علماء مسلمون: حوار الحضارات والتعاون الإنساني واجب ديني

TT

أكد عدد من علماء الإسلام أن حوار الحضارات والتعاون الانساني واجب ديني وان القرآن الكريم كله بني على الحوار وان الحوار مقدمة لتفاعل الحضارات.. وبين العلماء الذين شاركوا في اعمال المجلس العلمي الثالث حول حوار الحضارات الذي نظمته وزارة الأوقاف والشورى والمقدسات الاسلامية بالأردن في قاعة المؤتمرات في المركز الثقافي الاسلامي في عمان بحضور الأمير علي بن نايف الأمين الخاص للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ان الآخرين امامهم رحلة طويلة للارتقاء الى مرحلة الحوار الذي أكده الاسلام وارسى مبادئه واسسه، وقال الدكتور حامد الرفاعي رئيس المنتدى الاسلامي للحوار في المملكة العربية السعودية ان التعاون والحوار الحضاري بين الناس واجب ديني ومطلب ملح من اجل تحقيق التعايش البشري الآمن بين الناس. وبين ان العالمية والعولمة امران متلازمان فالعالمية قيم ومبادئ واخلاق والعولمة مهارات وتطبيق والعولمة بدون العالمية تتحول الى دمار وخراب.

وأوضح كامل الشريف وزير الأوقاف الأردني الأسبق ان الحوار بين الحضارات امر ضروري وملح اذ لولا الحوار لأمكن سيطرة الواحد منا على الآخرين وقد تصبح الكلمة للقوي على الضعيف وبالتالي فإن ذلك يقود الأمة الى حروب ومصادمات. وقال اننا كمسلمين كنا ولا زلنا نمد ايدينا للحوار الصادق وهذا امر موثق منذ القدم والقرآن العظيم كله بني على الحوار حتى المشركين رد عليهم القرآن بالحوار. وأكد ان الاسلام يعترف بكل الأديان ويدافع عنها وان الحوار اصبح ضروريا وهو مقدمة لتفاعل الحضارات ولا يمكن لحضارة ان تتفاعل مع الحضارات الاخرى بدون الحوار حيث اشار الى ان تفاعل الحضارات كان قديما وهو مستمر ولكن التفاعل كان احيانا يتسم بالعنف والحروب.

كما اشار الى ان الآخرين امامهم رحلة طويلة ليدخلوا في مرحلة الحوار ليرتقوا الى مستوى الاسلام والمسلمين في هذا المجال. وقال الدكتور صلاح الدين نصار من جمهورية مصر العربية ان الحضارة مرتبطة ارتباطا وثيقا بكرامة الانسان لان الكرامة الانسانية لازمت الانسان منذ خلقه الله عز وجل وهذه الكرامة نبعت من ينبوع ذي ثلاث شعب، الأولى كرامة إنسانية وجدت مع الانسان وان الاسلام ضمن للجميع حياة آمنة مطمئنة مستقرة كما ضمن الاسلام في العقيدة الحياة الآمنة لغير المسلمين كما ان الرسول صلى الله عليه وسلم وضع اسسا ومبادئ كانت ضمانات لحياة غير المسلمين مع المسلمين واما الثانية فمرتبطة بالايمان بالله فبذلك ترتقي الكرامة الانسانية الى ايمانية فهي بذلك عزيزة وتستمد عزتها من الله عز وجل ثم ترتقي الكرامة الى كرامة مكتسبة كل انسان يستطيع ان يقدم نفعا يفيد المجتمع وهذه الكرامة يصل اليها من يتقون الله في اعمالهم. واما الشعبة الثالثة فإن الاسلام أسس قواعد جمعها في اقصر سور القرآن الكريم وهذه الاسس لو سار عليها الناس لكفتهم انها سورة العصر. واشار الى ان اعمار الدنيا يكون بالعمل الصالح.

واوضح الدكتور ناصر الدين الأسد رئيس المجمع الملكي لبحوث الحضارة الاسلامية مؤسسة آل البيت السابق في الأردن ان استعمال حوار الحضارات يجمع في الوقت نفسه استعمالا كثيرا وما شاع هو حوار الثقافات والمقصود بالثقافة والحضارة ان الثقافة والحضارة لا يتحاوران وانما الأفراد الذين يتحاورون ويقابل حوار الحضارات صراع الحضارات. وقال ان حوار الحضارات لا يذهب الى حوار المذاهب الاسلامية لأن المذاهب التي تلتقي على الأصول هي ذات حقائق واحدة.

وحدد ثلاثة اسباب لمحاورة الغير الأول وجوب ان نعرف غيرنا وهو ما حثنا عليه ديننا الحنيف. والثاني اننا نريد من ديننا ان يعرفنا على حقيقتنا كما نعرفه على حقيقته، واما السبب الثالث ان الاعلام الخارجي قد اساء الى الاسلام واظهره في الغرب على غير شكله الصحيح وعلى غير صورته الحقيقية.

واوضح ان حوار الحضارات هو غير الدعوة عند المسلمين وهو غير التبشير عند الغرب لانه يختلف عن الدعوة والتبشير.

=