هيئة كبار العلماء في السعودية تبحث قضايا المستجدات الفقهية لإصدار فتاوى جماعية

TT

شهدت مدينة الطائف في المملكة العربية السعودية في الأسابيع الماضية اجتماعات متوالية لهيئة كبار العلماء في السعودية تناول العلماء فيها عدداً من الموضوعات المهمة. نبذة عن هيئة كبار العلماء تبعاً للتطور المادي الذي يشهده العالم في هذا العصر، وللتوسع في أمور الحياة المختلفة، ظهرت بعض القضايا التي تحتاج الى دراسة جماعية تكون أكثر دقة وعمقاً، لهذا، ولتكون الفتاوى أكثر دقة وفائدة، ظهرت الحاجة الى انشاء هيئة كبار العلماء في السعودية للقيام بتلك الأمور، فصدرت الأوامر بذلك، وتم وضع نظام ولائحة تسير عليهما هذه الهيئة، لتكون منظمة في عملها، وتم اختيار أعضائها من خيرة فقهاء هذا البلد.

نظام ولائحة سير العمل في هيئة كبار العلماء: صدر امر ملكي في 8/7/1391 هـ، الموافق 29/8/1971 اعلن بموجبه انشاء هيئة كبار العلماء في السعودية.

أولاً: تؤلف هيئة علمية تسمى هيئة كبار العلماء. ثانياً: تتكون الهيئة من عدد من كبار المختصين في الشريعة الإسلامية من السعوديين، يجري اختيارهم بأمر ملكي، ويجوز عند الاقتضاء وبأمر ملكي الحاق أعضاء بالهيئة من غير السعوديين ممن توفر فيهم صفات العلماء من السلفيين. ثالثا: تتولى الهيئة:

أ ـ ابداء الرأي في ما يحال اليها من ولي الأمر من أجل بحثه وتكوين الرأي المستند الى الأدلة الشرعية فيه. ب ـ التوصية في القضايا الدينية المتعلقة بتقرير أحكام عامة; ليسترشد بها ولي الأمر، وذلك بناء على بحوث يجري تهيئتها واعدادها طبقا لما نص عليه في هذا الأمر واللائحة المرفقة لـه. رابعا:تتفرع عن الهيئة لجنة دائمة متفرعة يختار أعضاؤها من بين أعضاء الهيئة بأمر ملكي، وتكون مهمتها اعداد البحوث وتهيئتها للمناقشة من قبل الهيئة، واصدار الفتاوى في الشؤون الفردية، وذلك بالاجابة على أسئلة المستفتين في شؤون العقائد، والعبادات، والمعاملات الشخصية، وتسمى اللجنة الدائمة للبحوث والفتوى، ويلحق بها عدد من البُحاث المعاونين. خامسا: يعين بقرار من مجلس الوزراء في المرتبة الخامسة عشرة أمين عام للهيئة، يتولى الاشراف على جهاز الأمانة العامة، ويكون الصلة بينها وبين رئاسة الجهاز المنصوص عليها في المادة السادسة لاحقا. سادسا: يعين رئيس ادارة البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد بأمر ملكي، ويكون مسؤولا عن الشؤون الادارية والمكتبية للبحوث العلمية والافتاء، والرفع الى الجهات العليا عن الشؤون التي تتعلق به، بما في ذلك توصيات وقرارات هيئة كبار العلماء، ويتلقى منها ما يتعلق بذلك ويبلغه الى جهاته، ويتولى تلقي الاستفتاءات واحالتها الى اللجنة الدائمة، وابلاغ الفتاوى التي تصدر عنها الى ذوي العلاقة من المستفتين. سابعا: يجري العمل في الهيئة واللجنة الدائمة وفق اللائحة المرافقة لأمرنا هذا. ثامنا: على نائب رئيس مجلس الوزراء تنفيذ أمرنا هذا. فيصل بن عبد العزيز آل سعود لائحة سير العمل في هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة المتفرعة عنها:

