المشرفة على جمعية الكوثر البوسنية: وجود جمعيات ومجلات إسلامية جهد إضافي في مجال الدعوة بالبوسنة

صديقة عبديتش لـ «الشرق الأوسط»: هدفنا الإصلاح وسبيلنا التربية

بوسنيات من أعضاء جمعية الكوثر («الشرق الأوسط»)
TT

مجلة «زهرة» واحدة من المجلات الإسلامية القليلة، وسط كم هائل من المجلات في منطقة البلقان عامة والبوسنة خاصة، وهي من إصدار جمعية «الكوثر»، التي تأسست قبل 15 عاما في زينتسا، ثم انتقلت إلى سراييفو، وتديرهما الأستاذة صديقة عبديتش (44 عاما). ومن النشاطات الإعلامية لجمعية الكوثر، إعداد برامج نسائية في ستديو خاص، «تي. في. زهرة»، تابع لمقر الجمعية والمجلة، ومن ثم بثها في نحو 10 قنوات محلية، وقناة خارج البوسنة (السنجق). وتقوم الصحافية إلفيرا فيليتش موفتيتش بإدارة الستديو وتنظيم الندوات والبرامج التلفزيونية، وتستغرق معظم البرامج نحو 60 دقيقة.

وقالت صديقة عبديتش لـ«الشرق الأوسط»، وهي أيضا صحافية، «بدأنا العمل عام 1994م ومنذ ذلك التاريخ ونحن نعمل من دون توقف ومن دون ملل أو كلل، بل يزيد حبنا مع الأيام أكثر لتقديم المزيد، وشعورنا بشكل متزايد لأهمية العمل الثقافي بين فئات شعبنا والمسلمين في المنطقة بشكل عام». ولجمعية الكوثر فرقة إنشاد تحمل اسمها، كما تقيم حفلات إسلامية، وملتقيات دورية كل عام، تحت عنوان «مسك الرسول صلى الله عليه وسلم». وتقام الاحتفالات في مركب زاترا، الذي يتسع لعشرات الآلاف من الحضور، وقد تم حتى الآن تنظيم 6 احتفالات كبرى في زاترا. وهي جزء من نشاطات جمعية «الكوثر» في البوسنة ومنطقة البلقان.

وعن مجلة «زهرة»، قالت صديقة «مجلة زهرة واحدة من الأنشطة الثقافية لجمعية الكوثر، وقد بدأنا بإصدارها منذ 8 سنوات، ونوزع منها 30 ألف نسخة شهريا، كما تهتم بالمرأة والأسرة والمجتمع، ونجري مقابلات صحافية، وتحقيقات حتى من خارج البوسنة ومنطقة البلقان، فقد كتبنا كثيرا وما زلنا عن فلسطين والعراق والسودان وغيرها، ونكتب عن رحلاتنا ورحلات المتعاونات معنا، مثل رحلتنا إلى مصر، حيث قضينا رمضان هناك، وكتبنا عن مشاهداتنا وموائد الرحمن التي نحتاجها هنا في البوسنة، لأنها تقوي الروابط الاجتماعية بين فئات المجتمع، وكتبنا عن مروة الشربيني، وعن قضايا الاسلاموفوبيا. وتتعاون معنا الأخت، أردوانا كوريتش، الصحافية في تلفزيون هايات، وهي سفيرة لليونيسيف للنوايا الحسنة، وقد زارت السودان، وكتبت لنا عن الحياة الاجتماعية هناك».

وأعربت الصحافية مائدة تشانوفيتش «عن أملها في تلقي مجلة زهرة دعوات من العالم الإسلامي للكتابة عن جمعياتها ومؤسساتها، وإجراء المقالات الصحافية مع الناشطات من نسائها، أملنا كبير في تلقي دعوات من دول العالم الإسلامي والمراكز الإسلامية في أوربا والولايات المتحدة، فنحن بحاجة لتقوية علاقاتنا مع هذه الهيئات والمراكز والاستفادة من تجربتها في العمل الجمعياتي». وتتكون أسرة تحرير «زهرة» من 8 صحافيات من بينهن ليلى يوسيتش، وإلفيرا مفتيتش، وصديقة عبديتش، إضافة إلى ثلاث متعاونات، كما تتعاون صحافيات المجلة مع وسائل إعلام أخرى مرئية ومسموعة ومكتوبة، مثل راديو بيير، ومجلة هوريزونت، ومجلة الصف وغيرها.

وتشكو المجلة من ضعف التمويل، فهي بالكاد تغطي احتياجات الطبع وفواتير النثريات. لذلك تتطلع أسرة تحرير مجلة زهرة باستمرار للمساعدة من الجمعيات، والمراكز الثقافية الإسلامية في العالم لمساعدتها على أداء رسالتها. وتصدر مجلة زهرة على مدار العام، وتزخر أعدادها بالكثير من المواضيع. وتقيم جمعية الكوثر بدورها إفطارات جماعية، بالجهود الذاتية لأسرتها، حيث تأخذ من قوتها وقوت أفرادها لهذا الغرض، إلى جانب المساهمات المتواضعة لبعض أصدقاء الجمعية. وتنخرط عضوات الجمعية في البرامج التي تقيمها المشيخة الإسلامية نشارك في نشاطات المساجد في رمضان، ونحضر حلقات ختم القرآن بالمتابعة المباشرة، بين صلاتي الظهر والعصر، والنشاطات المرافقة. وتعتبر مديرة جمعية الكوثر، صديقة عبديتش، وجود جمعيات ومجلات إسلامية أخرى، جهداً إضافياً في مجال الدعوة الإسلامية في البلاد، ومعالم ضرورية لإنارة الطريق، وهي جهود تتكامل ولا تتناقض «لدينا علاقات جيدة مع جمعية سمية، ومع جمعية، نحلة، ولدينا رغبة بإقامة علاقات جيدة، ومشاريع مشتركة، كما أن علاقتنا بالمشيخة الإسلامية، لا سيما رئيس العلماء الدكتور مصطفى تسيريتش، الذي نتلقى منه التشجيع والتقدير لما نقوم به». وعن كيفية توفيقها بين أسرتها والعمل في جمعية الكوثر ومجلة زهرة قالت «لدي ثلاثة أطفال كبار، لقمان (23 عاما)، وقد تخرج في كلية الهندسة الميكانيكية، وبلقيس (20 عاما) وهي طالبة بالجماعة التركية، شعبة الاتصالات، وعلي (13 عاما) وهو طالب. ولا أجد أي مشقة في التوفيق بين البيت والنشاط الدعوي». وعن زيارتها الأخيرة لكل من مصر وتركيا، قالت رئيسة تحرير، «تي. في. زهرة»، إلفيرا «السفر في رمضان يقلل من الوقت المخصص للعبادة، وهذه تجربتنا في تركيا ومصر، لكنه يكشف عن عوالم رمضان في المناطق الأخرى من العالم، وكيف يقضي المسلمون هناك رمضان». وتمضي قائلة «قضينا في وقت سابق أياما في تركيا ومصر كنا ننام قليلا في الليل ونعمل كثيرا في النهار، ونعلم أنه يجوز لنا الإفطار، لكننا أخذنا بالعزيمة». وتتابع «جلسنا على موائد كثيرة، وحضرنا افطارات جماعية للفقراء والأغنياء، واستفدنا كثيرا من القيم التي كانت سائدة في تلك الأماكن، قيم التكافل والتراحم والتعاون، وهي أعظم وأفضل من كل ما كتبه الفلاسفة والمنظرون، وما قامت عليه دول كالاشتراكيات الأوروبية والسوفياتية، حيث كانت الطبقة الحاكمة تمثل البرجوازية في النظام الرأسمالي»، ومما علق بذهنها من تلك الموائد حضور إفطار جماعي دعي له ثلاثة آلاف شخص، أكل جميعهم وشربوا في مكان واحد، ثم تم تنظيف المكان في وقت قياسي، وصلى الجميع جنبا إلى جنب، في إشارة واضحة الدلالة لعلاقة الدنيا بالآخرة، والروح بالجسد، وهذه هي رسالة الصوم كغيرها من العبادات والشعائر في الإسلام، هذه الثنائية التي أشار إليها علي عزت بشكل جلي في كتابه (الإسلام بين الشرق والغرب).