أبيات وأعياد

صالح المغامسي

TT

للعيد فرحته، وأصعب المطالب أن نحاول وأد فرحة جاء بها الشرع ونشأ عليها الطبع، وهذه أبيات مختارة لعله يستجاد تذكرها في أيام الأعياد، تجري على اللسان من غير اختيار، ولا غضاضة أن تنسل من سياقها، فهي حاكمة على الخاطر قريبة من القلب، وما أيام الأعياد إلا باعثة لها، قال جرير:

* حي المنازل إذ لا نبتغي بدلا - بالدار دارا ولا الجيران جيرانا

* يا أم عمرو جزاك الله مكرمة - ردي علي فؤادي كالذي كانا

* لو تعلمين الذي نلقى أويت لنا أو تسمعين إلى ذي العرش شكوانا

* وقال نزار:

* ودمشق أين تكون قلت ترينها - في شعرك المنساب نهر سواد

* قمر دمشقي رأيت خلاله - أجفان بلقيس وجيد سعاد

* ورأيت منزلنا القديم وحجرة - كانت بها أختي تمد وسادى

* وقال شوقي:

* وتلفتت من اليم كل سفينة - وانثال بالوادي الجموع وحدقوا

* ألقت إليك بنفسها ونفيسها - وأتتك شيقة هواها شيق

* خلعت عليك حياءها وحياتها - أأغز من هذين شيء ينفق

* وقال عمرو بن كميل وتروى لغيره:

* سأشكر عمرا إن تراخت منيتي - أيادي لم تمنن وإن هي جلت

* فتى غير محجوب الغنى عن صديقه - ولا مظهر الشكوى إذا النعل زلت

* رأى زلتي من حيث يخفى مكانها - فكانت قذى عينيه حتى تجلت

* وقال مسكين الدارمي:

* وقيتان صدق لست مطلع بعضهم - على سر بعض غير أني جماعها

* لكل امرئ شعب من القلب فارغ - وموضع نجوى لا يرام اطلاعها

* يظلون شتى في البلاد وسرهم - إلى صخرة أعيا الرجال انصداعها تلك مختارات تتسابق إلى الذهن والأيام عيد، المهم أن نفر من شؤم المتنبي وقوله: «عيد بأي حال عدت يا عيد».