1 ـ تنعقد ـ هيئة كبار العلماء ـ في دورات انعقاد مرة كل ستة أشهر في مقر رئاسة ادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد في الرياض، ويمكن في الحالات الاستثنائية عقدها في مكان آخر، ويجوز انعقاد الهيئة في جلسات استثنائية لبحث أمور ضرورية لا تقبل التأخير، ويحدد رئيس ادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد بعد التشاور مع الأمين العام للهيئة وقت انعقاد الدورة العامة والدورة الاستثنائية، وتقوم رئاسة ادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد ضمن المعتمد في ميزانيتها بتهيئة مكان ومستلزمات انعقاد الدورة، كما تؤمن وسائل السفر والاقامة لمن يقيم من أعضاء الهيئة خارج مقر انعقادها. 2 ـ تكون رئاسة الدورات بالتعاقب بين خمسة من أكبر أعضاء الهيئة سنا، ويرأس أكبرهم سنا أول دورة تنعقد، ويتولى الرئيس افتتاح الجلسات وادارتها وتنظيم المناقشة فيها ورفعها. 3 ـ يصح انعقاد الهيئة بحضور ثلثي أعضائها، وتتخذ الهيئة قراراتها وتوصياتها بالأغلبية المطلقة للحاضرين، وإذا تساوت الأصوات يكون صوت الرئيس مرجحا، ومن المفيد أن يكتب الأعضاء المخالفون نوع مخالفتهم، وأسبابها، وأدلتها، مع ذكر البديل عن الرأي الذي خالفوه. 4 ـ تقرر مكافأة قدرها خمسة آلاف ريال لكل عضو من أعضاء الهيئة عن كل دورة من دورات الهيئة، ويتم صرفها في ميزانية رئاسة ادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد. 5 ـ تتكون ادارة البحوث العلمية والافتاء بالاضافة الى الوظائف الادارية والكتابية من اللجنة الدائمة المتفرعة عن الهيئة، وتقوم هذه الادارة بواسطة اللجنة باعداد البحوث وتهيئتها لعرضها على الهيئة، وتحرير الفتاوى عن أسئلة المستفتين في العقائد والعبادات والمعاملات الشخصية. 6 ـ يقوم الأمين العام للهيئة باعداد جدول أعمال دورات الانعقاد ولا يجوز مناقشة موضوع لم يتضمنه الجدول، وذلك حرصا على أن تتوفر للهيئة فرصة الدراسة والمراجعة لما يراد مناقشته، ولهذا الغرض يرسل الأمين العام جدول الأعمال لكل عضو من أعضاء الهيئة قبل انعقاد الدورة بمدة لا تقل عن خمسة عشر يوما، مرفقة به البحوث التي تمت تهيئتها ودراستها من قبل اللجنة المتفرعة عن الهيئة، وأوصت اللجنة باحالتها الى الهيئة. 7 ـ مع الأخذ في الاعتبار ما يطلب ولي الأمر بحثه وابداء الرأي فيه يتم اختيار البحوث التي يجري اعدادها للعرض على الهيئة، إما بناء على توصية منها أو من أمينها العام أو من رئيس ادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد أو من اللجنة الدائمة المتفرعة عن الهيئة. 8 ـ لا تصدر الفتاوى عن اللجنة الدائمة الا إذا وافقت عليها الأغلبية المطلقة من أعضائها على الأقل، على أن لا يقل عدد الناظرين في الفتوى عن ثلاثة أعضاء، وإذا تساوت الأصوات يكون صوت الرئيس مرجحا. 9 ـ يعين رئيس اللجنة الدائمة فيها وأعضاؤها بأمر منا بترشيح من رئيس ادارات البحوث. 10 ـ لدى بحث الهيئة مسائل تتعلق بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية، والأنظمة العامة بما في ذلك القضايا البنكية والتجارية والعمالية، فان عليها أن تشرك في البحث معها واحدا أو أكثر من المتخصصين في تلك العلوم من غير أن يكون لهم حق التصويت، ويجري اختيار المتخصصين واستدعاؤهم من قبل الأمين العام ورئيس ادارة البحوث معا. 11 ـ تتولى رئاسة ادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد انشاء مجلة دورية تنشر البحوث العلمية التي توافق الهيئة على نشرها، وكذلك البحوث العلمية التي ترد من بعض الباحثين بعد موافقة الأمين العام للهيئة على نشرها. 12 ـ لا يجوز لأحد من الأعضاء أن يصدر فتوى أو بحثاً أو رأياً باسم عضويته في الهيئة العلمية أو باسم منصبه الرسمي.

