علماء أزهريون: التفسير النسائي للقرآن يؤكد مساواة الإسلام بين الرجل والمرأة

صاحبته قالت لـ «الشرق الأوسط» إنه تتويج لعملها الإعلامي طيلة 35 عاماً

TT

بقولهم إنه دليل على عدم التفريق بين الجنسين في الإفتاء والدعوة، وأنه يؤكد مساواة الإسلام بين الرجل والمرأة، رحب علماء أزهريون بإصدار أول تفسير للقرآن الكريم تقدمه امرأة، فيما صرحت صاحبته الإعلامية المصرية كريمان حمزة قائلة لـ«الشرق الأوسط» إنه تتويج لعملها الإعلامي طيلة 35 عاما. ووافق مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر، وهو أعلى سلطة شرعية بالأزهر، على طبع وتداول أول تفسير للقرآن الكريم تقدمت به إلى المجمع أخيرا المذيعة السابقة للبرامج الدينية بالتلفزيون المصري تمهيداً لطرحه في الأسواق قريباً.

وقال الدكتور محمد الراوي، رئيس لجنة القرآن والتفسير في مجمع البحوث الإسلامية لـ«الشرق الأوسط»: إن أي عمل يخص القرآن الكريم يخضع لمراجعة دقيقة جدا، ولن يوافق عليه إلا بعد مراجعته حرفاً حرفاً وكلمة كلمة ويكون بموافقة جميع العلماء المتخصصين في علوم القرآن وتفسيره، وبالتالي فإن المسلم يجب أن يطمئن إلى أي مؤلَّف تمت الموافقة عليه من مجمع البحوث ولا يتردد في قبول ما تضمنه هذا المؤلَّف. وصرح الشيخ عبد الظاهر أبو غزالة مدير إدارة البحوث والترجمة والنشر في مجمع البحوث الإسلامية بأن المجمع وافق على عشرين جزءاً من تفسير القرآن الكريم الذي تقدمت به الإعلامية كريمان حمزة، لأنه لم يرد في نصوص هذا التفسير ما يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية. كما تمت مراجعته بدقة قبل اتخاذ قرار الموافقة.

وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن هذا التفسير يتوافق تماماً مع ما جاء في كتب تفسير القرآن الكريم، ولا يوجد به ما يناقض أو يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية نافيا ما تردد بأنه (التفسير الجديد) يقدم رؤية نسائية، مؤكداً أن هذا التفسير يخاطب الرجل والمرأة والشباب والأطفال مثلما خاطب القرآن الكريم الرجل والمرأة في التكاليف الشرعية على السواء، وبالتالي فلا يوجد «تفسير رجالي» و«تفسير نسائي» للقرآن الكريم، وإنما المهم عندنا أن يتوافق التفسير مع نصوص القرآن الكريم ولا يتعارض مع الشريعة الإسلامية. واختتم الشيخ أبو غزالة حديثه بقوله إن مجمع البحوث الإسلامية في الفترة الأخيرة وافق على عدة تفاسير للقرآن الكريم؛ بينها تفسير للدكتورة فاتن الفلكي، وهي طبيبة أطفال والآخر لسيدة من محافظة الإسكندرية وتدعى فوقية إبراهيم.

وأبدى الدكتور محمد البري ترحيبه بتفسير القرآن الذي أعدته الإعلامية كريمان حمزة، مؤكدا أن هذا يدل على صحوة المرأة المسلمة واقتدائها بالصحابيات وأمهات المؤمنين.

وقال الدكتور البري إن القرآن ساوى في خطابه بين الرجل والمرأة في سائر التكاليف الشرعية؛ وعلى رأس هذه التكاليف تعلم العلم النافع ونشره والقيام بمهمة الدعوة وتوعية المسلمين بحقيقة دينهم. من جانبه، قال الدكتور مصطفى الشكعة، عضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر، إن موافقة الأزهر على نشر التفسير الأخير هو بمثابة تجسيد للمساواة التي أوجبها الإسلام بين الرجل والمرأة في كل شيء، وهي تأكيد لحق المرأة المسلمة في التعليم مثل الرجل سواء بسواء. وأضاف أن شريعة الإسلام أعطت الحق للمرأة المسلمة أن تتعلم العلم الشرعي وان تفتي في الأمور الدينية مثل ما كانت تقوم به الصحابيات وأمهات المؤمنين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يدحض الإشاعات والافتراءات التي تصف شريعة الإسلام بأنها قيدت حرية المرأة، وفي مقدمتها حق المرأة في تعلم العلم النافع.

من جانبها، قالت صاحبة التفسير النسائي كريمان حمزة لـ«الشرق الأوسط» إن هذا العمل، أي تفسير القرآن الكريم الذي أعدته، هو تتويج لعملها طيلة 35 عاما في الدعوة الإسلامية سواء من خلال البرامج الدينية التي قدمتها عبر الشاشة الصغيرة أو ما قدمته من كتابات إسلامية سواء كانت مؤلفات أو مقالات في الصحف والمجلات مما أتاح لها الحصول على قسط كبير من الثقافة الإسلامية، مؤكدة أن الهدف من وراء قيامها بهذا العمل هو خدمة الإسلام والدعوة إلى الله.

وقالت كريمان إنه بالرغم من أنها لم تكن خريجة الأزهر أو المعاهد الدينية إلا أن حبَّها للدعوة الإسلامية دفعها إلى اقتحام هذا المجال، وأنها اعتمدت في التفسير الذي قدمته على التبسيط والوضوح في الشرح والتفسير، حتى يستطيع فهمه الصغار والكبار، حيث يخاطب هذه الشريحة بلغة سهلة وميسرة، وهو يحمل عنوان «الواضح في تفسير القرآن للشباب والشبيبة». وأضافت أنها لجأت أثناء رحلتها في هذا التفسير إلى عدة مراجع أساسية مثل المنتخب في تفسير القرآن، الذي تم إنجازه بمعرفة مجموعة من علماء الأزهر، وكذلك تفسير «في ظلال القرآن الكريم»، للشيخ سيد قطب، و«التفسير الموضوعي للقرآن الكريم» للشيخ محمد الغزالي، و«مختصر القاسمي» لصلاح الدين أرقدان، والتفسير المختصر للشيخ حسين مخلوف، المفتي الأسبق للديار المصرية، وغيرها من التفاسير. وأوضحت كريمان أنها قدمت تفسيرها لجميع الأعمار وبخاصة الشباب، الذين حرصت على مخاطبتهم بروح الأمومة وفي شكل الحدوتة، مع الاستعانة بالأحاديث النبوية الشريفة، ومراعاة الناحية التربوية. وقالت إن التفسير، الذي قدمته لمجمع البحوث الإسلامية تضمن كل أجزاء القرآن الكريم ما عدا عشرة أجزاء هي الآن بحوزة الناشر، وفي طريقها إلى مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر.