رئيس الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم: خرجنا أكثر من 40 ألف حافظ في أكثر من 70 دولة

د. بصفر ل «الشرق الأوسط» ـ: الجائزة العالمية لحفظ القرآن الكريم سببها تونسي بعث برسالة للملك خالد

الشيخ عبد الله بصفر رئيس الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي («الشرق الأوسط»)
TT

تعتبر الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، إحدى الهيئات التابعة لرابطة العالم الإسلامي، وهي متخصصة في تحفيظ وتعليم وتفسير القرآن الكريم لأبناء المسلمين في العالم. كما توفر للنجباء المتميزين من الطلبة فرصة التعليم العالي من خلال منح تقدمها لهم الهيئة في مختلف أنحاء العالم.

وقال الشيخ الدكتور عبد الله بصفر رئيس الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، الذي زار تونس مؤخرا، لـ«الشرق الأوسط»: «إن للهيئة معاهد نموذجية لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم اللغة العربية إلى جانب العلوم الشرعية، من عقيدة وحديث وفقه في أكثر من 70 دولة، حتى يكون الحفاظ ملمين بأمور دينهم ويعون معاني القرآن الكريم ليكونوا أئمة وخطباء». وتابع قائلا «هناك نحو ألف طالب في التخصصات الشرعية والإدارية والتقنية تقدم لهم الهيئة منحا لمواصلة دراستهم. كما تعنى الهيئة بإقامة الدورات لتأهيل المعلمين، وهناك دورات لتأهيل الحافظ للإجازة ودورات أخرى للإجازة حتى يتمكن الحافظ من الحصول على السند المتصل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذه تعتبر أعلى شهادة في حفظ القرآن الكريم، وهناك من يواصل في جمع القراءات العشر»، علاوة على ذلك «تقيم الهيئة ملتقيات علمية بالتعاون مع الجامعات ومراكز البحوث من أجل إعداد بحوث علمية في مجال تعليم القرآن الكريم، كما تقيم الهيئة مؤتمرا عالميا كل ثلاث سنوات يجمع المختصين في تحفيظ القرآن الكريم على مستوى العالم وهو المؤتمر الوحيد في هذا التخصص وهذا المجال، وكان ذلك بفضل الله عز وجل ثم توصيات المؤتمر الأول للهيئة الذي كان برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، جزاه الله خيرا»، وكان من توصيات المؤتمر، إيجاد قناة فضائية تعنى بالقرآن الكريم والقراء، وإنشاء الهيئة التي يرأسها الشيخ بصفر، وهي قناة «أهل القرآن»، حيث ترعى المؤسسات القرآنية في العالم وتخدمها وتبث برامجها ومشاريعها، وكانت القناة قد انطلقت في رمضان قبل الماضي، وهي قناة المؤسسات القرآنية عبر العالم، سواء كانت مؤسسات تحفيظ القرآن، أو مؤسسات تفسير القرآن، أو طباعة القرآن، وكل مؤسسة لها علاقة بالقرآن تقوم القناة بتغطية نشاطاتها وإبراز جهدها.

وكان من توصيات المؤتمر أيضا إنشاء مجلس عالمي لشيوخ الإقراء في العالم، حيث قال «نحن على وشك جمع شيوخ القراء في كل دولة، وإن شاء الله تعالى يكون للمجلس أثر إيجابي، بحيث يكون مرجعية ويصدر توجيهاته وتعاليمه لجميع شيوخ القراء».

