أمير الكويت يرعى أعمال مجمع الفقه الإسلامي بالعاصمة الكويتية

TT

افتتح احمد يعقوب باقر العبد الله وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت امس (السبت) اعمال الدورة الثالثة عشرة لمجلس مجمع الفقه الاسلامي الدولي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، نيابة عن الشيخ جابر الأحمد الصباح امير دولة الكويت وراعي هذه الدورة.

وألقى الوزير الكويتي كلمة في حفل افتتاح اعمال الدورة الثالثة عشرة مرحباً بالعلماء والفقهاء، ومشيدا بجهودهم المخلصة في معالجة القضايا الفقهية المعاصرة، مقدراً لهم مشاركتهم البناءة واضطلاعهم بأمانة غالية تحرص عليها امتنا ابلغ الحرص، وتعنى بها كل العناية، ألا وهي امانة تواصل الفقه الإسلامي وتجدده في الحياة والمعاملات.

وقال: إن هذه هي المرة الثانية التي يعقد فيها مؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي في الكويت، وهو شرف لنا نعتز به، مشيرا الى اهتمام دولة الكويت بقيادة امير البلاد بالشريعة الاسلامية وبالقائمين على شؤونها.

وأضاف: لقد كانت لأمير الكويت بادرة الدعوة الى استكمال تطبيق الشريعة بالنسبة لجميع التشريعات الكويتية، فأصدر المرسوم الاميري رقم 139 لسنة 1991 بتشكيل لجنة عليا لهذا الغرض. لتقوم هذه اللجنة بالعمل على استكمال تطبيق الشريعة الاسلامية، وذلك بمراجعة التشريعات القائمة.

وأشار العبد الله الى صدور توجيهات امير الكويت الى وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية لاصدار مجموعة الموسوعة الفقهية، وبالفعل صدرت عدة اجزاء منها، وسيصدر الجزء الاخير منها بعون الله قريبا. كما انشأ امير الكويت المسابقة الكبرى لحفظ القرآن الكريم التي تتولاها الأمانة العامة للأوقاف، موضحاً ان ما سيقدم من بحوث ودراسات خلال هذه الدورة سيكمل مسيرة هذه الجهود في مجالات المعاملات المختلفة.

كما خاطب الجلسة الافتتاحية الشيخ الدكتور بكر بن عبد الله ابو زيد رئيس مجلس مجمع الفقه الاسلامي الدولي، معربا عن شكره وتقديره للشيخ جابر الاحمد الصباح امير دولة الكويت لرعايته الكريمة لأعمال هذه الدورة وضيافته لعلماء الأمة، مشيدا بصدور المرسوم الاميري بتشكيل لجنة عليا لاستكمال تطبيق الشريعة الاسلامية برئاسة الشيخ خالد المذكور. ونوه باستضافة الكويت للمجمع للمرة الثانية، اذ سبق وان استضافت الكويت اعمال الدورة الخامسة في عام 1989.

وقال: لقد كان للكويت شرف احتضان العديد من اللقاءات الاسلامية، وعلى مختلف المستويات، التي كان لها ابلغ الأثر في توجيه مسيرة شعوبنا الاسلامية، ولم تتوان قط عن النهوض بمسؤولياتها وأداء دورها الاسلامي في احلك الظروف في اية مناسبة سواء في شرق العالم الاسلامي او في غربه، كل ذلك بفضل حكمة الشيخ جابر الاحمد الصباح امير الكويت وصدق انتمائه الوطني والاسلامي. كما اعرب عن شكره وتقديره لوزير الاوقاف والشؤون الاسلامية في الكويت لحسن الاستقبال وكريم الضيافة. ورحب بالعلماء اعضاء المجمع وكافة المشاركين الذين تحملوا مشاق السفر من اجل الإسهام في اعمال هذه الدورة.

ودعا الأمين العام المساعد لمنظمة المؤتمر الاسلامي الى ضرورة انتهاج سنة الاعتدال في التفكير والسلوك على مستوى الفرد، وعلى مستوى الأمة، لأنها هي انسب الرسائل التي يمكن للاسلام ان يقدمها للمجتمع المعاصر، خاصة في مثل هذه الظروف، وأشد الخصال التي يفتقر اليها هذا المجتمع في ما يقيم عليه العلاقات من انظمة وما يختاره لها من منهجية مرجعاً للحوار، مشيرا الى ان الأخذ بقانون الاعتدال اصبح مطلبا محوريا، وذلك ان قيام سنة الاعتدال مقام نزعات الاسراف والمغالاة يتطلب منا عملاً جاداً دؤوباً من اجل اعادة القيم المثالية الى قوتها في النفوس وتربيتها على الخصال الحميدة التي ترفع الانسان الى اعلى مراتب انسانيته وأزكى درجاتها.

اما الشيخ الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة الامين العام لمجمع الفقه الاسلامي الدولي، فقد عدّد انجازات المجمع خلال السنوات الماضية والتي تضمنت صدور القرارات والتوصيات وعقد الندوات المتخصصة واصدار مجموعة قيمة من الكتب والمصنفات العلمية، مشيرا الى المشروعات العلمية للمجمع، ومنها مشروع معلمة القواعد الفقهية. فقد تم استخراج القواعد والمقاصد والضوابط الفقهية فيه من 34 كتابا مع شرح هذه القواعد وتفصيل القول فيها. وكذلك مشروع الموسوعة الفقهية الاقتصادية، معللاً تعطيل هذا المشروع كغيره من المشاريع التي بدأها المجمع بالفعل، وهي تيسير الفقه واحياء التراث، بسبب العجز المالي الذي يتخبط فيه المجمع، وفقدان التمويل. وأهاب بأصحاب اليسار ان يكونوا مثل غيرهم، ينفقون بسخاء على اقامة المشاريع النافعة للأمة، وهذا ضرب متميز من البذل والعطاء. كما دعا الصفوة الكريمة من الفقهاء المجتهدين الى ان يبذلوا ما لديهم من طاقات علمية في استنباط الاحكام من ادلتها التفصيلية ومن القواعد العامة في القضايا المستجدة.