أكد يحيى هندي إمام جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة، أنه بإمكان المسلمين الأميركيين أن يقوموا بدور أحسن وأفضل لتغيير السياسة الأميركية إزاء قضاياهم وفرض وجهات نظرهم، لكن ذلك سيستغرق عشرات السنين.
وأضاف هندي في حوار عبر الأقمار الصناعية نظمه قسم العلاقات العامة بالسفارة الأميركية بالرباط وشارك فيه صحافيون ومثقفون مغاربة، أن المسلمين بالولايات المتحدة ليسوا حاليا إلا عاملا جديدا في السياسة العامة وما زالوا في مرحلة تعلم أسلوب قد تكون له القدرة على إحداث التغيير.
وأكد أن المسلمين في الولايات المتحدة لم يبدأوا إلا في سنوات التسعينات في تركيز جذورهم الثقافية في اميركا حيث ركزوا اهتمامهم على تعليم أبنائهم وإدماجهم في الحياة العامة فشرعوا في بناء مدارس اسلامية خاصة وصل عددها حاليا لـ360 مدرسة، كما استطاعوا فرض تدريس لغتهم فباشرت ولايات أميركية بشكل رسمي تعليم اللغة العربية في مدارسها العامة.
واستعرض تاريخ الوجود الاسلامي بالولايات المتحدة، مشيرا إلى أن هناك وثائق تؤكد أن الاسلام دخل القارة الأميركية عام 1328 مع مهاجرين مغاربة وموريتانيين وماليين قدموا الى فلوريدا، ثم تعزز التوافد الاسلامي الى القارة بعد كريستوف كولومبوس.
وأبرز أن المغرب كان أول بلد يعترف باستقلال الولايات المتحدة حيث أبرم البلدان اتفاقا ينص على التفاهم المشترك وسلامة الملاحة البحرية والتعاون التجاري.
وفي حديثه عن بدايات تركيز الوجود الاسلامي كمكون أساسي ضمن مكونات المجتمع الاميركي، تطرق إمام جامعة جورج تاون الى المكانة الأساسية للاسلام في الحركات التحررية للسود الأميركيين وكذلك الدور الذي قام به «اتحاد الطلبة المسلمين في اميركا الشمالية» الذي تأسس في ستينات القرن العشرين بهدف تجميع الشباب المسلم المهاجر الى أميركا والحفاظ على هويته، وهو الجمعية التي تحولت في السبعينات الى «الجمعية الاسلامية لشمال اميركا» التي انتقل اهتمامها من الطلبة الى أبناء المسلمين الأميركيين.
يذكر أن يحيى هندي، وهو من العرب الأميركيين، يتحدر من أصول فلسطينية من نابلس، ويعتبر المتحدث الرسمي لـ«المجلس الفقهي الاسلامي بشمال أميركا»، كما يشرف على إدارة «مكتب السلام للمجمع الأميركي الاسلامي»، وكان من بين العرب المسلمين الأميركيين الذين استقبلهم الرئيس الاميركي جورج بوش عقب اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي.