الأمير سلمان بن عبد العزيز يفتتح مسجد ومركز خادم الحرمين الشريفين في سراييفو وسط حشود كبيرة من البوسنيين

TT

افتتح الأمير سلمان بن عبد العزيز امير منطقة الرياض ورئيس الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك امس مسجد ومركز خادم الحرمين الشريفين الثقافي الاسلامي في سراييفو. ويعد هذا اكبر مسجد في منطقة البلقان.

وألقى الامير سلمان كلمة بهذه المناسبة نقل فيها تحيات وسلام خادم الحرمين الشريفين للرئيس البوسني عزت علي بيجوفيتش وللشعب البوسني، وكذلك تحيات وسلام ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز والنائب الثاني الأمير سلطان بن عبد العزيز. وتحدث الأمير سلمان في كلمته عن معاناة الشعب البوسني خلال فترة العدوان، قائلاً: «كانت معاناة الشعب البوسني نتيجة للعدوان الذي شن عليه تؤلمنا. وكان ذلك ضد حقوق الانسان والمواثيق الدولية التي تعارف عليها البشر. لقد ضمن الاسلام للانسان حقوقه. وهذه ارضية كبيرة في الحضارة التي بناها، اننا في هذا اليوم الذي نحتفل فيه بافتتاح جامع ومركز خادم الحرمين الشريفين اشعر بالسعادة تغمرني، وانا ارى امامي ائمة المسلمين والدعاة وعقلاء البوسنة، لقد عاد المهجرون من بريتشكو الى ديارهم وازدادت فرحتي وانا ارى المساجد وقد اعيد ترميمها وبناؤها، والمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين التي قدمت ملياري ريال (51 مليار مارك) وتزيد. لا تريد جزاء ولا شكورا الا من الله واني اشكر خادم الحرمين الذي اذن بتأسيس الهيئة والامير نايف بن عبد العزيز الذي سمح باقامة مراكز لجمع التبرعات واشكر اللجنة التنفيذية، وشكري الخاص للشيخ ناصر السعيد الذي عبر عن اخلاص حقيقي في العمل وجميع الاخوة العاملين معه والعلماء والدعاة وكل من ساهم بقلمه في نصرة قضية البوسنة والهرسك وشكرا خاصا للمجاهد الكبير الاخ الرئيس علي عزت».

ثم قام الأمير بقص الشريط ايذاناً بافتتاح المسجد وصلى الجمعة ثم افتتح مركز غسيل الكلى باليجاو دار الوالدين للايتام.

ورحب الشيخ ناصر بن عبد الرحمن السعيد رئيس مكتبة الهيئة في اوروبا بالأمير سلمان قائلاً: «اهلاً بأمير الرياض امير السلام، أهلاً لمن احبه اهل البوسنة، الامير الذي اعطى فلم يمن، هذه البوسنة ترحب بكم». وقال في كلمته في حفل الافتتاح: «جاء اهلها من كل حدب وصوب، فقد ساعدتهم في الأوقات العصيبة، ضمدت الجراح، وواسيت المكلومين، ولم تساعد على اطلاق رصاصة واحدة ولكنك ضمدت اثار الرصاص، ولم ترق دما ولكنك ساعدت على وقف النزيف، وزعت اكثر من مائة الف طن من المواد الغذائية عن طريق الهيئة في البوسنة، وكانت اول مؤسسة اغاثية تدخل كلا من سراييفو وجوراجدة وبيهاتش وزيتسا وموستار وغيرها من الأماكن. وأقامت الهيئة اكثر من 160 مسجدا، وكانت توصل مساعداتها عبر الجبال والأنفاق واقامت الهيئة المدارس وأدخلت الدفء للمساجد والمستشفيات، وحفرت آبار الماء وقدمت 600 طن من الأدوية. وسهلت انتقال 5000 حاج الى البقاع المقدسة على نفقة خادم الحرمين الشريفين على مدى 6 سنوات ووزعت لحوم الاضاحي ورممت السكك الحديدية بمبلغ 4 ملايين مارك اي 8 ملايين ريال وساهمت الهيئة في اعادة 8500 مهجر الى البوسنة من دول عدة واستفادت من لحوم الاضاحي 40 الف اسرة وختنت 16 ألف طفل ووزعت 550 الف نسخة من ترجمة معاني القرآن الى الف نقطة في العالم يوجد بها بوسنيون». واضاف قائلاً: «ان افتتاحكم اليوم لمسجد ومركز خادم الحرمين الثقافي دليل على ما بذلتموه. المسجد يتسع لخمسة آلاف وتتوسط صحنه نافورة جميلة وتزينه ثريا جميلة». وعدّد السعيد 4 مآثر رئيسية للأمير سلمان «أولها امره عام 1994 بارسال طائرة خاصة لنقل الحجاج من سراييفو وكان من بينهم فخامة الرئيس علي عزت والثاني امْركُم بحفر نفق كبير تمر عبره السيارات والمعدات عبر جبل إفمن لتحاشي رصاص الصرب وقذائفهم وقواتهم التي كانت تحاصر سراييفو والثالث اعلنتم اسابيع التضامن مع البوسنة وجمع في احداها 200 مليون مارك، الرابع اوصلت المسلمين الى نهر السافا الاستراتيجي المطل على البحر الاحمر وفتحت للمسلمين بابا نحو العالم بمشروع بريتشكو، وهو اكبر مشروع استراتيجي نفذته الهيئة.

