المستشرقة الإيطالية ريتا دي ميليو: الحضارة الإسلامية تميزت بمنهج فريد لإقرار حقوق الإنسان

قالت لـ «الشرق الأوسط»: الجهل بالإسلام الصحيح وراء انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا

TT

وصفت المستشرقة الإيطالية، ريتا دي ميليو، أستاذة الدراسات الإسلامية بجامعة روما، المنهج الذي جاء به الإسلام لإقرار حقوق الإنسان وفي مقدمتها حقوق المرأة، بأنه منهج فريد تميزت به الحضارة الإسلامية، فكان لها السبق في إرساء دعائم قانون عالمي لحقوق الإنسان من دون تمييز بين جنس أو نوع أو دين. وأكدت الدكتورة ريتا دي ميليو في حديث لـ«الشرق الأوسط» على هامش مشاركتها في المؤتمر الذي نظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة أخيرا، أن حملات الهجوم على الإسلام في الغرب لن تستمر طويلا، خاصة أن هناك حملات مضادة بدأ يقودها المسلمون من مواطني الدول الغربية للتعريف بالإسلام الصحيح. وقالت إن الجهل بالإسلام الصحيح وراء انتشار ظاهرة الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا) ووصفه بالعدو البديل، مضيفة أن انتشار الإسلام في الغرب لم يؤرق إلا فئة معينة من أصحاب المصالح وبعض رجال السياسة المتعصبين الغربيين..

* ما هو سر اهتمامك بدراسة الإسلام؟ - هذا كان من قبيل دراستي للآداب والتاريخ العربي والإسلامي في جامعة روما، وهذه الدراسة هي التي فتحت أمامي آفاقا رحبة لمواصلة البحث والدراسة للتعرف على الإسلام وحضارته والبحث في علومه وآدابه وتعلم اللغة العربية حتى حصلت على درجة الدكتوراه في الآداب العربية والإسلامية.

* من أهم المؤلفات التي حظيت باهتمام في العالم العربي والإسلامي وأثارت ردود فعل ايجابية كتابك «الإسلام.. ذلك المجهول في الغرب»، ماذا كنت تهدفين عند تأليفك لهذا الكتاب؟ وهل تعتقدين أن من يقرأ كتابك من الغربيين سيؤمن برؤيتك عن الإسلام؟

- هذا الكتاب كان حصيلة لقراءات متعددة عن الإسلام وعلومه وآدابه، خاصة اللغة العربية والتاريخ الإسلامي وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدين، وقرأت كذلك معظم ما كتب عن الإسلام في الغرب، فترسخ لدى أن الإسلام دين عظيم، وأنه تعرض لظلم كبير عندما ترك العنان لجهات إعلامية غربية موجهة بالإساءة إلى الإسلام ورموزه الدينية، فقررت نشر كتاب يقدم حقيقة الإسلام للمواطن الغربي الذي ساهمت عوامل عديدة في تضليله وإساءة علاقته بالإسلام، ومن ثم التزمت الموضوعية في الكتابة عن الإسلام، الذي يدعو إلى السلام بين أتباع العقائد السماوية وينهى عن التعصب والكراهية والعنصرية. وعرضت من خلال كتابي هذا الإسلام كدين وكثقافة وكحضارة بمنتهى الحيادية والأمانة العلمية، كما بينت أن الإسلام كدين سماوي يحث أتباعه على الفضيلة والأخلاق الجميلة والتعايش السلمي بينهم وبين كل الناس ولا يفرق بين أبيض وأسود أو مسلم وغير مسلم، الناس جميعا سواسية وإخوة في الإنسانية.

* لكن بم تفسرين تزايد الحملة الموجهة ضد الإسلام في الغرب وانتشار ظاهرة ما يسمى بالإسلاموفوبيا؟

- الحملة المثارة ضد الإسلام في الغرب الآن لن تضر الإسلام لن تستمر طويلا، خاصة أن هناك حملات مضادة بدأ يقودها المسلمون من مواطني الدول الغربية للتعريف بالإسلام الصحيح، وهناك كثير من الغربيين بدأ يتجه لمعرفة الإسلام ودراسته، كما أن الجهل بالإسلام الصحيح كان وراء انتشار ظاهرة الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا) ووصفه بالعدو البديل، لكن البعض يرى أن انتشار الإسلام في الغرب بقوة يقف وراء انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا؟.. انتشار الإسلام في الغرب بقوة لم يؤرق إلا فئة معينة من أصحاب المصالح وبعض رجال السياسة المتعصبين.

* الغرب يتهم الإسلام بانتهاك حقوق الإنسان خاصة حقوق المرأة.. من خلال قراءتك عن الإسلام ما هو مفهومك عن حقوق المرأة في الشريعة الإسلامية؟ - المنهج الذي جاء به الإسلام لإقرار حقوق الإنسان وفي مقدمتها حقوق المرأة يعد منهجا فريدا تميزت به الحضارة الإسلامية فكان لها السبق في إرساء دعائم قانون عالمي لحقوق الإنسان من دون تمييز بين جنس أو نوع أو دين، كما أن الشريعة الإسلامية أعطت للمرأة المسلمة حقوقا لم تنعم بها في الأديان أو الحضارات السابقة، وبالتالي فإن اتهام الإسلام بأنه دين انتقص من حقوق المرأة كلام لا أساس له من الصحة ولا يوجد عليه دليل علمي.