الدروس الخصوصية تفجر معركة فقهية بمصر

TT

تشهد الساحة الدينية في مصر معركة فقهية بين كبار العلماء بسبب الدروس الخصوصية، حيث أفتى الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر بأن الدروس الخصوصية حرام واعتبرها خيانة للأمانة، وهذه الفتوى تمسك بها وزير التربية والتعليم المصري الدكتور حسين كامل بهاء الدين الذي أعلن أنه تقدم بمشروع قانون إلى مجلس الوزراء لتحريم الدروس الخصوصية وحرمان المدرس من ممارسة المهنة في حالة ثبوت تورطه في تكوين مجموعات لاعطاء الدروس الخصوصية.

وطلب الوزير من الأئمة والدعاة في وزارة الأوقاف ترديد فتوى شيخ الأزهر بتحريم الدروس الخصوصية وتحذير أولياء الأمور والطلاب من مخاطر الدروس الخصوصية على العملية التعليمية وعلى المجتمع. ولكن هذه الفتوى لم تصمد أمام الفتاوى الأخرى التي صدرت تبيح للمدرسين اعطاء الدروس الخصوصية في بعض الحالات، مما أضعف فتوى محاربة الدروس الخصوصية.

فقد أصدر الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر فتوى أخرى تناقض فتوى شيخ الأزهر، معتبراً أن الدروس الخصوصية ليست حراماً على الاطلاق وانما في بعض الحالات تعتبر نوعاً من التعاون على البر والتقوى اذا كان المعلم يقوم بواجباته داخل الفصل الدراسي على خير وجه ولا يجبر أحداً على أخذ الدروس الخصوصية.

ويؤيد هذه الفتوى الدكتور عبد العظيم المطعني عضو المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية في القاهرة، الذي يؤكد أن المدرس، الذي يقوم بأداء عمله في الفصل على أكمل وجه ولم يقصر في شرح الدروس لطلابه، إذا طلب منه اعطاء دروس خصوصية فيعتبر عمله من باب التعاون على البر والتقوى. وقال الدكتور المطعني إن المحرم في هذه القضية هو اجبار التلاميذ على هذه الدروس بأي طريقة، سواء كانت بطريقة الأمر المباشر أو بالضغط على الطلاب أو بالتقصير عمداً في أداء المدرس لواجبه تجاه طلابه.

ويرى الدكتور محمد المسير الاستاذ في جامعة الأزهر أنه إذا كان المدرس يؤدي واجبه ويعامل التلاميذ جميعاً سواسية من دون تمييز ويحرص على توصيل المعلومة لهم بشكل جيد، ثم وجد بعد ذلك طالباً أو بعض الطلاب لديهم قصور في الفهم ولا يستوعبون الدروس من خلال الشرح الوافي في الفصل ولا يسعفهم الوقت المدرسي، فلا حرج من أن يأخذوا دروساً خصوصية لأن كل طالب له مواهبه، ولكن المنهي عنه شرعاً في رأي الدكتور المسير هو اجبار الطلاب على ذلك أو التقصير في أداء الواجب المدرسي من قبل المدرس أو محاولة الخداع أو الخروج على النظام، وهذه الأمور لا يجوز لانسان مسلم أن يمارسها.

ويذهب الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى السابق في الأزهر الى الرأي نفسه ويؤكد أن الدروس الخصوصية، تكون حراماً عندما يجبر المدرس الذي لا يراعي ضميره الطلاب على أخذ دروس خصوصية، فهو بذلك يرزق من حرام لأنه لم يراع ضميره لم يراع مسؤوليته التي كلف بها وأيضاً لم يراع أمانة العلم.