فتوى المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية في الكويت حول جيلاتين الخنزير تثير جدلا خلافيا في مصر

TT

اثارت فتوى اصدرتها المنظمة الاسلامية للعلوم الطبية في الكويت اجازت تناول الجيلاتين المشتق من بعض اعضاء الخنزير أو انسجته بعد تعريضه الى سلسلة من التفاعلات الكيماوية التي تؤدي الى استحالتها الى جيلاتين، خلافا فقهيا بين علماء الفقه والشريعة في مصر. فمن ناحيته اكد الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر ان علماء المسلمين وفقهاءهم اتفقوا على ان الخنزير من المحرمات على المسلمين لقوله تعالى «إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم». وقال المفتي انه لا خلاف بين علماء المسلمين ان الخنزير محرم لحما وشحما ودما وخص الله تعالى الخنزير بالحرمة ليدل بذلك على تحريم عينه لانه اذا كان اللحم ـ الذي هو مباح اصلا ـ يكون في الخنزير حراماً فمن باب اولى ان يكون غيره فيه حراماً، ولذا اجمع فقهاء المسلمين على أن الخنزير كله حرام، وان جلده نجس لا يطهر بالدبغ بأي حال. كما ان الخنزير لا يطهر بالاستحالة بمعنى انه اذا دخل شيء من الخنزير في مادة من المواد واستعمل فيها وتحول الشيء المأخوذ من الخنزير الى مادة أخرى فانه لا يجوز شرعا استعمال المادة الجديدة الناتجة من هذه الصناعة وتكون محرمة شرعا وذلك لان الخنزير نجس العين ولا يطهر بالتحول، مشيرا الى انه مثلا اذا وقع الخنزير في ملاحة ـ أي مكان صناعة الملح ـ وصار ملحا فان الملح يكون نجسا ولا يجوز استعماله شرعا وهذا بخلاف الخمر، اذا تحولت الى مادة اخرى فانه يصبح شرعيا استعمال المادة الاخرى وذلك لان الخمر اصلها حلال ومأخوذة من مواد حلال وهو العنب أو التمر أو الشعير. وعلى عكس مفتي مصر يؤيد الداعية الاسلامي الدكتور يوسف القرضاوي رئيس المجلس الاوروبي للافتاء والبحوث استخدام الجيلاتين المتكون من استحالة عظم الخنزير وجلده واوتاره كعلاج على هيئة كبسولات وادوية. وقال الشيخ القرضاوي «لا ارى مانعا شرعيا من اخذ عضو من اعضاء الخنزير لزرعها في جسد المسلم لان الشرع حرم اكل الخنزير ولم يحرم استعماله للاستفادة به في اشياء اخرى، اما الذين يقولون بأن الخنزير نجس اقول لهم ان النجاسة في الداخل لا أثر لها لاننا كلنا نحمل نجاسة في الداخل ثم ان العضو اذا تم تركيبه في الانسان اصبح عضوا من جسد الانسان وبالتالي يفقد حكم الخنزيرية ويصبح له حكم البشرية». أما الدكتور عبد العزيز فرج استاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون بجامعة الازهر فيرى جواز استخدام الجيلاتين المستخرج من عظام الخنزير كدواء يمكن للمسلم تناوله لعدم وجود بديل له. وقال ان الفقهاء والمسلمين قالوا بجواز استخدام بعض اعضاء الخنزير كخيوط للجراحة وهذا من باب المصلحة التي اقتضتها حالة الضرورة، بمعنى انه اذا وجدت خيوط جراحية مستخلصة من غير الخنزير فلا يجوز استخدام الخيوط المستخلصة من الخنزير لان الله تعالى حرم لحوم وشحوم الخنزير بنص القرآن الكريم وحديث النبي صلى الله عليه وسلم فعندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم بعض اصحابه يقدمون شحوم الخنزير في طلاء السفن حرمها. ومن جانبه رفض الشيخ يوسف البدري عضو المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية في مصر الفتوى بجواز تناول الجيلاتين المصنع من عظام الخنزير، وقال ان الخنزير نجس نجاسة عينية بنص قرآني قطعي الدلالة قطعي الثبوت وبالتالي فان تحويل عظام الخنزير الى أي مادة لا يغير من نجاستها اما اذا كان هذا التحويل مبنياً في الفقه على ما يسمى بالاستحالة فهو باطل لان الاستحالة انما تكون بذاتها اما التحويل فيكون بفعل فاعل. واضاف الشيخ البدري ان الفقهاء قالوا اذا استحالت النجاسة طهرت بمعنى ان النجاسة بفعل العوامل الطبيعية تصبح طاهرة فلو تحولت فضلات الانسان بضرب الشمس لها وسقوط المطر عليها الى تراب لاصبحت طاهرة لانها استحالت لكن التحويل لا يفقد النجاسة.