مطالبات بالتنسيق بين الجماعات الإسلامية وسط تخوفات من «تسونامي» الحركات الجهادية المتجددة

جماعة الإخوان المسلمين تؤكد على احترامها لتعدد الحركات الجهادية

محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين خلال حديث لوسائل الإعلام (إ ب أ)
TT

طالبت جماعة الإخوان المسلمين بالتنسيق المنظم والفعال بين مختلف الجماعات الإسلامية، وذلك بهدف عدم إتاحة الفرصة أمام أعداء الأمة لتفريق المسلمين وتمزيق وحدتهم وتشتيت جهودهم، في حين برزت على السطح تحذيرات من «تسونامي جديد» يغرق الدول الإسلامية والعربية في بحر من الجماعات التي تدعي الجهاد والحركات الإسلامية.

وأكدت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، لـ«الشرق الأوسط» على احترامها لتعددية الحركات الإسلامية الجهادية المنتشرة في مختلف الدول العربية والإسلامية، مشيرة إلى أن التعدد في الوسائل - بشرط شرعيتها - لا ينفي ولا يتعارض مع الاتفاق مع الأهداف والغايات.

وشدد محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر، في حديث لـ«الشرق الأوسط» على احترام الإخوان المسلمين للتعددية في الآراء، والاختلاف في وسائل العمل وطرق الجهاد، موضحا أن اجتماع الناس على طريق واحد أمل منشود والجميع يتمناه، مستدركا في الوقت ذاته بأن الاختلاف في وجهات النظر يبقى سنة إلهية جارية والعبرة تبقى بالقدرة على تنسيق الجهود بعد إخلاص النوايا لله.

ودعا المرشد العام للإخوان المسلمين الجماعات الجهادية والتيارات الإسلامية كافة للعمل الجاد الفعال والمتوازن الملتزم بقواعد الشرع، حيث إن ذلك من شأنه الوحدة والعمل المشترك، مطالبا بالتنسيق بين مختلف الجماعات الإسلامية لعدم إتاحة الفرصة أمام أعداء الأمة لتفريق المسلمين وتمزيق وحدتهم وتشتيت جهودهم. مرجعا ذلك إلى أن «الجماعات الجهادية والتيارات الإسلامية الحديثة» لا بد لها من أن تتعاون في ما تتفق عليه وأن يعذر بعضها بعضا في ما تختلف فيه.

ويأتي حديث المرشد العام للإخوان المسلمين الداعم للجماعات الجهادية المتجددة والتيارات الإسلامية الحديثة كافة مخالفا لكل التحذيرات من «تسونامي جديد» يغرق الدول الإسلامية والعربية في بحر من الجماعات المجاهدة والحركات الإسلامية لا يعرف مده إلى أين ومتى سينتهي، ليتجاوز بذلك مخاوف المراقبين والباحثين في الشأن الإسلامي من انتعاش التجنيد للجماعات الجهادية المتجددة، وما ستؤول إليه أحوال الدول الإسلامية نتيجة النزاع القائم حول شرف استحقاق قيادة الأمة عقب تخوين كل منها للآخر واستباحة دماء بعضهم بعضا تحت ذريعة حمل «عقيدة منحرفة» مما صعب التكهن بمستقبل الصراع بين مختلف الحركات والتيارات الإسلامية.

وذلك من شأنه التخوف من أن تنحرف كلمة «الجهاد» عن البعد الإنساني المشترك والمتمثل في «تحرير الأرض» إلى معنى آخر مسيس ومؤدلج تخبط في تصريف «الجهاد» لغويا وعقائديا، لا سيما مع ما يجري في الوقت الراهن في العراق، ومقتلة فلسطين التي جرت بين صفوف «جند أنصار الله» السلفية، عقب إعلان قائدها عبد اللطيف موسى المعروف بـ«أبو النور المقدسي» قيام إمارة إسلامية من جامع ابن تيمية في قطاع غزة وبين أنصار حركة حماس «الإخوانية» لاتهام الأولى حماس بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية واتهام الثانية «جند أنصار الله» بارتباطات سرية بحركة «فتح»، التي انتهت بمقتل 28 وإصابة 130 آخرين.