وتهتم الهيئة بالمسابقات القرآنية المحلية والإقليمية والدولية، وفي ذلك قال: «لدينا مسابقات في أكثر من 35 دولة ولدينا مسابقات على مستوى القارات في أفريقيا وأوروبا، ولدينا مسابقة (الماهر) في فهم القرآن ومن فروعها القراءات العشر، والإجازة بالسند، وحفظ أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم. ولدينا مسابقة متميزة وهي فرع صغار الحفاظ وهذه المسابقة يشارك فيها الأطفال من الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة، وحفاظ صغار العالم، نقيم لهم مسابقة ونخرج منهم أصغر حافظ للقرآن الكريم، يتقن الكتاب الكريم كاملا. أغلب الفائزين كانوا حتى الآن من تركستان وطاجيكستان وهي دول أعجمية، ولكن المولى أشار (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)، ولدينا في رمضان الجائزة العالمية لحفظ القرآن الكريم برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.. نكرم فيها شخصية العام لخدمة القرآن، ونكرم فيها أفضل معلم، ونكرم فيها أفضل معهد لتحفيظ القرآن الكريم، ونكرم فيها أكبر المعلمين للقرآن سنا، وأفضل برنامج تلفزيوني في علوم القرآن، وأفضل موقع إلكتروني في تعليم القرآن.. وجوائز أخرى لتنشيط العناية بالقرآن الكريم، ولدينا الآن أكثر من 40 ألف حافظ وحافظة بفضل الله تعالى أغلبهم في قارة آسيا».

وأكد الدكتور بصفر على علاقة القرآن بشهر رمضان تشريفا بالتنزيل وبركة في التاريخ، فعلاقة رمضان بالقرآن كعلاقة القمر بالشمس، منه يستمد نوره، وأضاف «علاقة القرآن برمضان وثيقة، وقد سجل المولى سبحانه وتعالى ذلك في القرآن (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)، فأصبح رمضان والقرآن مرتبطين، وواضح أن شهر رمضان أخذ قدسيته وبركته في الأجر وفي المغفرة من القرآن (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر)، وغيرها من الأحاديث في فضل رمضان، وهذه الفضيلة أخذها من نزول القرآن فيه. والمسلمون ولا سيما العلماء يعكفون في شهر رمضان على قراءة القرآن ويتركون بقية العلوم، والرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يعكف على قيام الليل في رمضان، والاعتكاف مظهر من مظاهر قراءة القرآن، والغاية من الصوم هي حصول التقوى، والصوم الحقيقي هو صوم الجوارح عما حرم الله وعن اللغو والرفث، (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)، فالصوم يعلم الصدق والصدق يورث التقوى (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)، الصوم دليل على الإيمان لذلك جعله الله شهر الصوم لأن القرآن نزل فيه».

وعن تقويمه لحفظ القرآن في الدول التي تتجاوز السبعين دولة، أفاد بأنه «اتباع المنهج النبوي الذي هو الحفظ والفهم والعمل، فنحن لا نريد حفظة يتقنون مخارج الحروف والتجويد فقط، ولذلك نقوم ببرامج تربوية وملتقيات للحفظة والعلماء ليستفيدوا منهم ويتخلقوا بأخلاق القرآن العظيم.. نهتم بمادة التفسير والسيرة النبوية والتطبيق العملي للقرآن الكريم حتى نعد الحافظ الذي يعمل بالقرآن والاقتداء بالسلف الصالح من الصحابة والتابعين والعلماء. والهيئة حريصة على تخريج الحافظ القدوة الذي إذا تقدم للصلاة يرى فيه الناس المثال الحسن».

وأثنى الشيخ عبد الله بصفر على الجهود الشعبية لتحفيظ القرآن الكريم في تونس، ولا سيما دار القرآن في القيروان، ورابطة الجمعيات القرآنية، حيث قال «بعد الثورة في تونس هناك رغبة جامحة من الشباب والفتيات للحفظ، ودار القرآن في القيروان، التي صمدت في أحلك الظروف، ويستفيد منها حاليا آلاف من تونس وأفريقيا، هي إلى جانب رابطة الجمعيات القرآنية بحاجة لمن يساعدها ويساندها، ونحن نشعر بالامتنان لأهل تونس، حيث كان منشأ الفكرة أحد القراء الصالحين من تونس والذي أرسل برسالة للملك خالد - رحمه الله - واقترح إقامة مسابقة يكرم فيها الحفاظ وإقامة مدارس لتعليم القرآن، وقد شرع الملك الراحل فيها وأصبحت مسابقة دولية منذ 30 عاما».