رئيس «الجمعية الشرعية» في مصر: فوزنا بجائزة الملك فيصل يعني صحة توجهنا

لها ألفا فرع وأنشطتها دعوية في خدمة الكتاب والسنة

د. محمد المختار المهدي
TT

أعرب الدكتور محمد المختار المهدي الرئيس العام للجمعيات الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة في مصر عن اعتزاز الجمعية وجميع العاملين فيها بجائزة الملك فيصل العالمية لعام 2009، في «خدمة الإسلام»، التي أعلنت بالرياض يوم الاثنين الماضي، قائلا إلى «الشرق الأوسط»: «إننا نوجه الشكر إلى أعضاء لجنة الاختيار في هذه الجائزة، لثقتهم في جمعيتنا، كما أننا نعتز بهذا التكريم وبِمَنْ تحمل الجائزة اسمه خالد الذكر الملك فيصل».

وأضاف أنه بمنح الجمعية، وهي جمعية غير حكومية، هذه الجائزة «نشعر بأننا نسير على الطريق الصحيح، وإنْ كنا لم نسع إليها، لأننا لم نسع إلى الدعاية، ولأننا نعمل من أجل رضا الله»، لافتا إلى أن المفاجأة كانت أن الجمعية لم تتقدم بطلب ترشيح للجائزة، ولم يعلم المسؤولون بها شيئا عن ترشيح الجمعية لهذه الجائزة العظيمة، لكن «ربما يكون الترشيح جاء من قِبل بعض المنظمات الإسلامية الدولية، خاصة أن الجمعية هي أحد أعضاء المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة»، مضيفا: «لم نعلم عن نبأ فوز جمعيتنا بهذه الجائزة، إلا من خلال وسائل الإعلام».

وتابع الدكتور محمد المختار، الذي يشغل أيضا عضوية مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، قائلا «إن الجمعية الشرعية تسير في منهجها على خطى مؤسسها في عام 1912 الشيخ محمود محمد خطاب السبكي»، وأضاف أن تلك الخطى تتمثل في «ألا نبتغي من وراء عملنا أي مكسب دنيوي، أو نسعى لأجل سلطة أو نفوذ، إنما نبغي من وراء عملنا مرضاة الله عز وجل. ونحن الآن في الجمعية الشرعية نسير على نفس المنهج».

وأوضح أن الجمعية تعمل وفق عدة أسس، أهمها الدعوة إلى الله باعتدال وحكمة حسب منهج الكتاب والسنة، «ونقوم بالتطبيق العملي لما ندعو إليه من خلال ما تنفذه الجمعية من مشروعات خدمية وصحية وإنمائية»، إضافة إلى أن الجمعية لا تبتغي من وراء هذه الأعمال مكسبا سياسيا، «إنما نعمل حسب وصية الشيخ السبكي في خدمة الإسلام، وإحياء السنة ومحاربة الفكر المتطرف».

وأشار إلى أنه لهذا السبب، أطلق معاصرو السبكي عليه لقب «إمام أهل السنة» في مصر، وأنه كان يؤمن بأن الإصلاح يأتي من القاعدة، لا القمة، لأن الإصلاح لو جاء من القمة والقاعدة غير مؤمنة بهذا الإصلاح، فإنه لا يكون فعالا. وأضاف أن الجمعية ترفع شعار القيام بفروض الكفاية، ولا تؤمن بالعمل الفردي، تحقيقا لمبدأ الشورى، وهي شرعية، أي تنتسب إلى شرع الله عز وجل، ولا تقوم بعمل غير مشروع، ثم إنها جمعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة، «ومن ثم، فليس بيننا وبين أي فرد أو جماعة تعمل بالكتاب والسنة أي خلاف، لأن الأمة بحاجة ماسة إلى العمل والوحدة، وليس الخلاف والجدل».

وأشار الدكتور المختار إلى أن الجمعية تضم ألفي فرع في جميع أنحاء مصر، و19 معهدا لتعليم القراءات، و1154 مكتبا لتحفيظ القرآن، و43 معهدا لإعداد الدعاة تضم في الوقت الحالي 30 ألف طالب وطالبة، ويقوم بالتدريس فيها 400 أستاذ من خيرة أساتذة جامعة الأزهر، يتولون ـ إلى جانب التدريس في هذه المعاهد ـ إلقاء الخطب الدينية والدروس، وعمل الندوات الأسبوعية والشهرية، وتشكيل القوافل الدعوية الأسبوعية في مدن وقرى مصر، بجانب وجود 2000 واعظ، و200 واعظة. يذكر أن جائزة الملك فيصل هي جائزة عالمية، أنشأتها «مؤسسة الملك فيصل الخيرية» في عام 1977، وسُميت باسم الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، وتُمنح للعلماء الذين خدموا في مجالات: الإسلام، والدراسات الإسلامية، والأدب العربي، والطب، والعلوم.