مدير مركز الدراسات الإسلامية في القيروان: الإسلام رسم طريق المعرفة العلمية

محمد الحبيب العلاني لـ «الشرق الأوسط»: المركز يمثل نظرة واقعية تنبذ التكفير والإقصاء

د. محمد الحبيب العلاني مدير مركز الدراسات الإسلامية في القيروان («الشرق الأوسط»)
TT

الدكتور محمد الحبيب العلاني، مدير مركز الدراسات الإسلامية في القيروان، متخصص بالدراسات القرآنية واللغوية في علوم القرآن والتفسير، وله رسالة دكتوراه، مرحلة ثالثة، حول أثر القراءات في النحو الكوفي، سنة 1994، حيث حصلت على مرتبة مشرف جدا، ورسالة دكتوراه حول الزمخشري، سنة 2002 وحصلت على مرتبة حسن جدا، كما أنه عضو لجنة مراجعة المصاحف بتونس، وله اهتمام بالدراسات المتعلقة بتاريخ القيروان، وإسهامات القيروان العلمية والتقنية، وموقع القيروان في الثقافة الإسلامية، وقد شارك بالكثير من المقالات في هذا الخصوص.

أما المركز، فقد تأسس عام 1990 وهو مركز بحث أكاديمي متخصص بالدراسات الإسلامية، منبثق عن جامعة الزيتونة وكان تابعا لجامعة الوسط. وقد اهتم المركز بكثير من البحوث من خلال تنظيم ندوات دولية وأيام دراسية للعمل وموائد مستديرة في شتى تخصصات المعرفة الإسلامية.

وقال الدكتور العلاني في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط »: «في العادة، نضع برنامجا سنويا، ويتم إنجازه تباعا، والندوة نقيمها في الثلاثية الأخيرة من كل السنة. وكانت آخر ندوة تحت عنوان، إشكالية المرجعيات في الفقه الإسلامي المعاصر».

وحول إصدارات المركز، أفاد «أصدر المركز عدة كتب منها، (الإسلام والحرية في الفكر والممارسة)، و(ثنائية الخطأ والصواب في الثقافة الإسلامية)، وقبل ذلك تم إصدار ثلاثة كتب في نفس الوقت حول القيروان، وذلك بمناسبة اختيار القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية».

بدأ المركز بباحث واحد سنة 1997، وبعد 7 سنوات انتدب باحث آخر والآن هو برتبة أستاذ محاضر، ويعد أقدم الباحثين، والآن المركز في وضع أحسن.

وعن مرافق المركز، أوضح الدكتور العلاني أن المركز«يقع على مساحة 60 ألف متر مربع ويحتوي على قاعة محاضرات، ومكتبة تضم 7 آلاف عنوان، وتم إثراؤها بكميات كبيرة من الكتب الجديدة، وبها قاعة إنترنت، ومكاتب للباحثين، وإدارة مركزية، ثم ساحة المركز التي توفر إمكانية لتوسيعه وإضافة تخصصات أخرى إليه، حيث لا تستغل من مساحته الإجمالية سوى ألف متر مربع فقط».

وأرجع العلاني توافر باحثين اثنين فقط بالمركز إلى سياسة التهميش التي تعرضت لها الثقافة الإسلامية في العهدين البائدين «في الحقيقة، الجامعة كلها كانت مهمشة وأعني بذلك جامعة الزيتونة، فلم يكن يراد للدراسات الإسلامية أن تشع وأن تظهر وأن تتداول بين الناس، وحتى المطبوعات تظل في المركز ولا يسمح لها بأن تنشر وتوزع، ولكن الظروف ملائمة الآن للتعريف بالمركز ودعمه وتزويده بالباحثين، وإن شاء الله سيقع في غضون العام الحالي انتداب باحثين جدد ليصبح عدد الباحثين بالمركز 10 باحثين».

في الفترة ما بين 1997 وحتى 2010، أصدر المركز 24 كتابا ويعلق العلاني على ذلك بالقول «هذا قليل جدا بالمقارنة مع مراكز البحث الأخرى ومقارنة بالأطروحات التي تقدم في الجامعات وتبقى في الرفوف. لذلك، نحتاج إلى تفعيل دور المركز وإلى عقد شراكات مع مراكز بحث أخرى في شكل اتفاقيات ويمكنها أن تحقق الكثير من الإيجابيات سواء على المستوى المغاربي أو العربي والإسلامي عموما».

وحول بعض إصدارات المركز، قال مدير مركز الدراسات الإسلامية في القيروان: «من بين الإصدارات محتويات الندوات التي أقمناها، ومنها ندوة حول الإمام سحنون، وندوة حول عبد الله بن أبي زيد القيرواني، ثم أصدرنا في سنة 1994، (القيروان مركز علمي مالكي بين المشرق والمغرب)، ثم (النص والقراءة في الثقافة الإسلامية)، ثم (صورة الإسلام في الإعلام الغربي)، وكذلك في حوار الثقافات والحضارات، واهتممنا بمسائل كثيرة كالعولمة وغيرها. كما أصدرنا بعض الكتب التي تعد إحياء للتراث، مثل فتاوى الإمام المازري، وفتاوى الشيخ جعيط، ومسائل ابن قداح، وهذه دراسات وتحقيقات، كما اهتممنا بجوانب تاريخية تهم بالأخص القيروان، ومحاضرات في تاريخ القيروان، والمدرسة الطبية القيروانية، بالتعاون مع (الأيسيسكو)، و(أعلام القيروان)، ونحن نسعى الآن لتقديم ثقافة إسلامية متجذرة في تاريخها وتراثها وعقيدتها، وفي نفس الوقت منفتحة على الموروث الحضاري الإنساني. ونحن نسعى لجعل المركز مركز إشعاع نحاول من خلاله أن نجذب الباحثين المختصين، وجعل الناس يتفاعلون مع ما ينتجه المركز».

وبخصوص ندوة إشكالية المرجعيات في الفقه الإسلامي، والحرية والتفسير، أوضح العلاني «بالنسبة لمبحث التفسير، وعندما نتحدث عن المدرسة المغربية بصورة عامة، فهي تقوم على العقل والنقل، وتأويلها مبني على أسس القرآن والسنة، أي إن تأويلاتها منضبطة وليست تأويلات هامشية مغرقة في توجه آيديولوجي أو نظرة فلسفية معينة». وأردف «منحى التفسير الإسلامي للقرآن تبلور وفق تصور يتناغم مع العقل، ويقدم الإضافة في كل عصر. وهذا ما أردنا تقديمه في المركز. أما إشكاليات المرجعيات، فكل مدرسة تميل لمرجعيات معينة، ولا أحد يدعي أنه يمتلك الحقيقة كاملة، ولكن الجميع يهدف إلى الوصول إليها».