مشاركون في ملتقى تربوي يدعون إلى ضرورة استثمار برامج الكومبيوتر والتقنيات المعاصرة في تعليم القرآن وتحفيظه

الملتقى عقد في الرباط بالتعاون مع «الإيسيسكو» ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية

TT

طالب مشاركون متخصصون في تحفيظ كتاب الله في ملتقى تربوي حول تطوير مناهج تعليم القرآن الكريم وطرق تدريس علومه في الجمعيات الخيرية ومؤسسات التعليم غير النظامي، بضرورة تنظيم ملتقيات بشكل دوري لتبادل الخبرات والتجارب، وتحسين مردودية العاملين في مجال تعليم القرآن الكريم وتدريس علومه.

وعقد الملتقى التربوي في العاصمة المغربية بالتعاون بين المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) التي يوجد مقرها في الرباط، ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية.

وأوصى المشاركون بضرورة استثمار برامج الكومبيوتر والتقنيات المعاصرة في تعليم القرآن الكريم وتحفيظه، مع المحافظة على طريقة التلقي بالمشافهة، وذلك من خلال استعمال ما جد في عالم تكنولوجيا الصورة والصوت والآلات السمعية البصرية وغيرها من المبتكرات الحديثة التي تنمي ملكات الحفظ.

وأكد المشاركون من جهة أخرى ضرورة تأهيل المحفظين في وزارات التربية والتعليم في دول العالم الإسلامي لاستخدام الطرق التعليمية والأساليب التربوية الحديثة، ويسمى هؤلاء المحفظون في المغرب بـ«المدربين». وهم يقومون بجهود كبيرة في تحفيظ كتاب الله في الكتاتيب القرآنية والمدارس العتيقة، وهي منتشرة بمختلف مناطق المغرب، وتوجد أكبر نسبة منها في البوادي والقرى على خلاف ما هو موجود في عدد من الدول الإسلامية، لكن من دون استعمال الطرق الحديثة والمبتكرات التكنولوجية الجديدة في هذا المجال، وهو ما جعل المشاركين في الملتقى يحثون الجمعيات الخيرية على توسيع جهودها في مجال تعليم القرآن الكريم وعلومه، من خلال فتح مراكز التحفيظ والتعليم في البلاد الإسلامية وحتى في الدول التي تكثر فيها الجاليات المسلمة، وألا يقتصر هذا الدور على عواصم هذه الدول أو مدنها الرئيسية.

إلى ذلك، أوصى المشاركون بتدريس العلوم الشرعية واللغات والرياضيات والعلوم الاجتماعية والعلوم التجريبية والمناشط التربوية إلى جانب تحفيظ القرآن الكريم، لتأهيل المتخرجين للمشاركة الفعالة في المجتمع، وهي الخطوة التي شرع المغرب في تطبيقها في المدارس القرآنية العتيقة التي تعنى بهذا النوع من التعليم منذ بداية عام 2003، أي قبل نحو عقد من الزمن، حيث إن الطلبة الدارسين للقرآن الكريم والفقه يدرسون مواد أخرى مثل الآداب والعلوم، وهو ما يتيح للخريج بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة أن يتابع دراسته في شعب أخرى في الجامعات المغربية، أو بعد حصوله على شهادة العالمية التي تعادل البكالوريوس أن يتخصص في الدراسات الإسلامية أو يتقدم إلى خوض مباريات التوظيف، حيث إن دمج مواد دراسية أخرى إلى جانب القرآن الكريم والمواد الفقهية والشرعية يفتح أمام الطالب آفاق أرحب.

ودعا المشاركون أيضا في اللقاء ذاته إلى إعطاء الفرصة للحفاظ لمواصلة تعليمهم القرآني المتخصص على مستوى التعليم العام والعالي، مع دعم البرامج العلمية في مجالات إعداد المتخصصين في تعليم القرآن. وإشراكا لمختلف فئات المجتمع في الاستفادة من برامج تعليم القرآن الكريم، دعا المشاركون إلى ضرورة دعم المقبلين على تعلم القرآن الكريم من ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم الإسلامي، وذلك من خلال إعداد برامج مناسبة لهم. كما دعا المشاركون دول العالم الإسلامي إلى دعم مؤسسات تحفيظ القرآن الكريم ماديا وعلميا وتربويا، والاعتراف بها كمؤسسات تعليم رسمية. وأوصوا بتأسيس وقفية عالمية داعمة لشؤون تعليم القرآن الكريم، حيثما اقتضت الحاجة لذلك.

ولتعميم الاستفادة من البرامج الإلكترونية والمواقع الإلكترونية الخاصة بتعليم القرآن الكريم، أكد المشاركون على ضرورة استقصاء وأرشفة تلك المعطيات بمساعدة خبراء مختصين. كما دعوا إلى إنشاء رابطة عالمية للجمعيات الخيرية والمؤسسات غير النظامية، تعنى بتوحيد جهود العاملين فيها، وتبادل التجارب والخبرات وتطوير المكتسبات، وضبط معايير التزكيات العلمية والإجازات القرآنية، تحت إشراف إيسيسكو. ودعوا المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إلى إعداد دليل توجيهي لتطوير مناهج تعليم القرآن الكريم وتدريس علومه في الجمعيات الخيرية ومؤسسات التعليم غير النظامي.

إلى ذلك، تعقد إيسيسكو والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم بالتنسيق مع جامعة الملك فيصل بتشاد، الملتقى التربوي حول دور حفاظ القرآن الكريم في تشاد والكاميرون في التنمية الاجتماعية في أنجمينا، عاصمة تشاد، خلال الفترة من 21 إلى 24 مايو (أيار) الحالي.

ويشارك في هذا الملتقى خمسون مشاركا من مراكز تحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه، من تشاد والكاميرون. ويهدف الملتقى إلى غرس روح الانتماء إلى الأمة في نفوس حفاظ القرآن الكريم في أفريقيا، وتنمية معارفهم وتأهيلهم للمساهمة في التنمية الشاملة. كما يسعى الملتقى إلى الارتقاء بمستوى العمل القرآني من خلال التنظيم والتخطيط والتطوير والمتابعة والتقويم للمؤسسات القرآنية، والاستفادة من التجارب الناجحة في تعليم القرآن الكريم.