بينما في العراق تجاوز الأمر الصراع بين الحركات الجهادية التي وصلت إلى العشرات إلى الخلافات داخل التنظيم الواحد كما حدث مع تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» عقب أن دعا أبو أسامة العراقي زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في شريط فيديو بث على شبكة الإنترنت إلى خلع أبو حمزة المهاجر من قيادة التنظيم، معددا سقطات أبو أيوب في العراق بزرع العبوات في المنازل والمدارس والمستشفيات ومطاردة المسلمين من أهل السنة في لقمة عيشهم ورزقهم وتصفية العلماء والأئمة والخطباء في إشارة إلى مواجهة التنظيم مع عدد من القبائل وزعماء العشائر في العراق.

وفي تسجيل صوتي لزعيم تنظيم القاعدة الأول أسامة بن لادن، بث في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2007، حمل عنوان «رسالة لأهل العراق» شدد على ضرورة تغليب مصلحة الأمة الإسلامية على ما عداها وتحكيم الشرع في كل خلاف» ودعا المجاهدين إلى توحيد الصفوف، مؤكدا على أن «الإيمان هو الرابطة ما بين المسلمين وليس الانتساب إلى القبيلة أو الوطنية أو التنظيم وأن مصلحة الأمة تتجاوز مصلحة الجماعة». وأضاف: «إخواني أمراء الجماعات المجاهدة إن المسلمين ينتظروكم أن تجتمعوا تحت راية واحدة لنصرة الحق». وكان ذلك عقب نشوب الخلاف بين «الجيش الإسلامي» وتنظيم القاعدة في العراق كما أعلن «مجلس شورى المجاهدين» في أكتوبر (تشرين الأول) 2006 أن كلا منهما يدعي انحراف مسيرة الآخر، داعيا إلى تصحيح المنهج.

* شهادة حية

* أكد أحد العائدين من ساحات القتال في العراق التقت به «الشرق الأوسط» الذي لم تتجاوز مشاركته في القتال ببلاد الرافدين الـ10 أيام ثم عاد إلى أسرته وأبنائه في أحد أحياء العاصمة الأردنية عمان، أن واقع الجهاد في العراق تحول إلى «متاجرة» وسعي إلى اكتساب «غنائم» لفرض سيطرة الأقوى. وكما ذكر الشاهد ذو الـ44 عاما، الذي رفض ذكر اسمه، ولا يحمل سوى الشهادة الابتدائية، أن عودته إلى الأردن، جاءت بعد اكتشافه «استغلال المقاتلين العرب لتحقيق مطامع أخرى، محولين الجهاد إلى تجارة»، ليتابع الشاهد الحي: «كانت قيادة التنظيم الذي ضمنا تحت لوائه تطالبنا بالاستيلاء على أية مغانم خارج أراضي السيطرة التابعة للحزب أو التنظيم، كسحب سيارات على سبيل المثال معطلة وضمها للأملاك الخاصة»، مؤكدا على أن «الحرب في العراق باتت تجارة». أما في الصومال فتزداد الخلافات بين فصائل المقاومة الإسلامية الصومالية يوما بعد آخر، مما دفع بالبلاد إلى مرحلة الهاوية، في ظل عدم وجود قيادة تسيطر على كامل التراب الصومالي، بينما توجد فصائل هناك كثير منها أخذ الإسلام وسيلة توصلها إلى سدة الحكم.

