دراسة حول السكينة والمودة والرحمة بين الزوجين في الإسلام

TT

استعرض الدكتور عبد القادر الشيخلي في دراسة له بعنوان «السكينة والمودة والرحمة بين الزوجين» المفاهيم التي تنظم العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة وهي السكينة والمودة والرحمة فقال تعالى «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون»، موضحا ان السكينة هي الهدوء في قلوب الزوجين المؤمنين، فقال تعالى «هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم» والمودة هي المحبة فقال تعالى «وجعل بينكم مودة ورحمة» أما الرحمة فهي المودة والرقة والمغفرة والعطف.

وتطرق الدكتور الشيخلي في دراسته الى قواعد العلاقات الاسرية من المعاشرة والحقوق والواجبات المشتركة بين الزوجين وادارة الاسرة كالتخطيط في استخدام الموارد البشرية والمالية والخبراتية استخداما امثل وتنظيم الموارد المتاحة من السكن وتقسيم العمل وتنظيم النسل وتربية الاولاد كذلك تطرق الى قواعد العلاقات الاجتماعية مع الاقرباء والجيران والغرباء مؤكدا على ان الاسرة هي الشكل الارقى لقواعد المجتمع القائم على اسس دينية واخلاقية لانها قائمة على فضائل الايثار والحلم والصبر والمروءة.

وقال الدكتور الشيخلي ان كلا من الزوج والزوجة يثري الآخر ويعدل من مسار سلوكه فيحصل التكييف النسبي والاجتماعي بين عالمين قد يكونان مختلفين ويشاء الله تعالى بقواعد السكينة والمودة والرحمة ان يصبح الزوجان جسدا وقلبا واحدا وكلما اقتربا من الله تعالى تسامت اسماؤه وجلت صفاته كان تقاربهما من بعضهما اوثق. واوضح ان نزعة الزوجة نحو التملك أو الهيمنة على الزوج نزعة ضارة لأنها تهدف الى اظهارها بمظهر المرأة المسترجلة غير ان المرأة الصالحة المؤمنة لا تملك مثل هذه الميول، كذلك الزوج البخيل لا يطاق اذ يصبح مكروها حتى من قبل اولاده اضافة الى انه لن يستطيع بناء اسرة سعيدة في وسط مناخ من الحرص المفرط أو البخل الظاهر ولهذا يجب على الزوج التفرقة بين تخطيط الموازنة المالية للاسرة او الاعتدال في الانفاق الاسري وبين ادخار المال وحرمان الزوجة والابناء وذلك لان البخل رذيلة شيطانية ممكن ان يؤدي الى اغراق النساء الساذجات أو غير المؤمنات.

وتحدث الشيخلي عن الجيران وقال بانهم مصدر سعادة ومصدر شقاء اذا كانت العلاقات معهم ضمن ضوابط محددة مسبقا فتكون العلاقات ادنى الى الروحية منها الى الاجتماعية العامة أما اذا كانت العلاقات مفتوحة فإنه سيدخل بها رياح الحسد المسمومة. وقال الدكتور الشيخلي في دراسته انه اذا عاشت الاسرة برمتها حياة اسلامية بالتزامها بالفرائض الدينية فإن السعادة ستكون مقيمة عندهم بصفة دائمة، اما الاسر ذوات الاخلاق الدنيوية أو اسيرة سلوكيات المجتمع الاستهلاكي فإنها قد تسعد حينا ولكنها تشقي في معظم الاحيان.

واقترح الدكتور الشيخلي في نهاية دراسته ضرورة وجود الصبر والحلم والايثار بين الزوجين اضافة الى الاحترام المتبادل لكسب معاني الحياة الزوجية الهادئة كذلك يجب اعداد وتنظيم الموازنة الشهرية والتعاون في وضع الخطط لتسديد الديون وذلك للاسهام في اسعاد الحياة الزوجية حيث ان الجانب المالي او الاقتصادي في هذه الحياة غالبا ما يعصف بهدوئها وسكينتها. كما اقترح الشيخلي ضرورة الحفاظ على الاسرار الاسرية بصفة عامة لأن المجالس امانات والاسرار عبيد لاصحابها وضرورة الاهتمام بصلة الرحم من الزوجين والحرص على وجود التسامح والسلام المشحون بالتحية العطرة والوجه البشوش بين الزوج والزوجة.