الحجاج الأميركيون .. يرغبون نسيان أحداث 11 سبتمبر مؤقتا

أحدهم يبحث عن «أمية بن خلف» وآخرون يأملون بتراجع إدارة بوش عن قانون التنصت

TT

حل الاميركي عبد الرحمن ميان في الاراضي المقدسة بنية الحج، وهو يحمل في ذهنه منطقا يدفعه الى الاعتقاد بأن المسلمين سيتجرعون وحدهم مرارة نتائج حوادث 11 سبتمبر(ايلول). ويقول«لن يترك المسلمون في سلام».

ينتظر ميان وهو طبيب صيدلي تعود جذوره الى جنوب اسيا، «ان يقيض الله للملسمين من يجيد الدفاع عن موقف امته الواهنة». لكنه لم يستطع ان يتنبأ بحلول هذا الموعد للاسلام مع النهوض كما ينبغي.

ويتفق اميركيون التقتهم «الشرق الأوسط» في مخيم في مشعر منى خصص لحجاج نيويورك والمدن القريبة منها، على ما يقوله الدكتور عبد الرحمن الذي يذهب الى ابعد من ذلك حينما يتهم ناشطين يهود بالوقوف وراء الحوادث التي الصقت مباشرة بالمسلمين، مشددا«لم يقدم دليل ذو اعتبار في ما الصق بالمسلمين». وفي حين ينشغل الحاج الاميركي نور الهدى بالبحث عن اثرٍ ابقته التضاريس لمنزل امية بن خلف، وهوالقرشي الذي دخل ابواب التاريخ الاسلامي جراء تعذيبه للصحابي بلال. ويرى الشيخ علي وهو رجل الدين المرافق للرحلة الدينية المغادرة من الاراضي الاميركية الى قلب المشاعر المقدسة، ان مرافقة هؤلاء تدفعه اكثر الى التمسك بمبدأه الثابت منذ زمن طويل، بعدم جدوى من الانشغال بالقضايا السياسية.

وهنا ينطلق فراس (20 عاما) الذي تربطه علاقة قربى بالدكتور عبد الرحمن ميان بالحديث عن شعوره بعدم جدوى الصراع بين الامم، لكن ذلك كما يقول «لايعني في ذهني ان ننساق لكل ما يقوله الاخرون عنا». ويهتم فراس بمضاعفة رصيده المعرفي في صناعة وادارة مواقع الانترنت. وبدا فراس الاكثر تفاؤلا بمستقبل المسلمين من بين المجموعة في المخيم الذي استوعب اكثر من 70 رجلا اميركيا يعكسون واقع تركيبة شعب الولايات المتحدة المختلف الاعراق.

وكل ما يشغل بال نور الهدى عقب اتمام مناسك الحج، ان يهيئ له القدر رجلا ضليع المعرفة بمواقع الاثر الاسلامي في مكة المكرمة، يتصدرها موقع تعذيب الصحابي بلال. ولكن الواضح على نور الهدى انه من النوع الذي يقرن امانيه بالجهد الدؤوب، حيث يبادر بسؤال كل شخص يتوسم فيه القدرة على ايصاله الى مبتغاه.

وبالعودة الى عبد الرحمن ميان فهو يؤكد تطرقه الصريح مع حاخام يهودي الى هواجسه حول تورط يهود في تدبير حوادث نيويورك وواشنطن ومن ثم الصاقها بالمسملين، وقال «بالطبع ابتعد حضرة الحاخام عن الاجابة حول ما اثير عن خلو برجي التجارة من العاملين اليهود لحظة ارتطام الطائرتين بهما».

أما قاسم كوبوز فهو يفضل عن التورط بحمل افكار يصعب العيش في ضوئها، ويقول عن نفسه «انا مسلم يتلذذ بكل جوارحه عند اداء العبادات المفروضة عليه، واشعر بالامان والاستقرار النفسي وانا بهذا الحال». ويضيف «اعرف ان اخواني المسلمين يشعرون بغصة خانقة من عدم التقدير الذي يجب ان يحصلوا عليه كمسلمين مسالمين يطمحون الى المشاركة والبناء بجانب غيرهم من الناس في اميركا».

وافق المشاركون في الحوار مع «الشرق الأوسط» بالاجماع على ما يؤكدهم شيخهم علي بقوله «يهتم المسلم الاميركي على اقتناص فرصة اداء الحج رغبة منه في استعادة نفسه التي ضاعت منه في زحمة الاعمال التي عليه انجازها لكي يعيش بمستوى لائق ماديا». ومضى يقول «يشعر هؤلاء الحجاج بانفسهم وكأنها عادت اليهم كما يعرفونها. صورة ما اقول تشبه الى حد كبير عندما يفرغ خزان الوقود وتعود الى حقنه من اجل ان اسير».

ويقلل الشيخ علي من اهمية ما يجري في الساحة الاميركية من دعوة الكنائس للمتفقهين المسلمين للحديث عن دينهم، مشيرا الى ان هذا الامر لايجدر بالمسلمين ان يهللوا له ويعدونه النصر الموعود. لا. فالامر ـ كما يقول ـ لايتعدى كونه مجتمعا يريد معرفة نقاط الضعف في الاسلام للوصول الى تفسيرات اكثر عمقا لتفسير خلفيات حوادث 11 سبتمبر الماضي».

ولا يؤيد كوبوز ما ذهب له الشيخ علي في رؤيته لاندفاع الاميركيين اللافت نحو نظرائهم المسلمين ومقتنع بان ذلك، بقوله «انها فرصة لا تتكرر في سبيل شرح الصورة الحقيقية للاسلام ووصاياه الرائعة في الدعوة الى العمل والتسامح والحكمة والصبر الجميل».