* انقلاب السحر على الساحر

* بعد حرب التخوين والتكفير الطويلة، التي بدأت شُهبها تحترق هنا وهناك، من قبل زعامات التيارات الإسلامية الحديثة للسلطات العربية الحاكمة وأذرعها المنتشرة بحجة العمالة والإخلال بالمصلحة الوطنية وعدم تطبيق الشريعة الإسلامية، ظهر من يكيل إليها الاتهامات ذاتها مطالبا إياها «بالرجوع عن دخول المجالس الشركية والالتزام بالقرارات الدولية والعربية وأن لا يضعوا أيديهم في أيدي العملاء الخونة والمرتدين». كما أن عليهم تصحيح «عقيدة الولاء والبراء والمحافظة على تطبيق الشريعة الإسلامية»، كما جاء على لسان أحد قادة الفكر السلفي في حق «الجماعات الإخوانية». ودافع محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر عن حركته، مؤكدا على أن الإخوان المسلمين «هيئة إسلامية جامعة» تنتهج الإسلام الصحيح الكامل في فكرها ووسائلها وأهدافها، والجهاد سبيلها بمفهومه الشرعي الصحيح، كما أن الجهود كافة إنما توظف من قبل الجماعة لخدمة شرع الله، وإعلاء كلمته، بالإضافة على تقدم الأمة الإسلامية وبناء نهضتها وتوحيد كلمتها.

وبين عاكف في رده على سؤال حول أسباب الصراع القائم بين الحركات الجهادية المتجددة والتيارات الإسلامية الحديثة كالإخوان المسلمين، أنه ليس بين جماعته، «الإخوان المسلمون»، وبين أحد من المسلمين والعاملين للإسلام صراع، قائلا: «نحن ندعو الجميع إلى الاحتكام لشرع الله تعالى ونبذ الخلافات وتوطيد أواصر المحبة والإخاء بين المسلمين».

* الجهاد الثوري أم الحداثي

* تقرير شرف الانتماء إلى «الفرقة الناجية» من بين التيارات الإسلامية والجماعات الجهادية كافة التي من وجهة نظرها لا يمكن أن تستوعبهم جميعا في آن واحد، بات الشغل الشاغل والهم الذي لا ينجلي عن ظهر المجاهدين في ساحات الوغى بعد أن ضاع، من وجهة نظر المختصين، المغزى الحقيقي والمعنى الشرعي لـ«الجهاد»، حيث تغلب البعد التسييسي على البعد الإنساني لـ«الجهاد» وهو تحرير الأرض، كما ذكر مروان شحادة المختص في التيارات السلفية في حديثه مع «الشرق الأوسط».

وأضاف شحادة أن جهود الحركات الجهادية المتجددة، تركز كافة على مرحلة النكاية والفتك بالعدو وإلحاق أكبر خسائر تدميرية به في الوقت الذي نشهد فيه تباينا لماهية العدو من حركة لأخرى، ما بين «العدو القريب» تلميحا للمنهج الذي تتبناه الحركات السلفية المجاهدة «الحركات الجذرية» تحت ذريعة الردة، أو العدو البعيد «القوى العالمية الكبرى».

من جهة أخرى، أوضح شحادة أن اختلاف مدارس الحركات الإسلامية التي تتشابك وتختلف من حيث الرؤى والأطروحات وبالأخص فيما يتعلق باستراتيجية التغيير إضافة إلى آيديولوجية الوصول إلى السلطة، كان سببا رئيسا في النزاع والصراع القائم، فهناك من الحركات من تؤمن بالتعددية المحدودة للوصول إلى السلطة، التي عادة ما تلجأ إلى سبل الديمقراطية كالانتخابات والمشاركة في العمل السياسي. ويدلل على ذلك بما هو حاصل مع جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا عدم لجوء مثل هذه الحركات إلى العنف للوصول إلى السلطة على عكس الحركات المتشددة التي تكْفر بالسبل الديمقراطية وتؤمن بأن الخيار الأوحد للوصول إلى السلطة لا يكون سوى باللجوء إلى القوة أو ما يعرف بـ«الجهاد».

