شيخ الأزهر: لا خلاف بين المؤسسات الدينية في مصر والكل يعمل من أجل خدمة المواطن والإسلام

TT

سألت «الشرق الأوسط» شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي عن طبيعة العلاقة بين مؤسسة الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الافتاء بعد تولي الدكتور احمد الطيب مهام منصبه الجديد مفتيا لمصر، وكانت العلاقة بين المؤسسات الدينية الثلاث قد شهدت في الآونة الأخيرة حالة من الشد والجذب، وصلت الى ما يشبه التضارب والتناقض خاصة بشأن عدد من الفتاوى والقضايا الدينية.

وقال شيخ الأزهر ان المؤسسات الثلاث جبهة واحدة تدعو الى نشر الاسلام والايمان بين الناس. ونفى شيخ الأزهر وجود أي خلافات بينه وبين الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر السابق، خاصة فيما يتعلق بتعارض بعض الفتاوى التي أصدرها كل منهما، مؤكدا ضرورة ان تكون الفتوى صادقة وعادلة وناصحة لخدمة الدين ورعاية مصالح المسلمين، لا أن تكون لخدمة فرد أو مجموعة معينة حسب الأهواء والرغبات، فهذا ما لا تقره شريعة الاسلام.

وأضاف شيخ الأزهر: اننا نعمل من خلال مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر الى تجاوز الثنائية في الفتاوى بالتعاون مع دار الافتاء المصرية من أجل توحيد الرأي حول القضايا التي تتعلق بمجموع الأمة ولا تقبل الخلاف بحيث لا يكون هناك أكثر من رأي.

وأوضح الدكتور طنطاوي ان أي خلاف في بعض القضايا الفقهية بين العلماء يتم احالته الى مجمع البحوث الاسلامية الذي يضم كوكبة من صفوة العلماء في مصر في جميع التخصصات الدينية بمن فيهم المفتي، مؤكدا ان كثيرا من العلماء استعملوا عقولهم لخدمة دينهم وأمتهم واجتهدوا في تفسير أحكام الاسلام تفسيرا يدل على رجاحة عقولهم وطهارة قلوبهم لان باب الاجتهاد مفتوح ولن يغلق.

وقال شيخ الأزهر انني احترم التخصصات، فالعاقل هو الذي يتحدث في تخصصه ولا يتجاوزه الى غيره لاننا نعيش عصر التخصص الدقيق ولكل حدوده وتخصصه، وبذلك يحترم العالم نفسه بدلا من أن يفتي في أمر ليس من تخصصه فيكون مثارا لسخرية الناس.

وأشار شيخ الأزهر الى أهمية التعاون والتنسيق بين دار الافتاء المصرية ومجمع البحوث ومشيخة الأزهر في مختلف الأوجه لخدمة قضايا الأمة، متمنيا للدكتور أحمد الطيب مفتي مصر التوفيق في عمله لخدمة دينه ووطنه.