وزارة الشؤون الدينية الجزائرية: لا نريد مرجعية غير المذهب المالكي

TT

نبه بوعلام الله غلام الله، وزير الشؤون الدينية الجزائري، أئمة المساجد إلى ضرورة التقيد بالمذهب المالكي كمذهب واحد أوحد في البلد وتوعد بمواصلة تهميش وتحييد التيارات الدينية الأخرى، التي لا يزال بعض الأئمة والخطباء يعتمدونها بدلا عن مذهب مالك.

وقال الوزير في لقاء نظمه في مقر المجلس الإسلامي الأعلى بالعاصمة الجزائرية أخيرا، جمع فيه أئمة ومرشدات المساجد «لا نريد مرجعية (دينية) إيرانية ولا أفغانية ولا أميركية، بل مرجعيتنا المالكية، وبالتحديد سيرة أبي موسى الأشعري»، ودافع كثيراً عن هذا الأخير الذي أكد بشأنه أنه «مجتهد ويُحكّم العقل، رغم أن بعض المشارقة يكفرونه».

وكشفت مصادر من وزارة الشؤون الدينية إلى أن الحكومة وضعت برنامجا لدفع الأئمة والخطباء إلى الالتزام أو التقيد بمنهج الإمام مالك دون غيره من المذاهب أو التيارات الاجتهادية الأخرى، وتحسباً لأي «انزلاق» تكون الوزارة قد أبلغت الأئمة على مستوى جميع الولايات أن خطبة الجمعة مثلا ستكون موحدة وسيتولى المجلس الإسلامي الأعلى المشاركة في إعدادها. وفسر مراقبون اهتمام الحكومة بترشيد الأئمة وفرض الخطاب الرسمي عليهم بما لوحظ من «عودة الخطاب المتطرف المتشدد إلى بعض منابر المساجد»، في حين أوضح آخرون أن الأمر يتعلق بمحاولة «إحكام السيطرة على المساجد عشية الانتخابات» البرلمانية والبلدية المرتقبة خلال الأشهر المقبلة.

وكانت مجموعات من أئمة المساجد المنتمين إلى التيار السلفي قد اشتكوا، العام الماضي، من «اضطهاد» وزارة الشؤون الدينية لهم، واتهموا الوزير غلام الله بمحاولة «إعادة المساجد الجزائرية إلى عهد الطرقية والصوفية، وقتل الوعي والصحوة الإسلامية التي يحملها الجيل الجديد من الأئمة الذين درسوا أو تتلمذوا على يد أساتذة ومشايخ تعلموا في دول إسلامية منها السعودية». وقد نفت الوزارة، وقتها، هذه التهم، وقالت إن الحركة التي أجرتها في سلك الأئمة لا تعدو أن تكون حركة عادية ومحاولة لجلب أئمة ذوي مستوى تعليمي مقبول يليق بمهمة تسيير المساجد.

يذكر أيضا انه علاوة على المذهب المالكي، الذي يعد مذهب الأغلبية والمذهب الرسمي في الجزائر، هناك أقليات تتبع مذاهب أخرى، ومن ذلك المذهب الإباضي الذي يعد مذهب أهل منطقة مزاب في الجنوب الجزائري، وهو المذهب الموجود في سلطنة عمان وفي جهات أخرى في ليبيا وتونس.