مجمع البحوث الإسلامية: الأزهر سيظل مدافعا عن أهل السنة وتشيعه مجرد أوهام

علماء دين يحذرون من مخططات لا تريد للمجتمعات السنية وحدة فقهية ومذهبية

د. أحمد عمر هاشم وإلى جواره مفتي مصر والأمين العام لمجمع البحوث في إحدى المحاضرات وجانب من الحضور («الشرق الأوسط»)
TT

طالب علماء الأزهر المشاركون في اللقاءات الفكرية التي عقدها مجمع البحوث الإسلامية لمواجهة الأفكار الوافدة وخاصة محاولات نشر التشيع في المجتمع السني من قبل بعض الجماعات، بضرورة تصدي علماء الأمة في العالم الإسلامي بحزم لكل الأفكار التي تحاول النيل من وحدتها وإشاعة الفرقة بها. وقالوا: إن «الأزهر سيبقى حاميا ومدافعا عن مذهب أهل السنة والجماعة، ولن تنال أي فئة كانت منه، وإن محاولة نشر المذهب الشيعي فيه مجرد أوهام».

ونظم مجمع البحوث الإسلامية على مدار ثلاثة أيام الأسبوع الماضي مجموعة من المحاضرات بعنوان «مواجهة التيارات الفكرية الوافدة إلى المجتمع»، بقاعة الإمام محمد عبده في جامعة الأزهر بالدراسة. وألقي المحاضرات نخبة من علماء الأزهر ودعاة التيار السلفي، وقال الشيخ علي عبد الباقي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن «المحاضرات تأتي في إطار اضطلاع المجمع بدوره في التعامل مع المشكلات الفكرية والثقافية التي تجد على المجتمع المصري والأمة الإسلامية جمعاء».

وتحت عنوان «العقائد الخلافية بين السنة والشيعة»، تحدث الدكتور محمد عمارة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، «إننا نواجه تمددا شيعيا في المجتمعات السنية، ويجب مواجهته والتصدي له بأن يكون المجتمع محميا من هذه الأفكار»، لافتا إلى أن التقسيمات الطائفية وتفكيك وحدة الثقافة والفكر يحقق أهم مقاصد الصهيونية والاستعمار، مشيرا إلى أن أول مشكلة عقائدية بين السنة والشيعة هي الإمامة، فالشيعة حولوا قضية الإمامة من قضية سياسية إلى عقائدية وأصول وثوابت، وجعلوها أم العقائد الدينية وأم الأصول الدينية، مؤكدا أن «الخلافات تم تفجيرها لذلك السبب، لا سيما في ظل عدم تمكنهم من إثبات حجتهم في القرآن الكريم».

وحذر عضو هيئة كبار العلماء من المخططات التي لا تريد للمجتمعات السنية وحدة فقهية ومذهبية، مؤكدا أن شغل هذه المجتمعات الشاغل هو تحويل المجتمع المصري لمجتمع طائفي يعجز عن النهوض وبناء الحضارة.

وقال الدكتور عمارة، إن الشيعة ينسبون إلى آل البيت ما ليس حقا وكذلك للأئمة، موضحا أن الإمامة عند الشيعة هي مصدر الشريعة، ويرفعون الإمامة فوق النبوة، لافتا إلى أنهم يقولون بتحريف القرآن الكريم، ويؤكدون نزوله في 17 ألف آية مشيرين إلى أن الصحابة هم من قاموا بحذف الآيات التي تتحدث عن وصاية الإمام علي.

وكشف الدكتور عمارة، عن احتجاز الجمارك في مصر لكميات كبيرة من الكتب الشيعية، قائلا: «حلمهم عودة الأزهر شيعيا كما بدأ، وأن تعود مصر فاطمية».

وعن الصحابة عند الشيعة، قال الدكتور عمارة إن «الذي صحب رسول الله وآمن به هم الصحابة وذلك لدى أهل السنة، ولا أحد ينكر أن الصحابة اختلفوا في السياسة التي هي من الفروع واختلفوا في الفقه؛ لكنهم لم يختلفوا في الدين وفي أصوله».

فيما حذر الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، مفتي مصر، من نشر المذهب الشيعي في مصر، ناصحًا عقلاء الشيعة بأن نشر التشيع في غير بيئته في الدول السنية سيتسبب في الفتنة وعدم الاستقرار وزعزعة الأمن المجتمعي، قائلا للشيعة: «اتقوا الله فينا وفي أنفسكم».

وأضاف الدكتور جمعة، أن المصريين نشأوا ولا وجود لمذهب الشيعة في مصر، مؤكدًا أننا «نحب آل البيت»، وتابع: «خططكم لتحويل أهل السنة إلى شيعة في مصر لن تفلح أبدًا»، موضحا أن الشيعة هم من أهل القبلة ما داموا يتوجهون إلى قبلتنا ويؤدون الفرائض. وأشار إلى أن المذاهب قد يصل عددها إلى 80 مجتهدًا؛ لكن ما وصل إلينا محررا ومضبوطا أربعة مذاهب، بالإضافة إلى المذهب الجعفري الشيعي والإباضي والزيدي.

وأضاف المفتي: «نحن نبحث عن المشترك الذي يوحد الأمة ويطفئ الفتنة؛ إلا أن ذلك يجب أن لا يكون على حساب الثابت من الدين»، مؤكدًا أن أهل السنة قلوبهم مفتوحة ويبحثون عن الحق حيثما كان ولا يضرهم أن يأخذوا الحق ممن ينتمي لقبلة المسلمين.

