الحجاج يبدأون اليوم انهاء مناسكهم ومغادرة منى في يوم «التعجل»

استنفار في ميناءي جدة والمدينة المنورة تستعد لـ«الموسم الثاني»

TT

ينهي مليون ونصف المليون حاج اليوم رمي الجمرات في ثاني ايام التشريق استعدادا لمغادرة منى في يوم «التعجل»، ومن ثم يتوجهون إلى مكة المكرمة لطواف الوداع استعدادا للعودة إلى أوطانهم، معلنين بذلك انتهاء الفريضة استعدادا للعودة الى أوطانهم. ويشرف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز والامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني على شؤون الحجاج وأداء فريضتهم بكل يسر وسهولة. ورفعت السلطات الأمنية السعودية من درجة جاهزيتها حول مداخل ومخارج جسر الجمرات تحوطا وتفاديا لوقوع تصادم بين الحجاج نتيجة التزاحم في هذا اليوم، نظرا لرغبة الكثير من الحجاج في اتمام عملية الرمي ومغادرة منى قبل غروب الشمس وبما ينعكس على تدفقهم على الجسر. وتطوق قوات الطوارئ الخاصة جسر الجمرات لمنع التزاحم والتدافع بين الحجاج. كما انتشر أفراد الشرطة والمرور التابعون لجهاز الأمن العام على طول الطرق المؤدية إلى مكة المكرمة التي سيتجه إليها الحجاج لأداء طواف الوداع منهين بذلك فريضتهم.

وكانت جموع الحجيج قد بدأت بعد زوال شمس أمس رمي الجمرات في اول ايام التشريق. وصدرت توجيهات للحجاج اثناء عملية الرمي من مكبرات الصوت بمختلف اللغات بينما وقف مئات من رجال الشرطة والعاملين في المجال الطبي يتابعون الموقف عن كثب، كما حلقت طائرات هليكوبتر في الجو بينما وزع مسؤولون سعوديون المياه المبردة على الحجاج في اجواء حارة وصلت فيها درجات الحرارة الى 35 درجة مئوية. وأفادت التقارير التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من السلطات السعودية من المشاعر المقدسة ومكة المكرمة، انه على امتداد الطرق السريعة والجسور والانفاق المتعددة ينتشر رجال الأمن من مختلف القطاعات وفي مقدمتهم رجال المرور للاشراف على تنظيم عمليات السير، وقد تهيأت مشاريع توسعة المسجد الحرام وما وفر فيه من خدمات شاملة للحجاج ومزيد من الراحة والخشوع في جو تسوده الطمأنينة والوقار والتفرغ للعبادة. وتأهب مطار جدة لمغادرة العديد من رحلات الطيران، فيما سينتقل قسم آخر من الحجاج الى المدينة المنورة وهم القسم الذين لم تتح لهم زيارة مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم في بدء وصولهم الى الاراضي السعودية. من جهتها، اتخذت وزارة الحج الترتيبات الكفيلة بتسهيل اجراءات عودة الحجاج الى بلادهم بعد ان أدوا فريضة الحج هذا العام. وقال حاتم قاضي وكيل وزارة الحج ان الخطة الموضوعة للسفر براً او جواً او بحراً راعت تقديم سائر الخدمات التي يحتاجها ضيوف الرحمن، مضيفا أنه تم اتخاذ كافة الاستعدادات اللازمة في جميع مراكز التفويج والمنافذ التي يعود من خلالها الحجيج الى بلادهم بعد ان من الله عليهم بأداء الركن الخامس من اركان الاسلام.

وفي المدينة المنورة التي يصلها الحجاج أيضا، اكد حسن حامد بكري مدير عام فرع وزارة الحج في المدينة المنورة، ان فرع الوزارة استكمل الاستعدادات وتنفيذ خطته التشغيلية بمراكز الاستقبال بمحطة حجاج البر ومطار الامير محمد بن عبد العزيز لاستقبال وتوديع ضيوف الرحمن في الفترة الموسمية الثانية بالمدينة المنورة.

وبدأت لجنة توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين والمطبوعات الدينية أمس توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين من المصحف الشريف على الحجاج المغادرين، كما وزعت أيضا الهدية الملكية من المصحف الشريف. وقال طلال بن احمد العقيل رئيس لجنة هدية خادم الحرمين الشريفين والمطبوعات الدينية على الحجاج والمعتمرين، ان اللجنة خصصت اربعة ملايين ونصف المليون مصحف وشريط اسلامي لتوزيعها على الحجاج المغادرين الى بلادهم.

ومن جهته، استعد مكتب الوكلاء الموحد الذي يتولى مهمة استقبال الحجاج ومغادرتهم، وسعيا إلى راحتهم، استعد المكتب لتقديم عدد من الخدمات بالتنسيق مع كافة الجهات المسؤولة والعاملة في منافذ الدخول المختلفة والمنتشرة في مطار الملك عبد العزيز الدولي وميناء جدة الاسلامي، ومطار الامير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة، ومطار الملك فهد، وجسر الملك فهد في المنطقة الشرقية، إضافة إلى المنافذ البرية مثل: حالة عمار، وجديدة عرعر، والطوال، والبطحاء، والخضراء منها.

وفي شأن آخر، أعرب العديد من الحجاج عن شكرهم وتقديرهم للقيادة السعودية على الجهود التي بذلتها في انجاح هذا العام، وقال الدكتور عبد العزيز دهلان مدير جامعة امام بنجول الاسلامية في اندونيسيا: ان جهود السعودية في خدمة حجاج بيت الله الحرام كبيرة جدا ولا نظير لها في العالم، وأدعو الله ان يزيد قوة هذه البلاد، واني لفخور لهؤلاء الذين حملوا الامانات والواجبات. وأشاد الدكتور جهاد محمد بونجا (تايلندي الجنسية) بالتطور الكبير الذي تشهده السعودية في جميع النواحي المادية والعمرانية والطرق وتوسعة الحرمين الشريفين.

وأثنى عدد من العلماء في باكستان على جهود السعودية في تنظيم الحج بدون اخطاء وتقديم الرعاية والراحة لما يزيد عن مليوني حاج على أكمل وجه. وقال شيخ عبد الرحمن أمير جماعة أهل الحديث في كراتشي ان الفضل يعود بعد الله الى الحكومة السعودية حيث مكنت الحجيج من أداء مناسك الحج في اجواء مثالية يسود فيها الامن والاستقرار.

واوضح البروفيسور سالن اختر استاذ العلاقات الدولية بجامعة كراتشي، أن الاعتناء بما يزيد عن مليوني مسلم يتحركون في اتجاهات مختلفة في الوقت نفسه يعد مهمة صعبة على أي حكومة، ولكن السعوديين أظهروا مقدرتهم الادارية الرائعة عن طريق جعلهم العملية تبدو سهلة. وقال الشيخ عبد القادر آزاد امام وخطيب مسجد شاهي في لاهور اكبر، ان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد لعزيز أثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه خادم الحرمين الشريفين حيث يضع اهتمامات الحجاج فوق كل شيء.