وزير الأوقاف المصري يدعو الغرب للتعامل مع المسلمين باعتبارهم أصحاب حضارة وليسوا إرهابيين

زقزوق رافضا الاستنساخ: الزواج هو الطريق الوحيد للتكاثر البشري

د. محمود زقزوق (أ.ب)
TT

دعا الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري، العالم الغربي إلى التعرف على الإسلام من مصادره الصحيحة وليس من خلال مصادر أخرى مغلوطة، لافتا إلى أن الصورة النمطية السلبية عن الإسلام والمسلمين تلقي بظلالها السيئة على الأسلوب الذي يتعامل به الغرب مع المسلمين.

وقال زقزوق في كتاب صدر حديثا بعنوان «الإسلام في عصر العولمة» إن من مصلحة الغرب، التعامل مع العالم الإسلامي باعتباره صاحب رسالة حضارية، وليس بمنطق الاستعلاء والتفوق الحضاري، وكذلك من دون النظر للمسلمين كـ«إرهابيين».

ولفت الوزير المصري إلى أنه كما أن الأديان الأخرى غير مسؤولة عن أي عمل إرهابي يقوم به بعض أتباعها.. فكذلك الإسلام غير مسؤول عن أي عمل إرهابي يقوم به بعض المسلمين حتى وإن رفعوا شعارات إسلامية.

وأضاف: «لقد برهن الإسلام دائما على قدرته على تحقيق السلام ليس فقط خلال القرون العديدة التي شهدت عصر الازدهار الحضاري للمسلمين، بل وفى كل العصور، وقدمت الحضارة الإسلامية في الأندلس نموذجا يحتذى للتعايش الإيجابي بين أتباع أديان التوحيد الثلاثة (الإسلام والمسيحية واليهودية)». ويضم الكتاب أربعة فصول.. يتناول الفصل الأول الإسلام في عصر العولمة، ويتحدث عن دين المسلمين بوصفه دينا وليس كتيار فكري أو ظاهرة وقتية حتى يخشى من التيارات الفكرية الوافدة، وقال إنه دين له جذور ضاربة في أعماق الكيان الإنساني. ويتناول الفصل الثاني موضوع العلاقة بين الإسلام والغرب، مركزا على ضرورة بناء الثقة بين الجانبين على قاعدة الاعتراف بالآخر، والتعامل معه على أساس من الندية والمساواة، والاحترام المتبادل.

واعتبر الدكتور زقزوق الاحترام المتبادل هو البداية الحقيقية لأي حوار أو تفاهم أو تعاون بين الجانبين. وفي الفصل الثالث يستعرض الكتاب علاقات التعاون بين الحضارات، خاصة بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية، مبرهنا بذلك على زيف نظرية صدام الحضارات. ويركز زقزوق في الفصل الرابع من كتابه على قضية الاستنساخ البشرى، داعيا إلى إخضاع هذا الموضوع لبحث علمي وأخلاقي دقيق من قبل علماء في جميع المجالات.. وأوضح أن الإسلام لا يعتمد للإنجاب إلا طريقا واحدا فقط هو الزواج الشرعي، باعتباره الطريق الطبيعي للتكاثر البشري، ولا يبيح الإسلام الخروج عن هذه القاعدة، ولكنه أشار إلى أنه إذا كان الاستنساخ البشري لعضو من أعضاء الإنسان مثل الكلى أو الكبد بما يحقق مصلحة للإنسان فهذا الأمر لا بأس به، أما الاستنساخ لكائن بشري كامل، فإنه يؤدي إلى مشكلات شائكة ومعقدة من شأنها تهديد نظام الأسرة في الإسلام، وهو نظام يقوم على الزواج.. الذي هو علاقة حميمة بين الزوج وزوجته، ويعد الأطفال ثمرة لهذه العلاقة الحميمة، ومن شأن الاستنساخ البشري أن يؤدي إلى اختلال هذا النظام وفقدان عاطفة الأمومة والأبوة والبنوة، وضياع الانتماء الطبيعي داخل الأسرة، بما لهذا الانتماء من دور في تأمين النمو السوي لشخصية الطفل.