عزت كاسترات لـ «الشرق الأوسط»: تجربتي الأولى في الحج ولدت لدي فكرة تأسيس المؤسسة

مدير مؤسسة «الكرام» في النمسا: شعارنا «مساعدتكم على أداء مهمتكم»

عزت كاسترات.. مدير مؤسسة «الكرام» في النمسا («الشرق الأوسط»)
TT

لم يمر وقت طويل على تأسيس مؤسسة «الكرام»، فعمرها لا يزيد على 6 أعوام ومع ذلك حققت الكثير من الإنجازات، وفي مقدمتها خدمة المتعاملين معها بأعلى المواصفات وأقل التكاليف. وقال عزت كاسترات مدير مؤسسة «الكرام» الخيرية في النمسا لـ«الشرق الأوسط»: «قدحت فكرة إنشاء المؤسسة عندما كنت في الحج مع أمي، حيث كانت الخدمات ضعيفة، ولم يكن هناك دليل شرعي، وكان علينا أن ندبر أمورنا بأنفسنا، لذلك قررت إنشاء مؤسسة (الكرام)».

وعن البداية ذكر كاسترات «بدأنا بتنظيم رحلات الحج والعمرة عن طريق بعض المؤسسات في النمسا، ولكن بعضها لم تكن لديه خدمات عالية الجودة، ومع ذلك كانت الأسعار عالية، إضافة لعدم وجود أدلاء شرعيين يشرحون للناس كيفية أداء المناسك».

ورغم أن مؤسسة «الكرام»، مؤسسة خيرية بالأساس، فإن دوافع تأسيسها تطغى على الكثير من أنشطتها، ولا تقدم خدماتها فقط للبوشناق البوسنيين فحسب، بل مفتوحة لجميع الراغبين في خدماتها سواء كان أداء الحج والعمرة أو غيره.. «في حج العام الماضي كان نجاد غرابوفاتس مفتي سلوفينيا، ضيفا على المؤسسة، وجميع الحجاج الذين أدوا الركن الخامس في الإسلام معنا، كانوا من جميع الجنسيات في منطقة غرب البلقان». ولا يقتصر الأمر على المسلمين في النمسا، بل يتعداه لدول غرب البلقان أيضا ممن يبحثون عن خدمات أفضل، بتكاليف أقل كما يقول «المشيخة الإسلامية في كرواتيا منحتنا ثقتها، وأصبحنا إحدى الجهات المنظمة لرحلات الحج والعمرة من كرواتيا، فجميع رحلاتنا يتوفر فيها الدليل الشرعي، ولا تخلو من الدعاة مثل الحافظ عزيز خليلي، وهو الإمام الرئيسي للمركز الثقافي الإسلامي في زغرب، والداعية لمية عزيزي التي بذلت قصارى جهدها في تثقيف الحاجات والمعتمرات ونشر الوعي الإسلامي بينهن».

ومن بين الدعاة الذين يرافقون رحلات الحج والعمرة التي ينظمها الداعية عادل ماكيتش، وآدم حاجيتش، وآدم حسانوفيتش، ومغدين هنديا، ونرمين زيليتش من سلوفينيا، وغيرهم. وعودة إلى رحلات الحج والعمرة من النمسا، أكد عزت كاسترات على أن «الراغب في الحج من النمسا يجب أن تكون لديه إقامة صالحة، أما الدعاة فيختارون من قبل اتحاد الحفاظ، وقد تم في موسم حج العام الماضي اختيار الداعية عزيز خليلي، وهذا شرف كبير لنا»، وإلى جانب الدعاة، «يرافق رحلات الحج والعمرة التي تنظمها مؤسسة (الكرام) أطباء مختصون لمتابعة الحالة الصحية للحجاج». ويقدر كاسترات عدد المسلمين في النمسا من منطقة غرب البلقان بـ«200 ألف نسمة، من البوسنة، والسنجق (إقليم بوشناقي يتبع صربيا حاليا، ويطالب بالحكم الذاتي) ومقدونيا، وكرواتيا، والبوسنة. ومع ذلك لا يمكنهم الحصول على تأشيرات مستقلة إلا بالتعاون مع الشركات الأخرى. شعارنا المهم هو (نساعدكم لإنجاح مهمتكم)».

وحول الواقع الفعلي لهذا الشعار، أكد كاسترات على أن الخدمات المقدمة في بعثات الحج التي تنظمها مؤسسته أفضل من الآخرين.. «نحجز أفضل الفنادق، ونقدم أحسن الخدمات بأقل الأسعار، كما نستخدم خطوط النقل المباشرة، مثل فيينا - جدة، أو المدينة - فيينا». ويرى كاسترات أن «التعاون بين مسلمي النمسا (450 ألف نسمة) يمكن أن يكون أفضل، ولا سيما أن مسلمي البلقان يمثلون الكتلة الثانية من حيث الحجم بعد الأتراك». وأشاد بالدور الذي قام به أنس الشفقة رئيس الهيئة الدينية الإسلامية الأسبق في النمسا، خلال ثلاث دورات متتالية.. «شخصية دبلوماسية بامتياز، وهو محنك، كان حاضرا في وسائل الإعلام بتألق، وناضل من أجل توفير الحماية للمسلمين وتسهيل اندماجهم في المجتمع النمساوي».

وعن التحديات، قال كاسترات «من بين التحديات أنه ليس لدينا حتى الآن تأشيرات خاصة بنا، سوى من كرواتيا، رغم أن عدد البوشناق في النمسا يزيد على 100 ألف نسمة، وهم الطرف الوحيد الذي ليست له تأشيرات خاصة به للحج، بينما يحق لـ2600 مسلم الحج عن طريق مؤسسة (ملي غروش)، التركية وثلاث مؤسسات أخرى صغيرة».

وحول مستقبل المسلمين في النمسا، ذكر كاسترات أن «الإسلاموفوبيا لا تزال حاضرة وهناك ضغوط على الأتراك والعرب، وهناك نازيون جدد، يلبسون الملابس النازية، ولذلك تكتسي وحدة المسلمين اليوم أهمية قصوى أكثر من أي وقت مضى»، واستدرك «الغالبية من الشعب النمساوي، والحزب الحاكم له موقف إيجابي ويقوم بتوفير الحماية للأجانب بصرف النظر عن جنسيتهم، بيد أن مواقف بعض المتطرفين من الحجاب تدعو لليقظة». وأشار في هذا الصدد إلى تعرض امرأتين للطعن بالسكاكين في وسط مدينة فيينا.. «طعنت امرأتان، ومحاكمة الجناة لا تزال جارية، لكن ذلك لن يدفع المسلمين لمغادرة النمسا، بل يفتحون مدارس جديدة، وهناك أكثر من 200 مجموعة أو جماعة إسلامية منخرطة في مؤسسات، وهناك من يدخل للإسلام في فيينا، حيث يوجد الآلاف ممن خرجوا من الكاثوليكية بعد فضائح الاعتداءات الجنسية على الأطفال داخل الكنائس».