علماء الدين في الأردن يدعون إلى إبراز عظمة الإسلام وتاريخه السياسي أمام الرأي العام العالمي

TT

دعا علماء الدين في الأردن إلى ضرورة ابراز صورة الاسلام الحقيقية والتأكيد على عظمته وتاريخه السياسي والعسكري وعدالة حكمه امام الحملة او الهجمة الاعلامية على العرب والمسلمين بعد الاحداث العالمية التي ترسخت في اذهان الرأي العام العالمي.

وقال الدكتور أحمد العوايشة مدير المركز الثقافي الاسلامي في الجامعة الأردنية انه يجب على العالم العربي والاسلامي ان يهتم بابراز مفهوم الاسلام للجهاد والتفريق بين القوة والعنف ونظرة الاسلام للمحاربين ورحمة الاسلام بالانسان والحيوان والشجر وغير ذلك من مخلوقات الله تعالى كذلك يجب التأكيد على ان السيف في الاسلام لا يستخدم ضد الشعوب وانما لتحريرها من ظلم الظالمين الذين يحكمون رقاب الناس مضيفا الى ان تعديل صورة تلك الحملة الاعلامية ضد العرب والمسلمين في اذهان الرأي العام العالمي ايضا يحتاج الى مزيد من الحوار مع القيادات الفكرية في الغرب واستثمار وسائل الاعلام الغربية لبيان الصورة الحقيقية للاسلام.

واكد الدكتور العوايشة على ان الاسلام لا يدعو الى كراهية أي شخص وانما كراهية الاعمال التي يقوم بها الأشخاص فقال تعالى: «فان اعرضوا فقل أني بريء مما تشركون» أي ان الله تعالى طلب من نبيه ان لا يبرأ من ذات المشركين وانما من شركهم وفسقهم ومن هنا فان الاسلام لا يعادي احدا لذاته او لنفسه او بلده أو جنسه بل لأعماله التي تتناقض مع منهج الاسلام.

واوضح العوايشة ان الذي يدفع البعض منا الى التطرف والغلو في تفسير الدين رغم روح التسامح التي يتصف بها الدين الاسلامي هو عدم فقه الواقع حيث ان كثيرا منهم يعيشون في عالم الامنيات والاحلام ولا يعرفون حقيقة الواقع ثم تأتي نتيجة للظلم السياسي والاقتصادي وغياب العدالة ردة فعل من اجل ابراز الذات ليصل من ذلك الى غايات دنيوية مشيرا الى ان مواجهة هؤلاء المتطرفين الذين يشوهون صورة الاسلام ويدفعون بالبعض لارتكاب افعال تسيء الى الاسلام والمسلمين تكون عن طريق احتوائهم وتذليل العقبات التي تعترضهم وليس عن طريق العنف حيث يتم دمجهم في المجتمع ليكونوا بناة لا هدامين.

ويرى محمد أبو فارس، وهو نائب اسلامي سابق وعضو ناشط في الحركة الاسلامية ان الرأي العام العالمي مسمم ومنبعث من انحراف عقائدي يتمثل في الصليبية واليهودية ويقود الحملة الاعلامية الآن، ضد العرب، والمسلمين اليهود او الصليبيون ولهذا فان قضية تغيير او تعديل الصورة التي تتحدث عن الحملة الإعلامية والتي وضعها اعداؤنا غير واردة اصلا عند الذين يقودون تلك الحملة ولكن يجب على المسلم ان يثبت على دينه. كذلك ممكن ان يكون هناك تعديل وحيد لهذه الصورة عن طريق ان يحكم الاسلام ويرى الناس حكم الانسان العادل.

واكد أبو فارس ان ديننا واضح ويقول لنا ان اليهود والنصارى يعادوننا ويكرهوننا وهؤلاء الأعداء في أميركا وسائر الدول الاخرى لن يتركوا المسلمين ولهذا فان العدو يعادى كما يعاِدي ويقاتَل كما يقاتل.

واضاف أبو فارس انه لا يوجد متطرفون في الاسلام حيث ان كل مسلم معتدل وليس هناك مسلم متطرف مشيرا الى ان مصـــطلح المتطرف اوجده اعداؤنا.

وقال الدكتور همام سعيد، نائب اسلامي سابق، ان الرأي العام العالمي منحاز ومتأثر بالاعلام اليهودي وبالتالي يجب ان لا نعول على هذا الرأي العالمي لان الموقف الغربي معروف من السابق بأنه متحيز ولهذا يمكن ان نراهن فقط على موقف الشعوب الأوروبية ولكن هذا يستلزم مزيدا من برامج التوعية التي تبين عظمة الاسلام وتاريخه السياسي والعسكري لعل ذلك يعدل من الصورة التي نقلتها الحملة الاعلامية بعد الأحداث العالمية عن العرب والمسلمين مشيرا الى انه رغم ذلك لا يجوز ان تلعن اجنبيا لأنه من الممكن ان يقبل الهدى ويدخل في الدين الاسلامي.

واضاف الدكتور سعيد ان التطرف والغلو في تفسير الدين رغم روح التسامح التي يتصف بها الدين الاسلامي هو مجرد ردة فعل فقط ولها ما يبررها ولكن بالنسبة لكلمة التطرف فيجب ان تعلم اولا ما اذا كان لها أساس في الشرع اما لا، فعندها ينظر العلماء في امرها.