«أيظن الدب أن لا يغلبا»

TT

العنوان أعلاه مقتبس من قصيدة لشاعر النيل حافظ إبراهيم يتحدث فيها عن غادة يابانية جاءت تنبئه بعزمها على السفر من مصر لليابان للمشاركة في الدفاع عن وطنها ضد الدب الروسي، ومن أبيات القصيدة:

* كنت أهوى في زماني غادة - وهب الله لها ما وهبا

* حملت لي ذات يوم نبأ - لا رعاك الله يا ذاك النبا

* وأتت تخطر والليل فتى - وهلال الأفق في الأفق حبا

* ثم قالت لي بثغر باسم - نظم الدر به والحببا

* نبئوني برحيل عاجل -لا أرى لي بعده منقلبا

* ودعاني موطني أن أفتدي - علني أقضي له ما وجبا

* نذبح الدب ونفري جلده - أيظن الدب أن لا يغلبا

* تذكرت هذه الأبيات وأنا أسمع تصريحات المفوض الروسي ودعاواه الباطلة، ومن قبل ذلك خطى بلاده القذرة في تأييدها لطاغية الشام ومجازره دون حياء, ودعاوى النظام السوري التي لا يصدقها أحد إلا الدب الروسي، إذ يجمعهما عرق البلشفية والمصالح الدموية، وليدرك الجميع أن الله ناصر أهل الشام لا محالة، لكنها السنن (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ).

ولئن كان كل من النظام البلشفي الروسي، والنظام البعثي السوري قد ولغت أفواههم القذرة في دماء المسلمين سابقا ولاحقا، فإن ما يعجز عنه الساسة وصناع القرار وما تحار فيه الأمم المتحدة ومجالسها ورواقها ورجالها، هو أيسر ما يكون عند المجاهدين المخلصين، وقد كان الشام وما زال أرض الجهاد والرباط الأولى.

أما دعاوى ذلك المفوض الروسي نحو بلادنا، فما كان الروس يوما ممن يعرف للأخلاق معنى، وللحقوق راية، ولكنه معور يدافع عن معور (تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ) فاتفقت جرائمهم وتواطأت مقاصدهم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.