مؤتمر إسلامي مصري يؤكد ضرورة استيفاء الأحكام الشرعية في اللحوم المستوردة

TT

أكد المشاركون في مؤتمر «الذبائح بين الشريعة الاسلامية والممارسة العملية» في جامعة الأزهر انه في ظل الفجوة الغذائية الحادثة في العالم الاسلامي يستورد المسلمون لحوما بكميات كبيرة من دول أوروبا واميركا والدول غير الاسلامية. وطرح المشاركون تساؤلات على ضوء استيراد بعض الدول العربية والاسلامية كميات كبيرة من اللحوم خاصة مع قدوم عيد الأضحى المبارك حول استيفاء الاحكام الشرعية في اللحوم المستوردة.

وأكد الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر في كلمة للمؤتمر ان الطعام أولى الضروريات لقيام حياة الانسان وان عملية ذبح الحيوانات والطيور لا تترك للتجارب والخبرات البشرية فقط، وانما يجب ان تلتزم بالاحكام الشرعية التي توضح كيفية الذبح وادواته واسلوبه وتحريم اللحوم التي لا يراعى فيها ذلك.

وأضاف شيخ الأزهر ان هذا البيان الاسلامي فيه بعد صحي لم يتوصل العلم المعاصر الى اكتشافه الا حديثا كما ان فيه بعدا ايمانيا يستلزم معه ان يتمسك المسلم بهذه الاحكام طاعة لأمر الله تعالى ورسوله حتى وان لم يصل العلم الى تفسير ما أمر به الشرع ونهى عنه طبيا أو صحيا.

ومن جانبه أوضح الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر أحكام الشريعة الاسلامية حول طريقة الذبح ونوعية الآلة التي تستخدم في عملية الذبح والشخص الذي يستخدمها.

وقال مفتي مصر ان الشريعة الاسلامية اشترطت ان يكون الشخص الذي يتولى عملية الذبح مسلما أو من أهل الكتاب لقوله تعالى: «وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم». كما تشترط أحكام الشريعة أن تكون الآلة التي تستخدم في الذبح حادة وقاطعة وجارحة وان تستخدم بحدها لا بثقلها ولابد ان يكون الحيوان المذبوح من غير المحرمات.

واشار الدكتور محمد عبد الحليم عمر مدير مركز صالح كامل للاقتصاد الاسلامي ان هناك وسائل غير انسانية تستخدم في عملية الذبح وتعد مخالفة لاحكام الشريعة ومنها خرق عيون الحيوان وضربه على رأسه وتكسير قوائمه وهذه أمور منهي عنها شرعا.

واضاف انه من المقرر شرعا ان ذبائح أهل الكتاب حلال شرعا وبالتالي فإنه اذا تم استيراد لحوم من دول سكانها أو أغلبهم أهل كتاب فلا شيء فيه أما استيراد لحوم من دول ليس سكانها من أهل الكتاب كاتباع الديانات الوضعية غير السماوية أو الوثنية فليست حلالا والأفضل من كل ذلك ان تشترط الدول الاسلامية ان يكون الذابح للحوم المستوردة بشكل عام من المسلمين خاصة انه يوجد في كل دولة من دول العالم جالية اسلامية كبيرة.

وقال الدكتور حسن عيداروس رئيس مجلس ادارة الهيئة العامة للخدمات البيطرية ان كثيرا من بلدان أوروبا، خاصة دول الاتحاد الأوروبي تعتمد الطريقة الاسلامية في ذبح الحيوان خاصة بعد اكتشافهم أن هذه الطريقة تقي من الكثير من الامراض خاصة مرض جنون البقر.

وأضاف الدكتور عيداروس انه قد تم اكتشاف أكثر من 200 مرض ينقل للانسان من اللحوم التي لم تذبح حسب الشريعة الاسلامية والتي تتم بطرق أخرى لم يقطع فيها حلقوم الحيوان ولم يسل دمه كاملا والذي يحمل العديد من الأمراض في الدم الذي يتجمد في العروق وتنتقل الامراض للانسان عند تناوله لحم هذه الذبائح التي لم تذبح حسب الشريعة الاسلامية.

وأوضح ان البحوث العلمية الحديثة اثبتت ان الطريقة الاسلامية في عملية الذبح تؤدي الى تنبيه المراكز والشرايين التي توجد بالقشرة المخية في الحيوان مما يؤدي الى تدفق الدم من كل حجرات القلب وبالتالي لا يكون هناك فرصة لاختلاط اجزاء من المخ بلحم الحيوان لذلك لا يشعر الحيوان بالألم.