ويرى مروان شحادة أنه نتيجة لاختلاف الرؤى السياسية تظهر إشكالية التكفير حتى من جانب القوى السلمية التي عادة لا تتردد في استخدام القوة للحفاظ على السلطة والمكتسبات السياسية التي تؤمن بها كما حدث بين حماس وأتباع «جند الله» في غزة.

أما فيما يتعلق بنزاعات الجماعات المسلحة في العراق، فقد أفاد شحادة بأن كل من يخالف منهجها ورؤيتها الآيديولوجية يعد «عدوا» يقف أمام المشروع الجهادي، يستدعي «إراقة واستباحة دمه وماله».

واعتبر المختص في التيارات السلفية التغيير الثوري للوصول إلى السلطة بحجة تطبيق الشريعة الإسلامية جوهرا للعقيدة التي تؤمن بها الجماعات المسلحة المتشددة التي يقف في سلم أولوياتها استخدام القوة باعتبار الجهاد الطريق الأوحد لتطبيق الشريعة الإسلامية.

وأكد شحادة على توظيف الحركات الإسلامية المسلحة الجانب الديني لخدمة الأغراض السياسية في الوقت الذي غفلت فيه عن الجانب الإنساني، منوها بأن صلاحية جوهر الحركات الإسلامية المسلحة كافة تقتصر فقط على ما قبل الدولة أي «الثورة» أو «النكاية» وفشلها عقب الوصول إلى مرحلة الدولة أو «السلطة».

وأوضح أن هذه الحقيقة أيضا تمتد إلى الحركات الإسلامية المعتدلة التي تشارك في الانتخابات، مستشهدا بحركة «حماس» التي، وبحسبه، فقدت كثيرا من حاضنتها الشعبية والوطنية والإقليمية عقب الوصول إلى الدولة لنهجها الذي قامت به في سبيل الحفاظ على السلطة.

وأرجع مروان شحادة عدم اجتماع الحركات الإسلامية الجهادية تحت مظلة واحدة إلى اختلاف اجتهادات التيارات الإسلامية، حيث إنها لا تؤمن بالحركات القومية والوطنية والديمقراطية والليبرالية، وإنما فقط بأن آيديولوجيا التحرير والمقاومة لا تتم سوى من خلال آيديولوجيتها الخاصة بها، ولا يجوز، بحسب هذه الجماعات ومنظريها، إعطاء الولاء لمن لا يؤمن بفكرها ومنهجها، مشيرا إلى إمكانية التنسيق في العمليات العسكرية فقط من دون العمل تحت أي شعار قد تعتبره غير إسلامي.

من جانبه، يؤكد الدكتور عمرو الشوبكي الخبير في الجماعات الإسلامية الباحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، على حقيقة غياب فكرة التنظيم الجهادي بين مختلف التيارات الجهادية والإسلامية، موضحا أن الحالة لا تتجاوز كونها خلايا مشتتة هنا وهناك، نتيجة تبني أصحابها للمنهج والفكر الأحادي. وشدد الشوبكي على أن عدم النجاح في إدماج الحركات الإسلامية في المنظومة الدولية والعملية السياسية الوطنية هو أحد العوامل التي ساعدت على تصاعد ظهور الحركات الجهادية المتجددة، مستشهدا بعملية استبعاد حماس من القوى الدولية الكبرى، بالإضافة إلى عدد من الدول العربية، مما أدى إلى تعزيز نظرية عدم جدوى «الاعتدال» بالمعنى الذي اعتبره نسبيا.

وأضاف أن غياب فكرة دمج الحركات الإسلامية المعتدلة أدى إلى ظهور حركات جهادية متجددة أكثر راديكالية من سابقتها تقوم على أساس رفض المنظومة العالمية والواقع المحلي بالإضافة إلى التيارات الإسلامية المعتدلة.

