وزير الأوقاف المغربي: 245 مسجدا شيدت وأعيد إصلاحها خلال 3 سنوات

تكريم محسنين ومهندسين وصناع تقليديين في «يوم المساجد»

فرقة نسائية تؤدي أناشيد وأهازيج دينية في «يوم المساجد» بالرباط (تصوير: عبد اللطيف الصيباري)
TT

أوضح أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي، أن المحسنين والمحسنات في المغرب ظلوا دائما يتسابقون لبناء وإصلاح بيوت الله، مشيرا إلى أن منهم من بنى عشرة مساجد ومنهم من يبني مسجدا كل سنة. وأعلن المسؤول المغربي أن 245 مسجدا شيدت أو أعيد تشييدها وإصلاحها خلال السنوات الثلاث الماضية. ودأبت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية منذ عام 2009 على الاحتفاء بالمساجد وبناتها، وخصصت يوما وطنيا لهذا الأمر تحت شعار «يوم المساجد».

ونظمت الوزارة بمناسبة هذا اليوم حفلا دينيا، احتفت فيه بعدد من المحسنين والمحسنات والمهندسين المعماريين والنجارين والصناع التقليديين باعتبارهم من المساهمين المباشرين في تشييد بيوت الله وإعلاء الصوامع والمآذن في المملكة المغربية. وأشار الوزير التوفيق في كلمته أمام جمع من المهتمين بعمارة المساجد حضروا الحفل، إلى أن العاهل المغربي الملك محمد السادس، رصد ميزانية خاصة لبناء المساجد في مختلف المدن المغربية. وفي معرض شرحه للسياسة المتبعة من قبل وزارته بخصوص «بيوت الله»، قال التوفيق «إننا نهتم بالتدبير المحلي للمساجد من حيث الصيانة والإصلاح أو إعادة البناء، وبناء مساجد جديدة».

يشار إلى أنه خلال السنوات الثلاث الماضية انهارت عدة مساجد، على رؤوس المصلين، كان أبرزها انهيار مسجد في مكناس بوسط المغرب وفي الحسيمة في الشمال، وخلفت هذه الأحداث قتلى وجرحى، وهو ما دفع السلطات المغربية إلى وضع خطة تقضي بإغلاق المساجد التي يعتقد أنها تشكل خطرا على المصلين، والآيلة للسقوط خاصة في أحياء المدن العتيقة، والشروع في إصلاح وأحيانا هدم وإعادة تشييد هذه المساجد، وتخصيص ذكرى وطنية للموضوع من خلال الاحتفاء بـ«يوم المساجد».

وقال المسؤول المغربي إنه تقرر إنشاء هيئة بناء على اقتراح من العاهل المغربي، تكون من اختصاصاتها مراقبة بنايات المساجد سواء الموجود منها حاليا أو التي سيتم تشييدها مستقبلا، مشيرا إلى أن هذه المؤسسة ستبدأ عملها خلال السنة الجارية. وأشار التوفيق إلى أنه سيصدر لأول مرة كتاب حول المساجد بالمغرب يبرز ما للمسجد من أهمية في حياة الجماعة المسلمة واهتمام المغاربة ببناء «بيوت الله» في المدن والحواضر، إلى درجة أنهم برعوا في ذلك، حتى يبقى المسجد أعلى البيوت بصومعته أو مئذنته. ولإبراز ما تتميز به المآذن والصوامع المغربية في الغرب الإسلامي، عرض شريط حول «الصوامع.. الأصل والتنوع». ومما يميز الصومعة المغربية أنها في تماثل الكعبة الشريفة في مكة المكرمة شكلا، حيث تكون مربعة على خلاف المآذن في المشرق.

وتبين من الشريط، أن الصوامع ظهرت في المغرب مع أول دولة إسلامية في عهد الأدارسة. وتعتبر صومعة جامع القرويين في فاس أقدم مئذنة، وتليها صومعة مسجد الأندلس بالمدينة نفسها، وإن كانت أعلى الصوامع وأكثر أهمية تاريخية بعد صومعة مسجد الحسن الثاني بمدينة الدار البيضاء الذي تم بناؤه في ثمانينات القرن الماضي هي صومعة حسان التاريخية التي شيدت في العهد الموحدي عام 1192 ميلادية، أي قبل أكثر من 800 سنة.

يذكر أن المغرب وخلال عهد الموحدين كان له امتداد إمبراطوري من بلاد الأندلس إلى عمق القارة الأفريقية وما يعرف ببلاد «السودان الغربي»، وبنى الموحدون ثلاثة مساجد متشابهة، هي مسجد الخيرالدا بالأندلس ومسجد الكتبية بمدينة مراكش ومسجد حسان الذي يقول المؤرخون إنه الحلم الذي لم يكتمل، وإلا لأصبح مسجد حسان أكبر المساجد في العالم الإسلامي بعد الحرمين الشريفين. ولم يكتمل إعلاء الصومعة أيضا، إذ توقف البناء في نصف الطريق وبقي شاهدا إلى اليوم على حلم لم يتحقق بالفعل.

وضمن البرنامج الاحتفالي بـ«يوم المساجد» عرض شريط آخر حول أهم المساجد التي بنيت خلال السنوات الثلاث الماضية، وتم تكريم المهندسين المعماريين والحرفيين والمحسنين الذين حضروا الحفل، حيث سلمت لهم شهادات تقديرية عرفانا لهم من وزارة الشؤون الإسلامية لما يبذلونه من أوقاتهم وأموالهم في بناء «بيوت الله»، وإيمانا أيضا منها بضرورة تشجيع عامة الناس والمحسنين خاصة على التنافس في مجال البر والإحسان وفعل الخير.