وزير الأوقاف الأردني يشيد بجهود الحكومة السعودية في تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام

هليل لـ«الشرق الأوسط»: تم وضع آلية جديدة لتفعيل لجان الزكاة المحلية تمكنها من خدمة المجتمع المحلي

TT

ليس من السهل اجراء حوار مع الدكتور أحمد هليل وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الاردني في هذه الاوقات لا لأنه لا يحب مواجهة الصحافة للحديث عن انجازاته، بل لأنه مشغول هذه الايام بالاشراف على ترتيبات سفر حجاج بيت الله الحرام.

فقد حاولنا الاتصال بالوزير هليل اكثر من مرة لترتيب موعد لاجراء مقابلة حول ترتيبات الوزارة في شؤون الحج وبعد اكثر من اتصال انتهزنا فرصة احتفال ديني نظمته الوزارة لوداع الحجاج الى الاراضي المقدسة، فسألناه عن مجمل الترتيبات لراحة الحجاج فأجاب بكل صراحة وعفوية.

والدكتور هليل من مواليد ناعور عام 1948 انهى الدراسة الجامعية الاولى (الشهادة العالمية) من الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة عام 1972 وفي عام 1976حصل على الماجستير من جامعة الازهر (كلية الدعوة واصول الدين) في القاهرة وفي عام 1987حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة الازهر كلية الدعوة واصول الدين بامتياز مع مرتبة الشرف الاولى، عين في وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية واعظا وخطيبا في مساجد العاصمة عمان عام 1972، وتولى في الوزارة الاعمال الادارية التالية: رئيسا لقسم التعليم ورئيسا لقسم التأهيل والتدريب ورئيسا لقسم الوعظ والارشاد، ومديرا للوعظ والارشاد مدة تزيد عن عشر سنين، وهو اول مدير لمركز تأهيل الوعاظ والائمة في الوزارة، كما عين مساعدا للامين العام للوزارة وامينا عاما للوزارة منذ عام 1988 وحتى نهاية 1994 وكان منذ عام 1979 يعمل في الديوان الملكي الهاشمي اماما، بالاضافة الى عمله في الوزارة. وفي نهاية عام 1994 تفرغ للعمل في الديوان الملكي الهاشمي اماما، وقد صدرت الارادة الملكية بمنحه لقب سماحة وهو اعلى لقب ديني. وتم تعيينه وزير اوقاف وشؤون ومقدسات اسلامية في حكومة علي ابو الراغب في التعديل الاول في يونيو (حزيران) عام 2001.

وفي الاحتفال الذي اقامته الوزارة اخيرا لوداع اول قافلة حجاج اردنيين الى المملكة العربية السعودية لتأدية مناسك الحج، اشاد الدكتور هليل بجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين التي تبذلها لتقديم افضل الخدمات والرعاية في شتى المجالات لحجاج بيت الله الحرام منذ دخول السعودية الى حين المغادرة. كما اشاد بالجهود والتنسيق القائم بين وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الاردنية وعبد الرحمن العوهلي السفير السعودي في عمان واركان السفارة لتهيئة وسائل الراحة للحجاج الاردنيين وحجاج فلسطينيي 1948 وتمكينهم من تأدية مناسك الحج بكل سهولة ويسر وطمأنينة.

وقال الدكتور هليل ان الحج موسم طاعة وعبادة وهو مناسبة لمناقشة قضايا المسلمين من خلال اللقاءات الثنائية مع رؤساء واعضاء بعثات حج الدول العربية والاسلامية او من خلال الندوات واللقاءات التي تنظمها وزارة الحج في السعودية ورابطة العالم الاسلامي.

وقال ان الوزارة انهت ترتيبات واجراءات الحجاج بالتعاون والتنسيق مع السلطات السعودية، مشيرا الى ان لجنة مختصة برئاسة عبد الفتاح صلاح امين عام الوزارة عادت اخيرا من السعودية بعد ان تفقدت مساكن الحجاج الاردنيين وحجاج فلسطينيي 1948 في المدينة المنورة ومكة المكرمة والمشاعر المقدسة لضمان مطابقتها للشروط المتفق عليها مع متعهدي نقل واسكان الحجاج.

واضاف ان مجلس الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية في الاردن اتخذ قرارا يقضي بأن تقوم الوزارة اعتبارا من موسم حج العام المقبل باستئجار مساكن للحجاج على شكل ابراج سكنية متجاورة قريبة من الحرمين الشريفين لتسهيل عملية تقديم الخدمات الادارية واللوجستية والارشادية والصحية للحجاج.

وفي ما يتعلق بموسم حج هذا العام، قال الدكتور هليل انه وفي اطار الترتيبات الجديدة فقد تم اصدار جواز السفر الموحد بالتعاون مع دائرة الاحوال المدنية والجوازات لتسهيل اجراءات الدخول والخروج من المنافذ الحدودية. كما تم الاتفاق مع مؤسسات الطوافة السعودية لتوفير الاسرة في مساكن الحجاج لهذا العام ولاول مرة في المدينة المنورة ومكة المكرمة، كذلك فرش مخيمات جبل عرفات بالسجاد وتأمين وجبة غداء يوم الوقوف بعرفات.

اما بالنسبة للبعثات الارشادية المرافقة للحجيج، قال الدكتور هليل انه تم الايعاز للمرشدين والمفتين باعطاء الفتاوى الميسرة التي لا تتنافى مع الاحكام الشرعية. كما قامت الوزارة باعداد نشرات توضيحية وتعليمية لمناسك الحج والعمرة وأدعية عرفات وسيتم توزيعها على الحجاج قبيل رحلة الانطلاق الى الديار المقدسة.