أما فيما يتعلق بالعراق، فقد أوضح الشوبكي لعب الأزمة الطائفية دورا مهمّا في تصاعد الحركات الجهادية، مستشهدا بالواقع الصومالي الذي غابت عنه الدولة بالإضافة إلى غياب الرغبة في إدماج أجنحة من التيارات الإسلامية. وأكد الدكتور عمرو الشوبكي على أن محاربة الراديكاليات المتصاعدة لن يكون سوى من خلال تبني واستيعاب الحركات الإسلامية الحديثة والعمل على تطويرها.

* تعريف الجهاد

* من جانبه، أكد المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر محمد مهدي عاكف أن «مصطلح «الحركات الجهادية» قول عام ومرسل لا يعرف له أصل، حيث إنه ضمن المصطلحات التي زرعت في مجتمعنا من دون تحديد لمفهومه»، مشيرا إلى تبني الإخوان المسلمين لمنهج معلن متكامل وواضح ينبع من «صحيح الإسلام» بحسب وصفه، كونهم مع كل ما يتفق مع الإسلام كما يفهمه أهل السنة والجماعة.

وعرف عاكف الجهاد على أنه «بذل الجهد والوسع والتضحية بالنفس والمال وكل ما نملك.. إن اعتدى علينا معتد فهو في هذه الحالة فرض عين على كل قادر عليه».

وشدد المرشد العام على ضرورة مراعاة الوسائل والآليات الشرعية الإسلامية وأيضا الأهداف والغايات، مؤكدا على ضرورة أن يكون العمل منضبطا ومتوازنا يحقق المصلحة العليا للأمة ولا يدع لأعدائها الفرصة لإضاعة وقتها أو تشويه صورتها واستمرار العدوان عليها.

وأوضح أن مقاومة المحتل الغازي تكون بالوسائل المتاحة كافة، معتبرا إياها في هذه الحالة مقاومة مشروعة تقرها القوانين المدنية والربانية، مستشهدا بعدم إقرار جماعة الإخوان المسلمين رفع السلاح ضد النظم والحكومات القائمة مهما اختلف معها في الرأي لتجنب إثارة الفتن.

من جهة أخرى، أكد محمد عاكف على أن دعوة جماعته هي إلى الإسلام الذي يعد الحكومة جزءا منه والحرية فريضة من فرائضه، كما أن الجهاد وسيلة مفروضة بضوابطها الشرعية كما أن السياسة جزء من الإسلام والحكم أصل فيه، داعيا إلى ضرورة عدم الخلط بين المفاهيم والمجالات أو بين الوسائل والغايات، مؤكدا على ممارسة الإخوان للجهاد المسلح فقط ضد المستعمر في مصر إبان الاحتلال البريطاني والمقاومة الإسلامية في فلسطين الآن. وبحسبه، إنما تنتهج الجهاد المسلح ضد «الصهاينة المستعمرين»، مشيرا إلى أن الجهاد بالمعنى الذي عرفه لا يرتبط بمفهوم جماعة بل يجب أن يرتبط بما حدده «الشرع».

* تسونامي «الجهاد»

* وفي ما يتعلق بتجنب الغرق في بحر الحركات الجهادية والإسلامية، قال مروان شحادة إن تحجيم دورها لن يكون سوى بغياب جملة المظالم التي نشأت بسببها الحركات الإسلامية الجهادية المعاصرة كافة، مشددا على أن بقاء المسببات سيعمل على تضاعف عمليات التجنيد والتعبئة نحو آيديولوجيا أكثر تشددا في الوقت الذي سيستحيل فيه تحجيم دور الحركات الجهادية المتجددة في حال عدم معالجة المسببات في الوقت الراهن. وفي ذلك، يعزو الدكتور عمرو الشوبكي إنعاش الحركات الجهادية المتجددة بدماء جديدة مع ارتفاع أعدادها يوما بعد آخر، إلى حالة الإحباط التي تشيع بين العامة بسبب عدم قبول حتى الجناح الإسلامي المعتدل في «حماس» فبقاء الواقع السياسي والاجتماعي على ما هو عليه «لن يغير من حجم ركض فئة الشباب خاصة نحو التجنيد في الحركات الإسلامية الجهادية».