الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي: مهمتنا مواجهة الغزو الثقافي وتصحيح صورة الإسلام

التركي: رابطة الجامعات الإسلامية تركز على تفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار الأديان

جانب من أحد المؤتمرات الإسلامية في القاهرة (أ.ب)
TT

أكد الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس رابطة الجامعات الإسلامية، أهمية الدور الذي تلعبه الجامعات في العالم العربي والإسلامي في تحقيق النهضة العلمية والحضارية والفكرية للأمة الإسلامية. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» على هامش الاجتماع التاسع للمجلس التنفيذي لرابطة الجامعات الإسلامية الذي عقد في الإسكندرية أخيرا، إن الجامعات تلعب دورا كبيرا في تفعيل الحوار بين العالم الإسلامي والغرب، لتصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والمسلمين في الثقافة الغربية، خاصة أن رابطة الجامعات الإسلامية تسعى لإنجاز أهداف مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين الأديان والحضارات، كما أن دورها أساسي في التصدي للغزو الثقافي والفكري. وأشار التركي إلى أنه بفضل السياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الذي أخذ على عاتقه مهمة النهوض بالبحث العلمي ودعمه القوي للتعليم، إدراكا منه لأهمية التعليم والبحث العلمي في بناء مستقبل الأمة، نجد جامعات المملكة تمر بقفزة هائلة في مجالات كثيرة وغير مسبوقة، لافتا إلى أن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا تعد ركيزة قوية من الركائز التي تقوم عليها النهضة العلمية والحضارية في العصر الحديث لأن فلسفة هذه الجامعة تقوم على الانفتاح على العالم كما أنها تعكس الوجه الحضاري والعلمي للإسلام وتمثل تجربة رائدة يتعلق عليها كثير من آمال الأمة. كما تطرق الدكتور التركي في حديثه إلى عدد من القضايا المطروحة على الساحة العربية والإسلامية..

* بداية نريد تسليط الضوء على أهم ما تناوله اجتماع المجلس التنفيذي لرابطة الجامعات الإسلامية من قضايا ومقترحات تتعلق بمستقبل الجامعات في العالم الإسلامي؟ - أولا أود الإعراب عن سعادتنا البالغة بالحماس الذي أبداه عدد من رؤساء الجامعات للمقترحات والخطط المستقبلية التي قدمها بعض المشاركين في الاجتماع الذي ضم نخبة من المثقفين والباحثين ومديري ورؤساء الجامعات في المملكة ومصر وإندونيسيا وغيرها، واستعراض خطوات وبرامج وتقارير اللجان في الرابطة.. ونحن نركز في «رابطة الجامعات» في وقتنا الحالي على الأولويات التي تواجه المجتمعات الإسلامية والتركيز على مسألة الحوار، ومبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ودور هذه الجامعات مهم في تفعيل هذه المبادرة، وكذا دورها في مواجهة الغزو الثقافي والفكري، والعمل على تصحيح صورة الإسلام، فضلا عن بعض الخطط المستقبلية التي عرضت خلال هذا الاجتماع وتم اعتمادها، فهناك مثلا خطة عمل مستقبلية تتعاون فيها رابطة الجامعات الإسلامية مع الجامعات كافة في العالم الإسلامي ويتم من خلالها إقامة ورش عمل وندوات ومؤتمرات لتحقيق وتفعيل تلك الأدوار.

* ما الدور الذي تقوم به الجامعات في العالم العربي والإسلامي لتحقيق النهضة الحضارية والعلمية للأمة؟ - هذه الجامعات تقوم بدور غاية في الأهمية، لأن هذه الجامعات لها خصوصية، فهي قائمة على تراث الأمة وحضارتها، وهى قائمة أيضا على تصحيح الأخطاء لدى الأمة، ومنها المعتقدات الفكرية الخاطئة. وهذه الجامعات تركز على الأسس والثوابت التي قامت عليها الأمة.

* ما الدور الذي يمكن أن تقوم به هذه الجامعات لزيادة تفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في الحوار بين أتباع الديانات والحضارات؟ - في الحقيقة، نرى دورا كبيرا يمكن أن تقوم به هذه الجامعات في تفعيل دور مبادرة خادم الحرمين الشريفين في الحوار بين أتباع الديانات والحضارات، لأن هذه الجامعات تضم نخبة من العلماء والمثقفين والباحثين والأكاديميين والخبراء، ولأن مسألة الحوار هي مسألة البحث عن الحق والصواب.. لذلك، فإن الجامعات من أهم الوسائل التي يتم التواصل من خلالها مع المؤسسات العالمية في القضايا المشتركة.

* بصفتكم رئيسا لرابطة الجامعات في العالم الإسلامي، نريد تسليط الضوء على الدور الذي تقوم به جامعات السعودية؟ - بفضل السياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الذي أخذ على عاتقة مهمة النهوض بالبحث العلمي ودعمه القوى للتعليم، إدراكا منه لأهمية التعليم والبحث العلمي في بناء مستقبل وحضارة الأمة، نجد جامعات المملكة تمر بقفزة هائلة في مجالات كثيرة وغير مسبوقة سواء في ما يتعلق بالتخصصات، أو بالعلاقة مع العالم الخارجي، أو بالبنية الأساسية، فضلا عن أن المملكة قد شهدت في العصر الحديث تشييد مدن متخصصة في البحث العلمي مثل مدينة الملك عبد الله للبحث العلمي ومدينة الملك عبد العزيز وغيرهما..

* هناك آمال كبيرة معقودة على الدور الذي يمكن أن تلعبه جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا في تطوير البحث العلمي.. ما تقييمكم لهذا الدور؟ - جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا تعد ركيزة قوية من الركائز التي تقوم عليها النهضة العلمية والحضارية في العصر الحديث، لأن فلسفة هذه الجامعة تقوم على الانفتاح على العالم، وهي تملك من المقومات والقدرات العلمية المتميزة سواء في مجال البحث العلمي أو الكفاءات العلمية التي تعمل في الجامعة، الكثير، كما أن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا تعكس الوجه الحضاري والعلمي للإسلام، خاصة أن العلم له ارتباط برسالة الإسلام التي تتصف بالانفتاح على العالم. وبالتالي، فإن هذه الجامعة جاءت كتجربة رائدة يتعلق عليها كثير من آمال الأمة.