واشار الى ان الوزارة نظمت ولاول مرة ورشة عمل لتوعية افراد البعثات الادارية والارشادية المرافقة للحجاج، بمشاركة عدد من ممثلي الدول الاسلامية، حيث تم اعتماد الاردن مركزا اقليميا لتوعية الحجاج، مبينا ان الوزارة تلقت رسائل شكر وتقدير من وزارات اوقاف الدول العربية والاسلامية حول هذا الموضوع.

وقال ان العمل جار لانشاء مركز الحج التعليمي والتدريب الديني سيكون الاول من نوعه على مستوى المنطقة ويهدف الى توعية الحجاج، وافراد البعثات المرافقة في المجالات الادارية والبيئية والمسلكية والارشادية والصحية، وبين ان الوزارة اعدت مجسمات توضيحية لمناسك الحج، بما في ذلك الكعبة المشرفة وموقع ماء زمزم والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمرات لتمكين الحجاج من الاطلاع عليها ومشاهدتها قبل رحلة الانطلاق ولتسهيل عملية تنفيذها على ارض الواقع.

وقال انه في ما يتعلق بقافلة الفقراء التي سيتم تسييرها على نفقة الملك عبد الله الثاني وتضم مائة حاج فقد تم اختيارهم وفق اسس عادلة تتضمن وجود الرغبة الصادقة لاداء فريضة الحج وعدم توفر الامكانات المادية لتحقيق هذه الرغبة، مبينا انه تم اختيار حجاج هذه القافلة من المحافظات الاردنية كافة.

وعن خطبة الجمعة ودورها في خدمة القضايا المحلية قال : اننا ندرك ان هذه الخطبة دون المستوى المطلوب والمرغوب في بعض الاحيان ولذلك بدأنا بعقد دورات تأهيلية في مختلف المناطق بالتعاون مع معهد الادارة العامة حول اساليب الخطابة والتفاعل مع الجمهور وأسس اختيار موضوع الخطبة، مشيرا الى انه تم الطلب من مديري الاوقاف الالتزام بتعليمات الوعظ والارشاد وعدم التساهل في تطبيقها بدقة واهتمام، معربا في الوقت نفسه عن تقديره للدور الذي يقوم به الخطباء في خدمة قضايا الوطن والامة.

وقال انه تم وضع آلية جديدة لتفعيل لجان الزكاة المحلية وتمكينها من تحقيق دورها المنشود في خدمة المجتمع المحلي، خاصة في ما يتعلق بتقديم المساعدات اللازمة لتأهيل الاسر المستفيدة.

واشار الى ان تعليمات الوزارة تنص على عدم السماح لاي كان بجمع التبرعات من المساجد إلا اذا كان لدى من يجمع التبرعات وصولات رسمية معتمدة من الوزارة مع ضرورة ان يطلع الامام او المؤذن على المبالغ التي يتم جمعها وتقطع بها وصولات رسمية يتم تسليمها الى مديرية الاوقاف في المنطقة المعنية.

وبين ان الوزارة تدرس فكرة تأسيس صندوق للحج لتمكين المواطن من الادخار في هذا الصندوق، بحيث يودع في الصندوق كل عام مبلغا معينا لغايات الحج.

وفي ما يتعلق بتطوير مساجد الصحابة والشهداء قال انه تم اخيرا طرح عطاء مشروع الحارث بن عمير الازدي في الطفيلة بقيمة 377 الف دينار ما يعادل 531 الف دولار، مبينا انه سيتم قريبا طرح مشروع اهل الكهف بقيمة مليون دينار ويشمل مسجدا ودارا للقرآن الكريم ومصلى للنساء ومشروع النبي يوشع بن نون ومقامه في السلط بكلفة 600 الف دينار ومسجد الصحابي الجليل شرحبيل بن حسنة في الاغوار الشمالية بكلفة 375 الف دينار، اضافة الى عدد من المشاريع التي سيتم الانتهاء منها هذا العام وتشمل مشروع مسجد ضرار بن الازور بكلفة 400 الف دينار ومشروع مسجد النبي شعيب بكلفة 850 الف دينار ومشروع مسجد عامر بن ابي وقاص بكلفة 450 الف دينار، مبينا انه تم الانتهاء من مشروعي مسجد ابوعبيدة عامر بن الجراح في الاغوار الوسطى ومساجد الصحابة في المزار الجنوبي.

وأكد ان القيادة الاردنية تولي عملية تطوير وترميم هذه المواقع اهمية خاصة ان التنسيق جار مع وزارة السياحة والآثار لترويجها وتسويقها لتشكل مصدر دعم للتوعية الدينية من جهة وللاقتصاد الوطني من جهة ثانية.

واشار الى انه سيتم طرح فكرة ترويج هذه الاماكن والمواقع المهمة اثناء انعقاد مؤتمر وزراء اوقاف الدول الاسلامية في ماليزيا خلال العام الحالي. اما في ما يتعلق بالائمة والمؤذنين العاملين على حساب صندوق الدعوة والذين يتقاضون راتبا رمزيا، قال الدكتور هليل ان تعليمات الوزارة تقضي بأن يحصل هؤلاء على حقهم المشروع في الاجازات المستحقة شريطة ايجاد البديل اثناء فترة الاجازة، مشيرا الى ان النية تتجه لتحسين اوضاع هذه الشريحة بناء على توجيهات الملك عبد الله الثاني.

=