علماء أزهريون: سجود لاعبي كرة القدم بالملاعب حلال شرعا

بعد تكرار أدائه من المنتخب المصري

سجود لاعبي المنتخب المصري اثناء المباريات يثير جدلا فقهيا
TT

اتفق علماء أزهريون على جواز سجود لاعبي كرة القدم بالملاعب، وأكدوا أن السجدة التي يؤديها هؤلاء اللاعبون عقب تحقيقهم الفوز هي سجدة شكر لله تعالى على توفيقه لهم، والشكر لله تعالى على نعمة التوفيق أمر مستحب، بل مطلوب من كل مسلم أن يتحلى بنعمة الشكر التي أمر الله تعالى بهم المسلمين في قوله تعالى «لئن شكرتم لأزيدنكم».

من جانبه، قال الدكتور عبد الفتاح إدريس، رئيس قسم الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن سجود لاعبي كرة القدم بالملاعب في حالة فوز هؤلاء اللاعبين على الفريق المنافس جائز شرعا، باعتبار أن هذه السجدة هي سجدة شكر لله تعالى على توفيقه لهم.. مضيفا أن سجدة الشكر التي تؤدى في الملاعب هي وسيلة من وسائل الدعوة لله تعالى يقوم بها اللاعبون أمام وسائل الإعلام المرئية، لأنها تمثل شعارا من شعائر المسلمين حينما ينعم الله تعالى عليهم بنعمة يؤدون شكرها على الفور بهذا السجود.

وأضاف الدكتور إدريس «هذا الشعار الذي يؤديه اللاعبون أمام وسائل الإعلام المختلفة هو نهج إسلامي يصل إلى أقصى المعمورة ليترجم للناس أحد تعاليم الإسلام، وهو شكر المنعم على ما أنعم به»، لافتا إلى أن هذه الرسالة، التي يقدمها هؤلاء اللاعبون في سجودهم شكرا لله تعالى، ربما عجزت عنها كثير من الصرخات المتشنجة التي يطلقها جهابذة الفضائيات ولا تؤدي مفعولها لدى الطرف الآخر الذي لا يفهم لغة المتحدث، ولكن هذه الحركة الشعارية التي يؤديها اللاعبون لا بد وأن تثير لدى المشاهد غير المسلم وغير العارف باللغة العربية علامات استفهام عن مدلول هذه الحركة. فإذا علم بمدلولها، ربما دعته قناعته لاعتناق الإسلام. ولهذا فلا ينبغي أن ينكر على لاعبي كرة القدم سجودهم، لأنه رسالة دعوية بالغة العمق.

وقال الدكتور إدريس إن سجدة الشكر التي يؤديها هؤلاء اللاعبون شكرا لله تعالى تجوز من أي إنسان أنعم الله عليه بنعمة أو رد عنه نقمة أو بلاء، وهذه السجدة تجوز في أي موضع من أرض الله لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «جعلت لي الأرض مسجدا وتربتها طهورا، أيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فعنده مسجد وطهور». والأولى في هذه السجدة أن يكون المسلم على طهارة، وأن يتوجه إلى القبلة عند سجوده، لأن هذا السجود شعار إسلامي، وهذا الشعار ينبغي أن يكون وفق ما تؤدى به الصلاة.. والسجدة التي تكون في الصلاة يكون الإنسان فيها على طهارة وهو مستقبل القبلة.. فينبغي للإنسان أن يترسم سجدة الصلاة وهو يسجد لله تعالى شكرا.

ومن جانبه، يقول الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر، إن السجدة التي يؤديها اللاعبون في الملاعب عندما يحققون فوزا هي شكر لله تعالى على نعمة التوفيق لهم، وهي أمر مستحب. بل مطلوب من كل مسلم أن يتحلى بنعمة الشكر التي أمر الله تعالى بها المسلمين في قوله تعالى «لئن شكرتم لأزيدنكم».

أما الشيخ يوسف البدري، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة، فيؤكد أن اللعب شيء مسموح به شرعا، وبالتالي فإن هذا الشيء إذا كان من المباحات فإنه يجري فيه مجرى أي نعمة تصيب الإنسان، لذا فإنه يحتاج أن يجري فيه مجرى الشكر. كما أن أي نقمة اندفعت عن الإنسان، لا بد وأن يجري فيها مجرى الشكر. فإحراز هدف في لعب كرة القدم، إذا كان في اللعب رفع لشأن المسلمين وإثبات لجدارتهم، فلا حرج أن يسجد هؤلاء اللاعبون في الملعب بعد إحراز هدف شكرا لله تعالى على نعمة التوفيق.