وألقى رئيس وزراء الفيدرالية كلمة رئيس دولة البوسنة والهرسك علي عزت بيجوفيتش التي جاء فيها «نحن مسرورون لوجود الأمير سلمان بيننا. وهذه الكلمات تعبير عن جزء من غبطتنا وسرورنا، ونود ابلاغ تحياتنا وتقديرنا وامتناننا لخادم الحرمين الشريفين، الذي لم يأل جهدا في مساعدتنا عندما شن الجيران عدوانهم علينا، ولم نجد من يقف معنا سوى اخواننا، وفي مقدمة ذلك المملكة العربية السعودية. لقد اراد المعتدون ان يمسحوا الاسلام والمسلمين من الخارطة ويجلونا من الارض ولكننا هنا بعون الله ثم مساعدتكم، نعتمد سياسة التسامح والتعاون بين جميع الناس ولا نظلم احدا ولا نعتدي على احد، ولكن ندافع ونصمد اذا اعتدي علينا، وبفضل الله ثم مساعدة المملكة عاد المهجرون الى بريتشكو وهم شاكرون لكم ذلك، ان اي مساعدة منكم واي كلمة تخرج من فمكم هي دعم لنا ورفع لمعنوياتنا .. نحن مسرورون باقامة جامع ومركز خادم الحرمين الشريفين الذي نأمل ان يؤدي الدور الذي اسس من اجله. نريد ان نبني دولة تتعاون مع الجميع ويعيش فيها الجميع في امن وسلام وحرية، نجدد شكرنا لكم على كافة المساعدات. وقد كنت ضمن ضيوف خادم الحرمين سنة 1994 وأجدد شكري على الحفاوة التي استقبلت بها هناك».

من جهة اخرى يصل الأمير سلمان بن عبد العزيز اليوم (السبت) الى مدينة توزلا الصناعية ذات الكثافة السكانية الكبيرة التي تعد اكبر محافظة بها اكبر عدد من السكان، حيث يبلغ عددهم سبعمائة الف نسمة، 90 في المائة منهم مسلمون. وسيكون في استقبال الامير سلمان بالمطار الدولي بتوزلا الدكتور أيوب غاينتش رئيس الفيدرالية البوسنية ومحافظ مدينة توزلا ومفتي الاقليم الإمام حسين سيلكوفيتش وعدد من مسؤولي المحافظة.

وسيتوجه موكب الامير سلمان بن عبد العزيز مباشرة الى مدينة بريتشكو ـ شمال توزلا.

وكانت الهيئة قد قامت بترميم واعادة بناء مساكن المسلمين في بريتشكو التي بلغت 1200 وحدة سكنية، كلّف انجازها عشرة ملايين مارك، اي 20 مليون ريال سعودي.