن يحفظ الاسلام والمسلمين في البلقان وفي سائر دول العالم»، منوها إلى وجود أخطار كثيرة تتهدد المسلمين، أشدها خطر التفرقة، وخلق أجنحة والانحياز لها».

ومن البوسنة يتابع المسلمون وذوو الحجاج أخبار ضيوف الرحمن، وقال ثاقب بيغان بروساتش «الحج نعمة كبيرة يتوق لها كل مسلم صادق، وهو ليس شعيرة فقط بل تاريخ من ابراهيم عليه السلام وحتى محمد صلى الله عليه وسلم»، ويرى نهاد حجي عبديتش بأن «الحج يختصر الحياة في جملة من الشعائر، السعي من أجل اكسير الحياة، والطواف يعني مركزية العبادة في حياة المسلم، وعرفات، عودة إلى نزول آدم عليه السلام، وزيارة المدينة تذكير بالعهد الأول والرعيل الأول ومدرسة محمد صلى الله عليه وسلم الأولى». بينما قال بلال عمروديتش بأن «الحج كفارة للذنوب، ومنبع للتزود بالتقوى، فكل من يزور مكة المكرمة والمدينة المنورة وفي ذهنه أنها موطن الإسلام الأول ومحضن الدعوة والرعيل الأول، لا شك أنه سيعود من الحج بشكل أفضل. أما من يذهب فقط لأداء الفريضة وليس في ذهنه معاني الحج، فإن حجه يكون صحيحا من حيث طريقة الأداء، لكنه يبقى في حاجة للروح، فلكل عبادة روح وروح الحج استحضار أسباب شعائره، وعلاقة كل شعيرة وكل موقع في الحج بالتاريخ».