محمد هاجر: مبادرة خادم الحرمين مهدت لحوار شامل مع الغرب

أمين المنظمة الإسلامية لأميركا اللاتينية: الإسلام حرم علينا سب آلهة من يخالفنا

محمد يوسف هاجر («الشرق الأوسط»)
TT

قال محمد يوسف هاجر، الأمين العام للمنظمة الإسلامية لأميركا اللاتينية والكاريبي، إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مهدت لحوار بين الأديان والحضارات، وشكلت إطارا عاما لإرساء أسس قوية لفتح حوار حضاري وثقافي وإنساني بين العالم الإسلامي والغرب يؤدى للتفاهم ويزيل اللبس وسوء الفهم الذي أدى لانتشار ثقافة الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا) والربط بين الإسلام والإرهاب، وما ترتب على ذلك من ظهور نظريات ومقولات بحتمية الصراع بين الحضارات.

وأضاف هاجر في حديث مع «الشرق الأوسط»، على هامش مشاركته في الملتقى العالمي الخامس، الذي نظمته الرابطة العالمية لخريجي الأزهر مؤخرا، أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين التاريخية للحوار بين الأديان والحضارات أدت للاتفاق على أن الحوار بين المسلمين وغير المسلمين هو الطريق الوحيد للتفاهم والتعايش السلمي، وذلك لأول مرة في تاريخ العلاقات الدولية.

وأضاف أن الحوار المتحضر المستمر كفيل بإيجاد علاقة تفاهم بين الشعوب والحضارات المختلفة. وفي الحديث التالي المزيد من التفاصيل:

> لا شك أن قضية الحوار بين العالم الإسلامي والغرب من القضايا التي يوليها المسلمون الأهمية، لتصحيح كثير من المواقف في التعامل بين الطرفين، ولأهمية ذلك طرح خادم الحرمين الشريفين مبادرته التاريخية للحوار بين الأديان والحضارات، فما تعليقكم؟

- الحوار بالنسبة لنا كمسلمين ليس خيارا، بل هو واجب ذكره القرآن الكريم في الكثير من آياته، وأوردته السنة المطهرة في جملة أحاديثه، صلى الله عليه وسلم، وهو نداء يناجي ضمير الفرد ووجدانه لنصل معه لنوع من التفاهم ولإشاعة أجواء السلم الدائم. كما أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التاريخية للحوار بين الأديان والحضارات، جعلت لأول مرة في تاريخ العلاقات الدولية، أن يكون هناك اتفاق على الحوار بين المسلمين وغير المسلمين كطريق وحيد للتفاهم والتعايش السلمي وإزالة كثير من المفاهيم الخاطئة وسوء الفهم المتبادل، ولا شك أن هذه المبادرة شكلت إطارا عاما لإرساء أسس قوية ينطلق الجميع من خلالها نحو فتح حوار حضاري وثقافي وإنساني بين العالم الإسلامي والغرب يؤدي للتفاهم ويزيل اللبس وسوء الفهم الذي أدى لانتشار ثقافة الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا) والربط بين الإسلام والإرهاب، وما ترتب على ذلك من ظهور نظريات ومقولات بحتمية الصراع بين الحضارات.

> لكن هل هناك مبادئ أو شروط حددتها الشريعة الإسلامية للحوار مع الآخر؟

- نعم هناك بعض القواعد والمبادئ التي يجب أن يسير الحوار مع الآخر وفقا لها حتى يؤتي ثماره، أولا: احترام كرامة الإنسان، كما ينص على ذلك القرآن الكريم. فكرامة الإنسان تقتضي احترام شخصه وعدم إهانة معتقده، وترك كل ما من شأنه الحط منهما أو تحقيرهما، لأن الاحترام، كما نعلم جميعا، موقف أخلاقي، وهو أساس الأدب وجوهره، فالاحترام يقود إلى الاعتدال والتفاهم والتعاون من أجل الصالح المشترك، ولقد حذرنا الله – تعالى - من مغبة إساءة الاحترام، وحرم علينا إهانة وسب آلهة من يخالفنا حتى ولو كان ذلك مضادا لعقيدة التوحيد. ثانيا: مبدأ الحوار والاعتراف بحق الآخر في حرية التفكير والممارسة وحقه في إقامة حوار متكافئ. ثالثا: إن تعدد المعتقدات يجب ألا يعنت نفوسنا كثيرا، لأنه من سنن الحياة، التي أرادها الله - تعالى - أن تسري في خلقه، وأنه ليس لكائن من كان أن يتغافل عن هذه الحقيقة ولا أن يرفضها. كما أنه يجب الاتفاق على أن تنوع الثقافات ومصادر القوانين من سنن الحياة، وأنه لا يجوز للمسلم الإساءة إليها. رابعا: احترام حرية العقيدة وذلك لأن الإكراه الممارس على حرية الفكر والضمير جريمة.

> لكن ما تعليقك على ما يدور من حوارات للأديان بين المؤسسات الدينية الإسلامية وغير الإسلامية؟

- إحقاقا للحق فإنني أرى أن الحوار بين الأديان القائم بين المؤسسات الدينية قد بدأت تنفد طاقاته وتتراجع قوته الدافعة لاعتماد الأطراف المتحاورة على مرجعياتها العقدية، ولما كانت الأمور العقدية غير قابلة للتفاوض، فإن الحوار اتجه نحو المساحات العقيمة، ولكن الحوار الدائر بين المفكرين المنتمين لمختلف الثقافات سلك مسلكا مغايرا، فاعتمد على مرجعية العقل في التعاون بمعزل عن القضية العقدية، لأن الالتزام بالعقيدة لا ينفي البحث عن إعمال العقل والنظرة في الفضاء الرحب بحثا عن التواصل الإنساني من أجل خير الإنسان، أما حوار مؤسسات المجتمع المدني، فهو بدوره يتجه نحو التقارب، طالما كان الإنسان هدفا لتك الحوارات، وكان عملها ساعيا لتحقيق كرامته وصيانتها ولحفظ حريته وحقوقه الآدمية والوصول به لمستقبل كريم يليق بأشرف خلق الله. كما أن حوار اليوم يجب أن يبحث، كما يقول البروفسور هانز كونغ، عن حلول براغماتية لا حلول آيديولوجية. واعتقادي أن المهتمين بالحوار بين الثقافات مدعوون للعمل على تواؤم عالمي المثل والقيم مع تعدد الثقافات، وأن يقيموا قاعدة صلبة للتعاضد بين مختلف التجمعات البشرية.