نقابة المعلمين ومجلس الآباء في ولاية هيسن الألمانية يطالبان بإدخال الدين الإسلامي في المناهج الدراسية

TT

ستتوفر الفرصة امام آلاف التلاميذ المسلمين في مدارس ولاية هيسن الألمانية (6 ملايين نسمة)، لحضور حصص التربية الدينية الإسلامية في مدارس الولاية حال موافقة الحكومة المحلية على مقترح حول الموضوع تقدم به المعلمون والآباء الألمان أخيرا، إذ صدر بيان مشترك عن نقابة المعلمين ومجلس الآباء في ولاية هيسن الألمانية يطالب حكومة الولاية بإدخال الدين الإسلامي كمادة ثابتة في مناهج الدراسة لتلاميذ المدارس المسلمين في الولاية. وجاء في البيان الذي وقعه نقيب المعلمين هيربرت جرمه ورئيسة مجلس الآباء سيبيله جولداكر، ان من حق أبناء حوالي 300 ألف مسلم يعيشون في الولاية نيل الحصص الدراسية حول دينهم أسوة بالتلاميذ المسيحيين.

وجاء البيان بمثابة رد فعل على مطالبات نادت بها الجمعية الإسلامية في هيسن التي تضم في عضويتها أكثر من 11 ألف عضو، وحسب تصريحات سيبيله كولداكر، فإنه من المتوقع أن تحسم حكومة الولاية المحلية قرارها حول الموضوع في وقت لاحق من هذا الشهر بعد أن يتم الاتفاق على التفاصيل كافة.

وحسب تصورات البيان، فإن تدريس مادة الدين الإسلامي في المدارس يجب أن يجري باللغة الألمانية، ويتولاه معلمون مسلمون يتم اعدادهم في ألمانيا، حسب مناهج يتم اعدادها من قبل وزارة التربية في الولاية بالتشاور مع ممثلي الجالية الإسلامية. وعلى هذا الأساس سيقع على وزارة التعليم استحداث قسم خاص باسم «الدين الاسلامي» يمنح الشهادات لمعلمي التربية الدينية الاسلامية. ومعروف أن بعض أسس الدين الإسلامي تدرس في بعض الصفوف في ولاية هيسن في اطار مادة «الاخلاق»، إلا أن معظم أطفال الولاية المسلمين محرومون تقريباً بسبب قلة الحصص وندرة المعلمين المختصين بالمادة.

ويفضل المعلمون والآباء الألمان في هيسن، اعتماد التدريس باللغة الالمانية قناعة منهم بضرورة عدم حرمان ابناء القوميات المسلمة الصغيرة في ألمانيا من الدروس، إذ ان ولاية بافاريا كمثل تدرس الدين الاسلامي في مدارسها باللغة التركية وعلى أساس مناهج تعدها وزارة التربية والتعليم في انقرة وهو ما يحرم التلاميذ العرب والبوسنيين وغيرهم من الدراسة.

وتعتبر الجالية الاسلامية في هيسن ثالث أكبر فئة دينية بعد المسيحية الكاثوليكية والبروتستانتية، إلا أن مادة الدين الاسلامي لا تدرس إلا بشكل محدود جدا بالمقارنة مع دروس شبه ثابتة ينالها التلاميذ اليهود وتلاميذ الجالية اليونانية الاورثوذكسية. وتعللت وزارة التعليم طوال العقدين الماضيين عن ادخال الدين الاسلامي في المناهج بسبب «عدم وجود طرف إسلامي موحد تتعامل معه»، أي أن الوزارة تعللت دائما بتشتت الجالية الإسلامية وتعدد مراكزها وبالتالي عدم وجود من يمثل المسلمين أمامها. ويبدو أن تطور الجمعية الاسلامية في هيسن وتزايد تمثيلها للمسلمين من كل البلدان، أهلها أخيرا للدخول كطرف يمثل المسلمين أمام الوزارة.

يذكر أن الدستور الألماني ينص على حرية الأديان وحق كل جالية في تدريس مبادئ دينها، إلا أنه يترك تقرير ذلك إلى الحكومات المحلية، وأدى هذا الحال إلى ظهور عدة نماذج لتدريس الدين الاسلامي في الولايات الألمانية المختلفة، وكما أسلفنا فإن نموذج ولاية بافاريا يسلم كافة الأمور بيد الحكومة التركية بسبب العلاقة القديمة الخاصة بين هذه الولاية الجنوبية وتركيا، في حين ان نموذج ولاية برلين يعتمد تدريس مادة الدين الاسلامي باللغة الالمانية، لكنه يترك التدريس لمعلمين من المنظمات الاسلامية الناشطة في ألمانيا.