«أهلا».. مبادرة مصرية شبابية لتعريف الأجانب بحضارة الإسلام

توزع كتبا عليهم بعدة لغات.. وتتابع النقاش حولها في شتى القضايا

TT

صرخة شبابية غيورة على الدين الإسلامي ونبيه الكريم أطلقها مجموعة من الشباب المصريين في شكل مبادرة، بعدما تنبهوا قبل فترة للمكايد والمخططات التي يدبرها بعض الجهلاء والحاقدين في أوروبا وأميركا للنيل من صورة الإسلام كدستور لهداية البشر وإصلاح شؤون الحياة. المبادرة انطلقت قبل تسعة أشهر من عرض الفيلم الأميركي المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام، ودشنها تسعة شباب مصريين، وزادت الحاجة إليها وتوسيع فضائها الإنساني بعد ما صاحب الفيلم من غضبة عارمة في العالم الإسلامي، طالت معظم السفارات والقنصليات الأميركية لدى بلدان العالم الإسلامي، وراح ضحيتها سفير أميركا لدى ليبيا وثلاثة آخرون من موظفي القنصلية الأميركية بمدينة بنغازي.

تركز مبادرة «أهلا» على تعريف السياح غير المسلمين بالإسلام وبالرسول عليه الصلاة والسلام، في إطار إشاعة ثقافة الحوار بين العقائد والأديان. وعنها يقول مديرها المهندس ياسر الشرقاوي: «تهدف مبادرة (أهلا) إلى تعريف الأجانب (السياح والمقيمين) في مصر بصحيح الإسلام، وذلك من خلال توزيع كتب تعريفية بالإسلام بكل لغات العالم، وأيضا عن طريق الحوار مع المتطوعين المؤهلين للحديث عن الإسلام، فهدفنا هو أن لا يخرج أي أجنبي من مصر إلا ومعه كتاب عن الدين الإسلامي ورسوله».

ويضيف: «تواصلنا مع جمعية تبليغ الإسلام بمدينة الإسكندرية، وهي جمعية تعمل على تصحيح صورة الإسلام أيضا، ولكن بإرسال الكتب للأجانب في بلادهم، ولها خبرة كبيرة في ذلك، فاتفقنا معهم على إمدادنا بالكتب لتوزيعها على الأجانب الذين يزورون مصر، وذلك من خلال وضع مكتبات في المساجد والجوامع الأثرية التي يحرص السائحون على زيارتها عند المجيء لمصر. وبالفعل حصلنا على موافقات من وزارتي الأوقاف والآثار، ووضعنا عدة مكتبات في عدد من المساجد، مثل: الناصر قلاوون، محمد علي، الأزهر، وعمرو بن العاص».

ويتابع الشرقاوي: «قمنا بتوزيع 30 ألف كتاب في فترة زمنية لا تتجاوز تسعة أشهر، بعدة لغات، مثل: الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية واليابانية والإيطالية والروسية والصينية والبرتغالية والأردية، وكلها كتب حاصلة على موافقة الأزهر، وتتناول عدة مواضيع، مثل: التعريف بالله ورسوله وصحيح الإسلام ووضع المرأة في الإسلام ومعاني القرآن، كما يتم أيضا توزيع مصاحف وأسطوانات تلاوة للقرآن الكريم».

لا يتوقف الأمر في مبادرة «أهلا» على توزيع الكتب فقط، فالذين يقومون بتوزيع الكتب متطوعون مؤهلون للحديث عن الإسلام، والإجابة عن تساؤلات زوار المكتبة، والرد على الشبهات.

وعن كيفية تأهيل هؤلاء المتطوعين للقيام بهذا الدور، يوضح الدكتور سامر يونس، مسؤول لجنة الإعلام بمبادرة «أهلا»، أن المبادرة قائمة على التطوع، والباب مفتوح للجميع، حيث توجد 9 لجان تنظيمية يتم توزيع المتطوعين عليها، وفقا لمهاراتهم وإمكانياتهم. ويشرح يونس طبيعة عمل كل لجنة: «لجنة الكتب هي المسؤولة عن اختيار الكتب التي يتم توزيعها، فيشترط أن تكون الكتب عن أساسيات الإسلام وغير جدلية، وكلها حائزة موافقة الأزهر، وتقوم أيضا هذه اللجنة بترجمة الكتب للغات غير المتوفرة، أما لجنة متابعة الأحداث فهي مسؤولة عن متابعة ومعرفة المواضيع الساخنة التي تهم كل شعب من الشعوب الأجنبية، ليتم طرحها من خلال الإسلام، فعلى سبيل المثال عندما كانت المشكلة الاقتصادية هي القضية المسيطرة على كثير من الدول الغربية، قمنا بتوفير كتب عن الاقتصاد في الإسلام».

ويشير يونس إلى وجود لجنة للتدريب والتعليم هدفها تأهيل المتطوعين للحديث عن الإسلام، والرد على الشبهات من خلال تدريبهم بشكل مستمر على أيدي أساتذة متخصصين، مثل الدكتور إدريس توفيق، والدكتور فاضل سليمان».

ويضيف: «أما لجنة المكتبات فتعمل على توفير أماكن جديدة لوضع مكتبات (أهلا) فيها، وبالفعل سنفتتح قريبا مكتبة في أسوان، وأخرى في بورسعيد، وهناك لجنة مسؤولة عن التواصل مع الأجانب الذين حصلوا على كتب من مكتباتنا، عن طريق إرسال نشرات إخبارية دورية لهم، وبعض الأجانب يطلبون المزيد من الكتب، وبالفعل نمدهم بها، ومنهم من أبلغنا بأنه أشهر إسلامه».

وتوجد أيضا لجنة شرعية لضمان المحافظة على الإطار الشرعي للمبادرة، بالإضافة إلى لجنة المسلمين الجدد، وبحسب مسؤول لجنة الإعلام، فإن هذه اللجنة مسؤولة عن التواصل مع الأجانب الذين دخلوا في الإسلام مؤخرا، لمساعدتهم في تطبيق الدين وتسهيل حياتهم بعد اعتناق الإسلام، هذا بالإضافة إلى لجنتي التسويق والتواصل الإعلامي.

وعن اسم المبادرة، يقول يونس: «اخترنا كلمة (أهلا) لتكون اسما للمبادرة، لأنها أكثر كلمة معبرة عن هدفنا وهو الترحيب بالأجنبي في مصر، والترحيب به في الإسلام». وعن مصادر التمويل يشير يونس إلى أن «جمعية طرح الخير» بالمعادي قامت باحتواء المبادرة، ووفرت لنا بعض الإمكانيات، لكن تمويل المبادرة قائم على التبرعات، سواء تبرعات مادية، أو تبرعات بالكتب.

وعن رد فعل القائمين على المبادرة حول الفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام، أعلن مسؤول لجنة الإعلام أنهم بصدد التجهيز لحملة كبيرة خلال الأيام المقبلة، تعمل على تعليم المسلمين أنفسهم كيفية الرد على مثل هذه الإساءات، رافعين شعار «انصر نبيك باتباع سنته والتحلي بأخلاقه» وليس باستخدام العنف، بالإضافة إلى العمل على نشر سيرة الرسول. كما تعمل المبادرة الآن على طباعة كتاب باللغة العربية وبجميع اللغات الأخرى للرد على الشبهات التي جاءت في الفيلم المسيء، هذا بالإضافة إلى تكثيف حملة التعريف بالرسول وأخلاقه للأجانب غير المسلمين.