* هيئة كبار العلماء

* تم تعيين الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ رئيسا لهيئة كبار العلماء بعد وفاة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز في 27/1/1420 هـ، الموافق 14/5/1999 وتتكون الهيئة حاليا من الآتية أسماؤهم:

1 ـ الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ رئيسا 2 ـ الشيخ صالح بن محمد اللحيدان عضوا 3 ـ الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن الغديان عضوا 4 ـ الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضوا 5 ـ الشيخ راشد بن صالح بن خنين عضوا 6 ـ الشيخ محمد بن ابراهيم بن جبير عضوا 7 ـ الشيخ محمد بن عبد الله السبيل عضوا 8 ـ الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي عضوا 9 ـ الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ عضوا 10 ـ الشيخ الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد عضوا 11 ـ الشيخ الدكتور عبد الوهاب بن ابراهيم أبو سليمان عضوا 12 ـ الشيخ عبد الرحمن بن حمزة المرزوقي عضوا 13 ـ الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام عضوا 14 ـ الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع عضوا 15 ـ الشيخ محمد بن زيد آل سليمان عضوا 16 ـ الشيخ محمد بن جعفر العتمي عضوا 17 ـ الشيخ محمد بن سليمان البدر عضوا 18 ـ الشيخ عبد الله بن محمد المطلق عضوا 19 ـ الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد عضوا 20 ـ الشيخ الدكتور عبد الله بن علي الركبان عضوا 21 ـ الشيخ الدكتور أحمد بن علي سير المباركي عضوا

* المفتي آل الشيخ

* الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ 1362 هـ، الموافق 1943:

اسمه ونسبه: هو الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب ـ رحم الله الجميع ـ.

مولده، ونشأته، وطلبه للعلم: ولد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ في 3/12/1362 هـ، الموافق 1/12/1943، وذلك في مكة المكرمة. وأما نشأته وطلبه للعلم فقد توفي والده وهو صغير لم يتجاوز الثامنة من عمره في عام 1370 هـ، الموافق 1951، وحفظ القرآن الكريم وهو صغير وذلك عام 1373 هـ، الموافق 1954، على يد الشيخ محمد بن سنان، ثم التحق بحلق العلم فأخذ عن كبار مشايخ الرياض في وقته، ثم التحق بمعهد امام الدعوة العلمي في الرياض عام 1374 هـ، الموافق 1955، وبعد أن تخرج التحق بكلية الشريعة في الرياض عام 1382 هـ، الموافق 1963، وتخرج منها في العام الجامعي 1383/1384 هـ، الموافق 1963/1964، فتعين مدرسا في معهد امام الدعوة في الرياض. أبرز مشايخه: التحق الشيخ عبد العزيز آل الشيخ بحلق العلم قبل التحاقه بالمعهد العلمي، فأخذ عن كبار علماء وقته ـ رحمه الله ـ، ومن أبرزهم: الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ، مفتي الديار السعودية في وقته ، وقد قرأ عليه كتاب