معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج يتطلع ليكون أكاديمية علمية ومركزا عالميا يصدر الخبرات

وزير الحج السعودي: نسعى إلى تطوير خدماتنا وتعاملنا مع التقنية الحديثة مهم جدا

TT

طرحت وزارة الحج السعودية مقترحات وبرامج تستهدف رفع مستوى الخدمات التي تقدم للحجاج والمعتمرين والزوار، ومشاركة فعالة للقطاع الخاص خلال المرحلة المقبلة. وتتضمن المقترحات التي أعلن عنها إياد أمين مدني وزير الحج في ندوة حول «مستقبلية الحج من منظور وزارة الحج» في مناسبة احتفال معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بمرور 25 عاما، الذي حضره الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، وذلك في قاعة التضامن الإسلامي في فندق مكة إنتركونتننتال مساء يوم الثلاثاء الماضي، توسيع قاعدة مشاركة شركات النقل الحالية وتحويل النقابة العامة للسيارات التي تنضوي تحتها شركات نقل الحجاج، إلى هيئة إشرافية. وتطرق وزير الحج الى مشروع توسعة المشاعر المقدسة وخاصة مشعر منى ومزدلفة والاتجاه للحصول على موافقة من الجهات الشرعية والدينية في البلاد للتصريح بالبناء في سفوح منى.

وأكد وزير الحج أن وزارته أخذت في الحسبان النمو المتسارع بين السكان بالنسبة للدول الإسلامية والزيادة المتوقعة للحجاج في السنوات المقبلة، فضلا عن الزيادة المتوقعة في أعداد المعتمرين. وتنظر وزارة الحج إلى دورها بأنها إدارة تتكامل خدماتها مع جميع الإدارات والجهات، ولهذا فهي تسعى دائما إلى تحديث وتطوير خدماتها وربطها بشبكة من الحاسب الآلي بين مؤسسات الطوافة وبقية الادارات الأخرى. ويرى الوزير السعودي أن توعية الحجاج والمعتمرين تتطلب جهدا مشتركا سواء من القائمين على خدمتهم أو الدول التي يأتون منها.

وقال وزير الحج، إن موضوع الإسكان سوف يتم إعادة النظر فيه وقد يطلب من مؤسسات الطوافة تقديم هذه الخدمة، كما أن بعثات الحج التي تتبع الدول سوف يطلب منها فقط تقديم الخدمات لحجاجها التي لا تقدم لهم من خلال الجهات المعنية، وليس منافسة القطاعات الموجودة لوزارة الحج أو غيرها. ويرى أن دور القطاع الخاص مهم جدا في المرحلة المقبلة، وهذا يعني تحسين الخدمات للحجاج والمعتمرين. واحتوت الورقة التي استعرضها وزير الحج في ندوته العديد من التطلعات والتصورات والرؤى التي ان تحققت فسوف تجعل من الحج والعمرة أداء ميسرا.

من جهته اعتبر الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، أن الدراسات التي قدمها المعهد ساهمت في إنجاز العديد من المشروعات ومن أبرزها مشروع الافادة من الهدي والأضاحي ومنع دخول السيارات الصغيرة للمشاعر وغيرها من التنظيمات الرائدة في هذا المجال، وقال «ان البحث العلمي هو السبيل للتطوير والتقدم. وكلما زاد اهتمام المجتمعات بالبحث ازدادت تلك المجتمعات رقيا وتطورا»، مشيرا إلى أن الحكومة السعودية أولت هذا الجانب اهتماما كبيرا منذ عهد الملك عبد العزيز يرحمه الله «لذلك لم يكن مستغربا انشاء هذا المعهد وتخصيصه لدراسة الخطط والمشاريع المتعلقة بتيسير اداء الحجاج لهذه الشعيرة، وان تطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن من جميع الاجهزة الحكومية والاهلية هو ما نريد».

ويتطلع معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج الى بناء الكوادر المؤهلة، حيث تم ابتعاث 18 موظفا من منسوبي المعهد للتخصص في مجالات التقنية، ويسهم في عدد من الدراسات الاسترا تيجية بمنطقه المشاعر ويقدم الاستشارات لعدد من المؤسسات السعودية الحكومية والاهلية، وفق ما يراه عميد المعهد الدكتور اسامة فضل البار. كما يتجه المعهد إلى تنظيم العديد من الندوات والملتقيات العلمية والنظرة المستقبلية للمعهد بحيث يكون مركزا عالميا يصدر الخبرات في شتى المجالات، وان يكون اكاديمية علمية ذات مكانة مرموقة تمنح الشهادات العليا وان تظل الرؤية الاستشرافية للحج مركز اهتمامه ومحور دراساته لتطوير الخدمات.

يذكر أن معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج في جامعة أم القرى في مكة المكرمة، قد نظم ندوة بهذه المناسبة، تضمنت جلسات شارك فيها الدكتور ناصر السلوم وزير المواصلات وخبراء ومختصون في مجال الأبحاث والدراسة، وسلم في نهاية الحفل الشهادات والدروع التذكارية للمشاركين مع المعهد طوال 25 عاما. وقد أسهم المعهد منذ إنشائه في عام 1976 في إجراء العديد من الدراسات والأبحاث المتعلقة بالحج ومعرفة المعوقات التي تواجه الزائرين والمعتمرين في شهر رمضان، ووضع الحلول المناسبة التي تهدف الى تقديم المزيد من الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام. وتناولت الدراسات اللوحات الارشادية بالمسجد الحرام بهدف تعزيز الاقتراحات وعمل دراسة للخرائط الارشادية للمسجد النبوي الشريف بهدف اعداد دليل ارشادي لتعريف زوار مسجد رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام للمدينة المنورة واهم معالمها، وتضمنت الدراسات أيضا جودة مياه الشرب في المسجد الحرام في نظم التوزيع المختلفة من الناحيتين الكيميائية والبكتريولوجية وذلك عن طريق مقارنة الخصائص الكيميائية والبيولوجية بالحدود المسموح بها في مياه الشرب سواء في الاشتراطات الصحية المحلية أو العالمية، ونوعية الهواء في الانفاق المحيطة بالحرم المكي الشريف ودراسة السجل العلمي والتاريخي لمياه بئر زمزم اضافة الى دراسة رصد درجات الحرارة والرطوبة النسبية لمنطقة الحرم من خلال محطة الرصد الاوتوماتيكية. كما نفذ المعهد دراسة برنامج حركة المركبات الذي يهدف الى حصر اعداد المركبات المتجهة من وإلى مكة المكرمة والمدينة المنورة عن طريق اجهزة نقل المعلومات، بالاضافة الى دراسة برنامج ادخال المعلومات وتفريغها في اجهزة الحاسب الآلي بالمعهد ومن ثم اعداد الجداول الاحصائية لهذه المعلومات وعمل الرسوم البيانية اللازمة. ويقوم سنويا بتصوير المطاف والمداخل والمخارج المؤدية منه واليه وذلك من خلال موقعين ثابتين في سطح الحرم المكي الشريف خلال الليالي العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك حيث يستفيد المركز من ذلك في الدراسات الخاصة بالطواف، وفي ما يتعلق بحفظ الدراسات فإن المعهد يقوم بأرشفة جميع افلام الفيديو بقسم المعلومات وادخال المعلومات الخاصة بتلك الافلام في جهاز الحاسب الآلي حتى يمكن الاستفادة منها بصورة مناسبة. كما يقوم القسم حاليا بأرشفة الجزء الخاص بالصور من البطاقات والشرائح الموجودة لدى المركز منذ تأسيسه حتى الآن.

=