علماء دين: سب الصحابة كبيرة تخرج مرتكبها من ملة الإسلام

أكدوا أن الحوار بين السنة والشيعة مجرد شعارات

شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي خلال مؤتمر صحافي (أ.ف.ب)
TT

وافق علماء الدين الإسلامي على الرأي الذي طرحه شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي، على علماء المجمع خلال ترؤسه للجلسة الافتتاحية لمؤتمر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الرابع عشر بعنوان «أصحاب رسول الله» السبت الماضي.

وتتلخص رؤية طنطاوي في تحريم سب صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو التعرض لهم بالنقد أو المفاضلة، حيث أكد شيخ الأزهر: أن كل من يتعمد الإساءة إلى صحابة رسول الله يعد خارجا من ملة الإسلام، والإسلام بريء منه. وتابع قائلا: «إنني أقول وأؤكد أن من يتعمد الإساءة إلى هؤلاء الصحابة الذين امتدحهم الله عز وجل، وامتدحهم رسوله الكريم يعد خارجا من الإسلام».

وفى مداخلته، اتهم الدكتور عبد السلام العبادي، وزير الأوقاف الأردني الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، بعض وسائل الإعلام المغرضة بالعمل على توسيع هوة الخلاف بين السنة والشيعة، ونسف أي جهود ترمي إلى التقريب والحوار بين الطرفين، مشيرا إلى أن مجمع الفقه الإسلامي سوف يعقد خلال الأشهر القليلة المقبلة اجتماعا لدراسة بعض القضايا التي تتعلق بوحدة الأمة الإسلامية، ومواجهة التحديات، وسيكون موضوع التقريب بين السنة والشيعة على رأس القائمة، وأن القضايا العالقة، التي تمثل محل خلاف بين السنة والشيعة، ستحال إلى العلماء من كلا الطرفين لدراستها وتبادل الرأي بشأنها لتقريب وجهات النظر بين الطرفين.

أما السيد علي الهاشمي، مستشار رئيس دولة الإمارات للشؤون القضائية والدينية عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، فقد أكد في مداخلته أهمية الحوار بين السنة والشيعة، والتجاوز عن المسائل التي تسبب الخلاف في الأمور الفقهية من أجل رأب الصدع، ولضمان نجاح جهود التقريب بين الطرفين، خاصة أن كثيرا من السنة والشيعة يعيشون في الخليج متجاورين، وبالتالي لا بد من دعم سبل التعايش بينهما. وأضاف أن جمهور العلماء متفقون على أن المفاضلة بين الصحابة هي مسألة ظنية لا قطع فيها عند أهل السنة والجماعة، والمفاضلة بينهم ليست من مباحث الاعتقاد، ونص على ذلك الأئمة الأعلام، منهم الباقلاني، وإمام الحرمين، والغزالي، والمازري، والشريف الجرجاني، والقرطبي، والسعد التفتازاني، والعارف السهروردي، وابن حجر الهيتمي.

واستبعد الدكتور القصبي زلط، نائب رئيس جامعة الأزهر سابقا عضو مجمع البحوث الإسلامية، نجاح جهود التقريب بين السنة والشيعة، قائلا: لا أظن أن يحدث تقريب بين السنة والشيعة لوجود فروق عقائدية فاصلة بينهما. وأضاف الدكتور محمد أحمد بن صالح الصالح، أستاذ الدراسات العليا بجامعات المملكة العربية السعودية عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، أن كل من يطعن في صحابة رسول الله فهو عدو للشريعة الإسلامية، ويعد كلامه داخلا في الإثم المبين.

وأضاف أن تطبيق النقد العلمي الموضوعي على أي من الصحابة لا يجب أن يتجاوز في محاولة للإساءة إليهم، حيث يظل لهم حق السبق وشرف التعايش مع الرسول - عليه الصلاة والسلام - في حله وترحاله، وحربه وسلمه، ومعاملاته وعباداته، كما أن الصحابة يمثلون طلاب المدرسة المحمدية في عصر النبي الكريم، حيث أخذوا ونهلوا من القدوة الحسنة والأسوة الطيبة بشكل مباشر.

أما الشيخ يحيى الرافعي، قاضي قضاة لبنان الذي حضر بالنيابة عن مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني، فقد أكد أن الحوار بين السنة والشيعة مجرد شعارات لن تسفر عن أي شيء على أرض الواقع، لتمسك الشيعة بثوابت تعوق التقريب معهم.

وأكد الرافعي في حوارات سابقة أجراها مع الشيعة في لبنان أنهم رفضوا التخلي عن ولاية الفقيه، والمتعة، والميراث، والأذان الذي يرددونه في كل ضواحي بيروت حاليا. وختم بقوله: «أقول للشيعة الذين ينادون بالحوار والتقريب مع السنة: (أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أتعجب)».