التوحيد، والأصول الثلاثة، والأربعين النووية، وذلك من عام 1374 هـ الموافق 1955 حتى عام 1380 هـ، الموافق 1960، والشيخ عبد العزيز بن باز، مفتي السعودية ورئيس هيئة كبار علمائها ، وقرأ عليه في الفرائض عام 1377 هـ، الموافق 1958، وعام 1380 هـ، الموافق 1960، والشيخ عبد العزيز بن صالح المرشد ـ رحمه الله ـ وقرأ عليه في الفرائض والنحو والتوحيد، وذلك في عام 1379 هـ، الموافق 1959، والشيخ عبد العزيز الشثري، وقرأ عليه زاد المستقنع في الفقه، وعمدة الأحكام في الحديث والأحكام، وذلك في عام 1375 هـ، الموافق 1956، و1376 هـ، الموافق 1957، والشيخ محمد بن سنان، وقد حفظ عليه القرآن الكريم في صغره. بالاضافة الى العدد الكثير من الأساتذة الذين أخذ عنهم أثناء دراسته في المعهد العلمي وكلية الشريعة. أهم أعماله: تولى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أعمالا كثيرة، وأكثرها في مجال التعليم والافتاء، ومن أهمها: عُيِّن مدرسا في معهد امام الدعوة العلمي في الرياض في 1/7/ 1384 هـ، الموافق 6/11/1964، واستمر في ذلك حتى عام 1392 هـ، الموافق 1972. ثم انتقل للتدريس في كلية الشريعة في الرياض التابعة لجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية، وقد تم تعيينه على درجة أستاذ مساعد فيها في 7/5/1399 هـ، الموافق 4/4/1979، ثم عُيِّن على درجة أستاذ مشارك في 13/11/1400 هـ، الموافق 23/9/1980. وفي شهر شوال من عام 1407 هـ، الموافق 1987، تم تعيينه عضوا في هيئة كبار العلماء في السعودية. وانتقل من تدريسه في جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية بتعيينه عضوا للافتاء في رئاسة البحوث العلمية والافتاء، وذلك في 15/7/1412 هـ، الموافق 20/1/1992. وفي عام 14/8/1416 هـ، الموافق 5/1/1996، صدر الأمر الملكي بتعيينه نائبا للمفتي العام للمملكة، وقد بقي مع ذلك متعاونا مع الجامعة من خلال التدريس في المعهد العالي للقضاء، والاشراف على الرسائل ومناقشتها. وبعد وفاة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي عام السعودية صدر الأمر الملكي في 29/1/1420 هـ، الموافق 16/5/1999، القاضي بتعيينه مفتيا عاما للمملكة، ورئيسا لهيئة كبار علمائها، ورئيسا للبحوث العلمية والافتاء. وأما في مجال الامامة والخطابة فقد تولى الامامة والخطابة في جامع الشيخ محمد بن ابراهيم في دخنة في الرياض بعد وفاته عام 1389 هـ، الموافق 1969. وفي شهر رمضان من عام 1390 هـ، الموافق 1970، عُيِّن خطيبا في الجامع الكبير في الرياض. وفي عام 1402 هـ، الموافق 1972، تم تعيينه اماما وخطيبا بمسجد نمرة بعرفة. وفي شهر رمضان من عام 1412 هـ، الموافق 1992، عُيِّن اماما وخطيبا بجامع الامام تركي بن عبد الله في الرياض، ولا يزال حتى الآن، بل أفاد بعد تعيينه مفتيا عاما للسعودية ورئيسا لهيئة كبار علمائها وللبحوث العلمية والافتاء أنه سيستمر في الامامة والخطابة في هذا المسجد.

