الهيئة العالمية للتعريف بالرسول ونصرته تستنكر استخفاف مجلة فرنسية وسخريتها من نبي الإسلام

حذرت الهيئة من أي رد فعل أو تصرف فردي غير حكيم قد يستغله المبطلون لتشويه منهج الرسول أو شريعة الإسلام

د. عادل بن علي الشدي الأمين العام للهيئة العالمية للتعريف بالرسول ونصرته («الشرق الأوسط»)
TT

أصدر الدكتور عادل بن علي الشدي، الأمين العام للهيئة العالمية للتعريف بالرسول ونصرته، المنبثقة عن رابطة العالم الإسلامي، بيانا يستنكر بشدة ما أقدمت عليه مجلة فرنسية أسبوعية مغمورة من تخصيص عدد تضمن سخرية واستخفافا برسول الله محمد، عليه الصلاة والسلام، وبشريعته السمحة؛ حيث زعمت أنها قد جعلت - بأسلوب متهكم - رئيس تحرير عددها المحدد هو سيد الخلق محمد، عليه الصلاة والسلام، وضمنت العدد صورا مسيئة وساخرة تدعي أنها تمثل نبي الإسلام، ومن جملة التهكم أيضا أنها وضعت عنوانها الرئيسي: «مائة جلدة لكل منكم إذا لم تموتوا من الضحك».

والأمانة العامة للهيئة العالمية للتعريف بالرسول ونصرته، إذ تستنكر هذه الإساءة فإنها تذكر بأن المواثيق الصحافية العالمية تمنع من الطرح الساخر، القائم على أساس عنصري أو على أساس الجنس أو اللغة أو الدين أو المعتقدات السياسية وغيرها من المعتقدات أو الأصل الاجتماعي.. وإنه لمن المستغرب أن تتوجه هذه المجلة الفرنسية إلى هذه الإساءة البغيضة في وقت تحشد فيه الجهود والطاقات من قبل عقلاء قادة العالم من مسلمين وغيرهم من أجل توفير عالم يسوده التواصل الإنساني والاحترام المتبادل بين أتباع الديانات والثقافات في العالم أجمع. لذلك فإن الهيئة - انطلاقا من مسؤولياتها - تدعو القائمين على هذه المجلة وعموم العاملين في المجال الإعلامي إلى الكف عن الأساليب المسيئة، وأن تعمل على احترام معتقدات الشعوب، خاصة ما يتعلق بجناب الأنبياء والرسل، عليهم الصلاة والسلام؛ فشأن الرسل معظم ومحترم، فهم الميزان الصحيح لمسار البشرية والحفاظ على قيمها. والتعدي والافتراء عليهم والاستخفاف بهم هو منهج المبطلين قديما وحديثا، قال الله عز وجل في القرآن الكريم: «وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ» [الأنبياء: 41]. وقال الله جل وعلا: «قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ * وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ» [الأنعام: 33، 34].

وتدعو الهيئة هذه المجلة الفرنسية - إن كانت تؤمن بالحرية الصحافية - أن تمكِّن لمن يعبر بصدق عن توجيهات نبي الله محمد، صلى الله عليه وسلم، من مصادرها الصحيحة أن يعرض ما لديه على صفحاتها، فإن رسول الله محمدا، عليه الصلاة والسلام - الذي تهكمت هذه المجلة بأنها ستوليه رئاسة تحرير أحد أعدادها - قاد أعظم مهمة تحرير في تاريخ الإنسانية بوحي من الله، ألا وهي تحرير البشر من العبودية إلا لله الخالق، سبحانه وتعالى، ورفع عنهم الأباطيل والخرافات التي انتهكت حقوقهم وسلبتهم الحياة الكريمة.

كما أن الهيئة العالمية للتعريف بالرسول، صلى الله عليه وسلم، ونصرته، إذ تحيي المشاعر الإيمانية الصادقة لعموم المسلين الذين استنكروا هذه السخرية الفجة من هذه المجلة؛ فإنها تذكر بأهمية الالتزام بالنهج النبوي الكريم في الإنكار وفق الضوابط الشرعية مع مراعاة الحكمة، وأن تكون محققة لمقتضيات نصرة الرسول، صلى الله عليه وسلم، دون ظلم أو اعتداء، مع الحرص على المبادرات العملية الحكيمة التي يتم من خلالها تعريف غير المسلمين بشخصية المصطفى، صلى الله عليه وسلم، وهديه الكريم، والتي يسر الهيئة ومن واقع خبرتها وتخصصها أن تقدم فيها المشورة والدعم.

وتؤكد الهيئة أن ما حدث من محاولة لإحراق المجلة المذكورة لا يصح أن ينسب للمسلمين؛ حيث لم تنتهِ الجهات المسؤولة من تحقيقاتها بهذا الشأن؛ إذ من المحتمل أن تكون عملية الإحراق مدبرة من جهة أو أشخاص يريدون الوقيعة بين الجالية المسلمة في فرنسا ومجتمعهم هناك.

وعلى فرض وقوع الاعتداء على مقر المجلة من قبل أفراد مسلمين، فهو تصرف فردي لا يُحسب على الإسلام والمسلمين، فإن من هدي الشريعة الإسلامية وما بينه نبي الإسلام بسيرته العملية وسنته القولية أن الظلم لا يواجَه بالظلم، وأن المنكر لا يزال بشيء يترتب عليه منكر أكبر منه؛ فظلم المجلة وإساءتها لا يبرران الاعتداء على مقرها وما قد يتبعه من أضرار؛ لذلك فإن الهيئة تذكر أيضا بوجوب الحذر من أي رد فعل أو تصرف فردي غير حكيم قد يستغله المبطلون لتشويه منهج الرسول، صلى الله عليه وسلم، أو تشويه شريعة الإسلام.