الأمير الحسن: استحداث منابر فكرية للتفاعل مع الشعوب الإسلامية

TT

دعا الامير الحسن بن طلال الى استحداث منابر فكرية واخرى اهلية للتفاعل مع سائر الشعوب الاسلامية للوصول الى فهم معطيات الدين الحنيف ومقتضياته والاتفاق بالحوار بين اهل المذاهب الاسلامية على المرجعية الفقهية ومرجعية الافتاء.

وقال في محاضرة القاها بدعوة من مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية: لقد شرفني الملك عبد الله الثاني بمهمة استئناف مشروعنا النهضوي الحضاري.. ومتابعة الحوار بين الثقافات واتباع الديانات في هذا العالم وبين اتباع الفرق الاسلامية المختلفة، مؤكدا ان هذه النظرة الثاقبة له التي تركز على ابراز الهوية الوسطية للاسلام تبث فينا روح الحماسة للمهمات الجسام التي اوكلها لي وهي بمجموعها تشكل مشروعا نهضويا حضاريا من شأنه ان ينير الطريق لنهضة الامة من جديد ويمهد لها كي تلحق بركاب الحداثة والمعاصرة دون التفريط في الاصالة والعراقة.

ودعا الامير الحسن الى «تربية النشء على قيم العدالة والاستقامة والمحبة والحق وعلى حقن منابرنا الثقافية بالفكر الاخلاقي الذي تغذيه التعددية وينيره التنوع الحضاري وتزينه الاصالة المستنيرة».

وقال: ان علينا ان نجمع شتات الامة وان نكسر طوق العزلة الذي ضربناه حولها او ضرب حولنا.. ودعا الى توظيف طاقات الامة لازالة العقبات التي تقف حائلا دون تعاون ابناء الامة الواحدة.

كما دعا الامير الحسن الى «احياء فكرة انشاء صندوق عالمي للزكاة يقوم على الاسس الواردة في القرآن الكريم والسنة المطهرة وما تناقل الينا من ائمة المسلمين وعلمائه»، مبينا في هذا الصدد ان الفقر عدو الانسان والامن والسلام.. وقد جعل الاسلام فريضة الزكاة وسيلة مؤثرة لمحاربة هذه الآفة ومسبباتها.

وتناول ما تتعرض له سمعة العرب والمسلمين من حملات ضارية، مبينا ان «تهمة الارهاب التي تلصق بالعرب والمسلمين تستفزنا كي نتصدى لها بالعمل المستنير والحوار الموصول»، مشيرا الى ان العالم لا يدرك ان الارهاب يقتل ويشرد من المسلمين اكثر من غيرهم.

واكد ان الاسلام ذو رسالة ومنظور عالميين.. مما يؤهله لتوجيه دعوة المعاصرة لاقامة الدولة الحديثة على اساس المشروع النهضوي الحضاري دون التضحية بما يعتز به من اصالة وتقاليد.

وقال: اننا مطالبون اليوم بالعمل على تقديم الصورة الازهى والابهى عن العرب والمسلمين وهذا يقتضي ان نتبنى مواقف موحدة في منابر العالم لبناء انظمته الانسانية والبيئية والاقتصادية والتجارية.

ومضى الى القول ان المنهج الوسطي الراشد للاسلام هو سراطنا ومنبرنا للتلاقي مع القيم العالمية والحوار مع اتباعها.

وقال ان القضية الفلسطينية قضية اساسية اشغلت طاقات العرب عموما لأكثر من نصف قرن وطاقات الاردن خصوصا لاكثر من ثمانية عقود، لافتا الى ان هذا الصراع ساهم في شل قدرات الامة على التخطيط للمستقبل وعلى الابداع ومواكبة العصر بكل تجلياته ومستجداته.

واختتم محاضرته بالتأكيد على ان «الاردن سعى الى تطوير الحوار وتشجيعه بين مختلف المذاهب الاسلامية وبين اتباع الديانات السماوية، ومن هنا جاء توجيه الملك برسالته التي عهد بها لي بالعمل على استئناف المشروع الحضاري».