جهوده العلمية: للشيخ عبد العزيز آل الشيخ جهود علمية متميزة من خلال التدريس في كلية الشريعة، والمعهد العالي للقضاء في الرياض، ومن خلال الاشراف على كثير من رسائل الماجستير والدكتوراه وخاصة في علم الفقه، بالاضافة الى مناقشة عدد كثير من تلك الرسائل. كما أن له مشاركات كثيرة في القاء الدروس والندوات والمحاضرات، والمشاركة في البرامج الدينية في الإذاعة والتلفزيون ومن أهم وأبرز تلك البرامج البرنامج المبارك «نور على الدرب»، الذي تطرح فيه كثير من الأسئلة الفقهية. بعض صفاته: من الصفات الفاضلة والكثيرة التي اتصف بها الشيخ عبد العزيز آل الشيخ النشأة الصالحة منذ الصغر والورع والتقوى والاخلاص والنصح لولاة الأمر ولعموم المسلمين ومحبة الناس والعطف عليهم وخاصة طلاب العلم.

* الشيخ صالح اللحيدان

* الشيخ صالح بن محمد اللحيدان 1350 هـ.

ولادته: ولد العالم الجليل الشيخ صالح بن محمد اللحيدان في مدينة البكيرية في منطقة القصيم عام 1350 هـ. تعليمه: درس في المعد العلمي بالرياض وتخرج فيه وأخذ عن كثير من المشايخ الذين درّسوا فيه كالشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، والشيخ عبد الرزاق عفيفي والشيخ محمد بن الأمين الشنقيطي ـ رحمهم الله ـ وغيرهم. والتحق بكلية الشريعة في الرياض وتخرج منها، وأخذ عن أبرز من درّسوا فيها. وحصل على الماجستير من المعهد العالي للقضاء، وكان عنوانه رسالته «الاقرار». هذا بالاضافة الى طلبه للعلم في حلقات مشايخ عصره، ومن أبرزهم مفتي الديار السعودية في وقته الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ ـ رحمه الله ـ. مشايخه: درس في صغره على الكتاتيب، وأخذ العلم على مشايخ بلده (البكيرية) كالشيخ محمد بن صالح المقبل، والشيخ عبد العزيز بن عبد الله السبيل، والشيخ عبد الرحمن الكريديس ـ رحمهم الله ـ وغيرهم. وذكر أنه استفاد كثيرا من الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز. وأخذ العلم أيضا عن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ عندما كان مدرسا في المعهد العلمي وكلية الشريعة في الرياض. واستفاد من الشيخ عبد الرزاق عفيفي وقت تدريسه في المعهد العلمي وكلية الشريعة في الرياض، وبعد صحبته لـه في مجلس هيئة كبار العلماء، ودائما ما يثني على علمية الشيخ عبد الرزاق وحافظته، وقدرته الفائقة على جمع الأقوال وترتيبها وان كثرت، خصوصا تلك التي تتلى في مجلس يحضره. أبرز أعماله: أنيطت بالشيخ صالح أعمال قضائية كبيرة منذ وقت مبكر من حياته، وذلك يدل على ما بلغه من علمٍ وفضل وكفاءة، ومن ابرز تلك الأعمال ما يلي: عمل سكرتيرا للشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ منذ تخرجه من كلية الشريعة عام 1379 هـ حتى عام 1383 هـ. وفي عام 1383 هـ عُيِّن مساعدا لرئيس المحكمة الكبرى في الرياض. وفي عام 1384 هـ عُيِّن رئيسا للمحكمة الكبرى في الرياض، واستمر في ذلك حتى عام 1390 هـ. وفي عام 1390 هـ عُيِّن قاضي تمييز، وعضوا في الهيئة القضائية العليا. وفي عام 1403 هـ عُيِّن رئيسا للهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى، واستمر مع ذلك نائبا لرئيس المجلس في حال غيابه حتى عام 1413 هـ. وفي عام 1413 هـ عُيِّن رئيسا لمجلس القضاء الأعلى بهيئته العامة والدائمة، ولا يزال حتى الآن. كما أن الشيخ اللحيدان عضو في هيئة كبار العلماء منذ انشائها عام 1391 هـ. وهو أيضا عضو في رابطة العالم الإسلامي. مشاركته العلمية: للشيخ صالح مشاركات علمية كثيرة في مجال التدريس، والقاء المحاضرات والافتاء وغيرها، منها: إمامة وخطابة بعض الجوامع في مدينة الرياض. الامامة والخطابة للمسلمين في يوم عرفة في بعض الأعوام. التدريس في المسجد لبعض العلوم الشرعية كالفقه والحديث وغيرهما. التدريس لطلاب الدراسات العليا في كلية