ولفت المفتي، إلى أن هناك خمس قضايا رئيسية نختلف فيها مع الشيعة، الأولي: العقيدة، حيث يعتقد الشيعة بعقيدة «البداء» والتي تعني أن الله سبحانه وتعالى قد قضى شيئًا ثم غير رأيه وتراجع عن قضائه، وهو ما نرفضه نحن أهل السنة؛ لأن أهل السنة تعتقد أن الله كشف الغيب انكشافا تاما وعلمه علما تاما، وأنه سبحانه وتعالى عظمته لا تدركها العقول.

وأضاف: أما الأمر الثاني الذي نختلف فيه مع الشيعة فهو قضية تحريف القرآن، حيث قام أحد علماء الشيعة ويدعى الشيخ النوري بتأليف كتاب سماه «فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب»، ليثبت فيه تحريف القرآن الكريم، وهو الأمر الذي نرفضه نحن أهل السنة، كما هاجمه الشيعة المعاصرون وحاولوا إخفاءه، مشيرا إلى أنه حينما قرأ الكتاب وجد فيه تحريفا لآيات الله، حيث بدأ الكتاب بآية: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، وحذف منها كلمة «نحن»، فاستشف المفتي عدم حفظ النوري لآيات الله، فكيف يتكلم في تحريفه. وشدد المفتي على أن قول الشيعة بتحريف كتاب الله أمر لا يقبله مسلم، وأن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد على وجه الأرض الذي يحفظه العربي والأعجمي بكل اللغات وهي معجزة كبرى.

والقضية الثالثة تتمثل في عدالة الصحابة وسب الشيعة للصحابة الكرام، حيث إن في كتبهم شتائم على الصحابة لا يتلفظ بها مسلم، وأشار المفتي إلى أن أحد مرجعيات الشيعة ألف كتابا يتكون من 110 مجلدات يحتوي خمسة منها على سب الصحابة، وقام الشيعة بحذف الأجزاء الخمسة بعد أن اجتمعوا وارتأوا حذفها حتى لا ينكر أحد عليهم هذا الأمر.

أما القضية الرابعة فهي مبدأ التقية، فالشيعة يلجأون إلى الكذب للخروج من أجل نصرة مذهبهم، مؤكدا أننا نحن أهل السنة لا نكذب لا في ضغط ولا غيره.

أما عن قضية عصمة الأئمة، فقال المفتي: «إن أهل السنة لا يقرون بعصمة أحد إلا الأنبياء، أما الأئمة من أهل البيت فهم محفوظون لعلمهم وتقواهم؛ ولكنهم ليسوا معصومين وليسوا مصدرا للتشريع».

وقال المفتي: «إن محاولات كثيرة حاولت التوفيق بين السنة والشيعة كان على رأسها محاولة عدد من مشايخ الأزهر منهم محمود شلتوت، ومنصور رجب، وعبد العزيز عيسى، وعبد الله المشد، ومحمود المدني، والشيخ الباقوري، حيث اجتمعوا مع عدد من مرجعيات الشيعة ليناقشوا الفكر بالفكر، وأصدروا مجلة سموها (رسالة الإسلام) وصدرت في أغسطس (آب) عام 1964 ولمدة 15 عاما كان يتم فيها نشر المناقشات بين علماء السنة والشيعة، إلى أن توقفت».

من جهته، وصف الدكتور علي السالوس، رئيس «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح» (والتي تضم دعاة سلفيين) تغلغل الشيعة الرافضة في مصر بأخطر أمراض العصر وهو السرطان، مشيرا إلى أن الشيعة على استعداد لإنفاق المليارات من أموالهم من أجل تصدير ثورتهم، وهو ما دعا إليه علماؤهم ضاربا المثل بحسين شرف الدين الموسوي الذي ألف كتابين لهما أهمية عظمى، هما كتاب «الفصول المهمة في تاريخ الأمة»، والأخطر منه كتاب «المراجعات»، وأن شيخ الأزهر البشري كان شيعيا رافضيا.

وأوضح الدكتور السالوس، أن شيعة علي بن أبي طالب تضع الصحابة موضعهم ولا تكفر أحدا منهم الصحابة ولا تقدم سيدنا علي على الشيخين أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وعلي نفسه قال: «خير الناس بعد نبي الله هو أبو بكر وعمر»، ولا يوجد من قدم سيدنا علي على أبو بكر وعمر؛ إلا من أخذ من كلام عبد الله بن سبأ فهو ليس شيعيا إنما هو رافضي، لأنه يكفر الصحابة والمسلمين، وهو أول من قال إن علي هو الوصي بعد النبي على حد قوله.

وأوضح الدكتور السالوس، أن الشيعة الرافضة الإثني عشرية انقسمت إلى عشر فرق كاملة قالت إن سيدنا الحسن لا ولد له، وفرقة قالت رزق بولد بعد موته بثمانية أشهر، وفرقة أخرى قالت إنه لم يكن له ولد.

واستنكر الدكتور السالوس ادعاءهم بأن القرآن الكريم محرف، وأنه كان في الأصل 17 ألف آية، مشددا على أن الشيعة هي أخطر تهديد يواجه المجتمع السني نظرا لادعاءاتها الباطلة على القرآن الكريم والسنة النبوية.