الشيخ عزت راشد لـ«الشرق الأوسط»: أتمنى أن أكون سفيرا لكتاب الله وصاحب مدرسة في تلاوته

حصد المركز الأول عالميا في مسابقة «الفاتح لحفظ وتجويد القرآن الكريم» بليبيا

الشيخ عزت راشد
TT

منذ أسابيع قليلة حصل القارئ الشيخ عزت السيد راشد على المركز الأول في مسابقة «الفاتح الدولية لحفظ وتجويد القرآن الكريم» في نسختها السابعة، التي تعقد سنويا في ليبيا في شقي الحفظ والتجويد، ليكون المصري الوحيد الذي يحصل على الجائزة الأولى للمسابقة في شق التجويد منذ نشأتها.

يقول الشيخ عزت لـ«الشرق الأوسط»: «شاركت في عدد من المسابقات المحلية في الأعوام السابقة داخل مصر، وبتوفيق الله فزت بها، منها مسابقة ليلة القدر التي تنظمها وزارة الأوقاف المصرية كل عام، وهي مسابقة دولية على العالم الإسلامي، وفزت بالمركز الأول بها عام 2003، بعد أن تم اختياري من قبل لجنة تضم كبار القراء أمثال الشيخ أبو العينين شعيشع والشيخ رزق خليل حبة، كما فزت بمسابقة القارئ عبد الفتاح الطاروطي، إلى جانب الوصول إلى المرحلة النهائية بمسابقة المزمار الذهبي بقناة الفجر التي تجرى قريبا».

وعن المشاركة بمسابقة الفاتح، يقول: «كنت في وزارة الأوقاف للتقديم في مسابقة (قراء السورة) التي تجيز القراء لقراءة القرآن يوم الجمعة بالمساجد المختلفة؛ حيث تم اختباري أمام الشيخ محمد محمود الطبلاوي والشيخ الشحات شاهين، وعندما استمعوا إلي وجدوا أنني أجيد التجويد في القراءة إلى جانب الحفظ، فقاما بترشيحي لمسابقة الفاتح الدولية لحفظ وتجويد القرآن الكريم في ليبيا، وبالفعل تكونت لجنة أخرى برئاسة الشيخ أبو العينين شعيشع ووافقت على تمثيلي لمصر في المسابقة في فرع التجويد».

خلال فعاليات المسابقة تلا الشيخ عزت آيات من سورة «الإسراء» وفق ما جاءت به القرعة، بداية من الآية الكريمة «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا»، التي قرأها وما تبعها من آيات برواية حفص عن عاصم وبمقام الكرد الصوتي، وهو ما كان سببا في فوزه بالمركز الأول في المسابقة على مستوى العالم بتقدير عام ممتاز.

المسابقة تشرف عليها الهيئة العامة للأوقاف وشؤون الزكاة في ليبيا بمشاركة 95 متسابقا من 70 دولة، وبحضور نخبة من أبرز المشايخ والعلماء على مستوى العالم العربي؛ حيث تم تتويج النخبة من حملة كتاب الله على مستوى العالم ككل.

يبلغ الشيخ عزت من العمر 25 عاما فقط، وهو حاصل على بكالوريوس التربية من جامعة الأزهر تخصص كيمياء وطبيعة، وأتم حفظ القرآن الكريم في عمر الـ14 بعدما التحق بالكُتاب في قريته كفر أباظة، الواقعة بمحافظة الشرقية (شرق العاصمة القاهرة)، وهو عضو بـ«نقابة القراء» وقريبا سوف يتم اعتماده كقارئ للقرآن الكريم في الإذاعة والتلفزيون المصريين.

نشأ الشيخ عزت في أسرة قرآنية، فوالده قارئ للقرآن وكذلك أخوه الأكبر، أما شقيقه الثاني فهو مبتهل بالإذاعة المصرية. يقول الشيخ عزت: «هذه النشأة كانت عاملا رئيسيا في حبي للقرآن الكريم، ووالدي هو أول من اكتشف موهبتي في تلاوة القرآن، وهو أول من تأثرت به في تلاوة القرآن، فكنت أذهب وأنا في سن صغيرة إلى السرادقات التي يقوم بالقراءة فيها وأجلس خلفه لأستمع إليه وإلى غيره من القراء، وعندما أتممت حفظ كتاب الله بدأ يصطحبني معه في المناسبات المختلفة التي يتلو بها، مما زاد من حبي للقرآن الكريم».

كان لمشاهير القراء أيضا تأثيرهم على صوت الشيخ عزت وموهبته، الذي تربى على سماع أصواتهم، مثل الشحات محمد أنور، السعيد عبد الصمد الزناتي، مصطفى إسماعيل، محمد عبد العزيز حصان، عبد الفتاح الطاروطي، حجاج الهنداوي، حامد رمضان. أما أكثر القراء تأثيرا عليه فهو القارئ الشيخ محمد محمد هليل، وعنه يقول: «كنت أذهب للاستماع إليه كل يوم جمعة في مدينة منيا القمح، حيث يقطن، وكان حبي له تشجيعا لي أن أصل لهذه المكانة، ومن شدة تأثري يصفني البعض بأنني خليفته».

يملك الشيخ عزت صوتا متينا فخما، وبرأيه أن كثرة الاستماع إلى المشايخ والقراء تؤدي إلى تكوين مدرسة خاصة وإلى أداء مريح لمن يستمع؛ لذا فهو يحرص على صقل موهبته بالاستماع دوما للقرآن الكريم من أصوات كثيرة، وبرأيه أن القنوات الفضائية المتخصصة في القرآن الكريم تعمل على تعليم كتاب الله، سواء تجويده أو حفظه. وما يأمل فيه الشيخ عزت أن يكون صاحب مدرسة خاصة في تلاوة القرآن متميزة عن طرق باقي القراء يعرفه الناس من خلالها.

يحاول الشيخ عزت، عند تلاوة آيات القرآن الكريم، أن يجعل قراءته لله، عز وجل، كما يحاول أن يتمتع بالقراءة أولا قبل أن تصل إلى من يستمع إليه.. يقول: «أنا كقارئ أحمل أمانة القرآن في عنقي، سوف يحاسبنا عليها الله؛ لذا أحاول تأدية الأمانة في أن أقرأ بخشوع وألا تخرج قراءتي في رياء، كما تشمل هذه الأمانة العمل بالقرآن واحترامه في حياتي وعملي ومعاملاتي، فهو دستور الأمة وخريطة حياة».

وعما يصبو إليه مستقبلا في تجويد القرآن، يقول: «لي طموحات كبيرة؛ فأتمنى أن أكون سفيرا للقرآن الكريم في دول العالم، خاصة الأفريقية، وأقتدي في ذلك بالكثير من كبار المشايخ والقراء، الذين كانوا يحملون القرآن بحناجرهم وأصواتهم إلى جميع دول العالم، وكان تأثير ذلك أن نطبق بالشهادة العشرات في هذه الدول بعد أن تأثروا بالقرآن الكريم».

أما على المستوى الشخصي فيأمل الشيخ عزت أن يرزقه الله ولدا يحفظ القرآن في سن مبكرة، ليكون امتدادا للأسرة القرآنية التي نشأ بها والده.