الشريعة بالرياض، وخصوصا في مادة الفقه. المشاركة في جميع مواسم الحج بالتوجيه والارشاد، والقاء المحاضرات العامة والخاصة. وإلقاء المحاضرات والندوات في جميع مناطق السعودية على حسب ما يسمح به وقته. التدريس في المسجد الحرام عندما يكون موجودا هناك، وخصوصا في رمضان والصيف وموسم الحج، وقد نفع الله بهذه الدروس نفعا عظيما. ومشاركته في الدروس التي تقام في المغرب في شهر رمضان من كل عام وذلك في أعوام سابقة. ومشاركته في بعض المؤتمرات واللقاءات العلمية داخل السعودية كمؤتمر الجهاد وأسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب وملتقى الأئمة والخطباء وغيرها، وكذلك خارج السعودية وخصوصا ذات العلاقة بالقضاء، فقد شارك في مؤتمر في تركيا، ومؤتمر في اليمن، وآخر في تونس. كما أن الشيخ يقوم بالاشراف والمناقشة لرسائل الماجستير والدكتوراه في علم الفقه، وله دروس في المسجد الحرام تقوم الإذاعة بنشرها، ومشاركة في البرنامج الإذاعي «نور على الدرب»، كذلك برنامج «الافتاء» في التلفزيون وتكون أغلب الأسئلة فيها فقهية، وله محاضرات وندوات كثيرة. تأليفه: ليس لديه من الوقت ما يجعله يتفرغ للتأليف والكتابة، فهو مشغول بالأعمال الكبيرة، اضافة الى أنه يفضل تعليم الناس وتوجيههم وبيان ما يحتاجون اليه من بيان عبر الدروس والمحاضرات والندوات والبرامج الأخرى; لأن من سيؤلف لن يأتي بأفضل مما جاء به علماء الأمة المحققون، فكل ما يحتاجه الانسان سواء كان طالب علم أو غيره موجود في كتب سلف هذه الأمة بصورة واضحة وبيان شافٍ كافٍ. مكانة الشيخ العلمية والاجتماعية: للشيخ مكانة علمية بارزة في داخل السعودية وخارجها، حيث انه من كبار علمائها، وممن يشار اليهم بالبنان، ويقصدون للاستفادة منهم من كل مكان، وذلك لما حباه الله من العلمية المتميزة، والآراء السديدة والاجتهادات الصائبة المبنية على أسس سليمة، وقواعد قوية مأخوذة من أصول الشريعة، وعلمائها الأماجد الذين عرفوا بصفاء العقيدة وسلامة المنهج، وصدق التوجه والولاء للدين، لذلك تراه دائما مستحضرا للأدلة، مستشهدا بها، مستأنسا بأقوال العلماء المحققين كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، والشيخ محمد بن ابراهيم، حيث انه دائما ما يظهر اعجابه بالأخير وتأثره به، وأثره عليه، وما لـه من فضل ومنزلة ومكانة في هذه البلاد، مع ما تتميز به فتواه من السهولة والاقتصار على المفيد للسائل مما يجعلها مرغوبة لدى الخاصة والعامة، وكثيرا ما يركز في أقواله ولقاءاته ودروسه ومحاضراته على عقيدة التوحيد، ووجوب التمسك بها والبعد عما يخالفها ويضادها، وبيان أن الله امتن بها على أهل هذه البلاد فكانت سببا في عزتها وتمكينها وأمنها وأمانها. كما أن الله تعالى امتنّ على الشيخ اللحيدان بمكانة اجتماعية مرموقة، حتى صار من ذوي الهيئات والوجاهة عند ولاة الأمر وغيرهم من خاصة الناس وعامتهم، وهذا ليس بغريب على من بذل نفسه ووقته وماله لخدمة الناس جميعا، قريبهم وبعيدهم، كبيرهم وصغيرهم، ذكرهم وأنثاهم، فلا يكاد شخص يدلي على فضيلته بأمرٍ دقّ أو جل الا ويجد عند الشيخ ما يطمئنه، ويحقق مطلوبه، وذلك ببذل الجاه، والشفاعة، مع الاهتمام البالغ، والمتابعة الدقيقة قدر الجهد والطاقة والاستطاعة، لذلك دائما ما نسمع الناس على مختلف مستوياتهم يدعون للشيخ، ويثنون عليه بما هو أهل لـه. بعض صفات الشيخ وسجاياه: الشيخ علم بارز من أعلام السعودية، وواحد من أئمة الدعوة السلفية في الوقت الحاضر، أخذ علمه واستفاد أخلاقه وصفاته من كتاب الله وسيرة رسوله، وما كان عليه سلف هذه الأمة الصالح، واقتدى بأولئك الأئمة الأعلام الذين درس عليهم وأخذ العلم عنهم، لذلك فانه جمع من الخلال والآداب الشيء الكثير، لا يعرف ذلك ولا يدرك حقيقته الا من خالطه وجالسه، واستمع الى توجيهاته، وأنصت الى تعليماته.

* الشيخ صالح الفوزان

* صالح بن فوزان الفوزان (1354) هـ.

نسبه: وهو الشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبد الله، من آل فوزان من أهل الشماسية، الوداعين من قبيلة الدواسر. نشأته ودراسته: وُلد عام 1354 هـ، وتوفي والده وهو صغير، فتربى في أسرته، وتعلم القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة على يد إمام مسجد البلد، وكان قارئا متقنا وهو الشيخ حمود بن سليمان التلال، الذي تولى القضاء أخيرا في بلدة ضرية في منطقة القصيم. ثم التحق بمدرسة الحكومة حين افتتاحها في الشماسية عام 1369 هـ، وأكمل دراسته الابتدائية في المدرسة الفيصلية ببريدة عام 1371 هـ، وتعين مدرّسا في الابتدائي، ثم التحق بالمعهد العلمي ببريدة عند افتتاحه عام 1373 هـ، وتخرج منه عام 1377 هـ، والتحق بكلية الشريعة بالرياض، وتخرج منها عام 1381 هـ، ثم نال درجة الماجستير في الفقه، ثم درجة الدكتوراه من هذه الكلية في تخصص الفقه أيضا. أعماله الوظيفية: بعد تخرجه من كلية الشريعة عُيِّن مدرسا في المعهد العلمي في الرياض، ثم نقل للتدريس في كلية الشريعة، ثم نقل للتدريس في الدراسات العليا بكلية أصول الدين، ثم في المعهد العالي للقضاء، ثم عُيِّن مديرا للمعهد العالي للقضاء، ثم عاد للتدريس فيه بعد انتهاء مدة الادارة، ثم نقل عضوا في اللجنة الدائمة للافتاء والبحوث العلمية، ولا يزال على رأس العمل. أعماله الأخرى: الشيخ الفوزان عضو في هيئة كبار العلماء، وعضو في المجمع الفقهي بمكة المكرمة التابع للرابطة، وعضو في لجنة الاشراف على الدعاة في الحج، الى جانب عمله عضوا في اللجنة الدائمة للبحوث العملية والافتاء، وامام وخطيب ومدرس في جامع الأمير متعب بن عبد العزيز آل سعود في الملز بالرياض، ويشارك في الاجابة في برنامج «نور على الدرب» في الإذاعة، كما أن للشيخ الفوزان مشاركات منتظمة في المجلات العلمية على هيئة بحوث ودراسات ورسائل وفتاوى، جمع وطبع بعضها، كما أنه يشرف على الكثير من الرسائل العلمية في درجتي الماجستير والدكتوراه، وتتلمذ على يديه العديد من طلبة العلم الذين يرتادون مجالسه ودروسه العلمية المستمرة. مشايخه: تتلمذ الشيخ الفوزان على أيدي عدد من العلماء والفقهاء البارزين، ومن أشهرهم الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ عبد الله بن حميد، حيث كان يحضر دروسه في جامع بريدة، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ عبد الرزاق عفيفي، والشيخ صالح بن عبد الرحمن السكيتي، والشيخ صالح بن ابراهيم البليهي، والشيخ محمد بن سبيل، والشيخ عبد الله بن صالح الخليفي، والشيخ ابراهيم بن عبيد العبد المحسن، والشيخ حمود بن عقلا، والشيخ صالح العلي الناصر. وتتلمذ على غيرهم من شيوخ الأزهر المنتدبين في الحديث والتفسير واللغة العربية. مؤلفاته: للشيخ الفوزان مؤلفات كثيرة، من أبرزها: «التحقيقات المرضية في المباحث الفرضية» في المواريث، وهو رسالته في الماجستير، مجلد. و«أحكام الأطعمة في الشريعة الإسلامية» وهو رسالته في الدكتوراه، مجلد. و«الارشاد الى صحيح الاعتقاد» مجلد صغير. و«شرح العقيدة الواسطية» مجلد صغير. و«البيان فيما أخطأ فيه بعض الكتاب» مجلد كبير. و«مجموع محاضرات في العقيدة والدعوة» مجلدان. و«الخطب المنبرية في المناسبات العصرية» في أربعة مجلدات. و«من أعلام المجددين في الإسلام». و«رسائل في مواضيع مختلفة». و«مجموع فتاوى في العقيدة والفقه» مفرغة من «نور على الدرب»، وقد أنجز منه أربعة أجزاء. و«نقد كتاب الحلال والحرام في الإسلام». و«شرح كتاب التوحيد ـ للشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ شرح مدرسي». و«التعقيب على ما ذكره الخطيب في حق الشيخ محمد بن عبد الوهاب». و«الملخص الفقهي» مجلدان. و«إتحاف أهل الايمان بدروس شهر رمضان». و«الضياء اللامع من الأحاديث القدسية الجوامع». و«بيان ما يفعله الحاج والمعتمر». و«كتاب التوحيد» جزآن مقرران في المرحلة الثانوية بوزارة المعارف السعودية. و«فتاوى ومقالات نشرت في مجلة الدعوة»، وهو هذا الذي نشر ضمن «كتاب الدعوة». علاوة على العديد من الكتب والبحوث والرسائل العلمية، منها ما هو مطبوع، ومنها ما هو في طريقه للطبع.