تأسيس رابطة لأئمة المساجد في بلجيكا

TT

أُعلن في بروكسل أخيرا عن تأسيس رابطة لأئمة المساجد في بلجيكا. وتهدف الرابطة الى دراسة أحوال الأئمة ومساعدتهم على رفع مستواهم وتنظيم العلاقات فيما بينهم، كما انها تساعد في البحث عن المسجد الذي يحتاج الى امام مؤهل لامامة الصلاة للقيام بتزكيته.

وكانت بلجيكا قد اعترفت رسميا بالدين الاسلامي في عام 1974، حيث بدأت المساجد تنتشر في مناطق مختلفة من المقاطعات البلجيكية.

وبدأت فكرة تأسيس رابطة لأئمة المساجد تراود عدداً كبيراً من الأئمة خلال السنوات الماضية. وبالفعل تم الاعلان عن هذه الرابطة أخيرا.

التقت «الشرق الأوسط» بالشيخ محمد التوجكاني رئيس الرابطة، وهو في الوقت نفسه امام مسجد الخليل في بروكسل، ليحدثنا عن هذه الرابطة وأهدافها وبرامجها، فقال: انه بعد الاعلان عن تكوين هيئة لتمثيل المسلمين في بلجيكا (الهيئة التنفيذية) في عام 1993، واعقب ذلك تأسيس الاتحاد العام للمساجد في بلجيكا، ظهرت الفكرة من جديد لتكوين رابطة للأئمة من أجل تنظيم أمور الأئمة والاهتمام بقضاياهم والرفع من مستواهم، وكذلك تنظيم جهودهم وعطائهم. وبدأ الأمر بالتفكير في تكوين لجنة الائمة داخل اتحاد المساجد، ثم تبلورت الفكرة واصبحت رابطة لأئمة المساجد والتقى مجموعة من الأئمة وقاموا بدراسة الأمر وتم تشكيل اللجنة التحضيرية بغرض الاعداد لتأسيس الرابطة عن طريق الانتخاب الحر. وبالفعل أرسلت الاستمارات وحضر عدد كبير من الأئمة واجريت الانتخابات، وتم تأسيس الرابطة التي تتكون من خمسة اداريين وخمسة مستشارين، وتم الاتفاق على ان يجري توجيه الدعوة لحضور الجمعية العمومية للرابطة بين الحين والآخر للنظر في شؤون الأئمة ومناقشة قضاياهم واهتماماتهم.

وردا على سؤال حول طبيعة عمل رابطة الأئمة وعدم تعارض عملها مع لجنة العلماء المكونة من عدد الأئمة والعلماء المسلمين في بلجيكا والتابعة للهيئة التنفيذية، قال الشيخ التوجكاني: ان لجنة العلماء التي تم تغيير اسمها الى المجلس العلمي هي التي تقوم بتوظيف الامام ومحاسبته اذا اخطأ على ان يتم قبل ذلك اختبار الامام ثم اعطاؤه شهادة لممارسة مهنة الامامة واذا حدث خلل أو خطأ يتم فصله من جانب المجلس العلمي. أما دور الرابطة فهو القيام بدراسة احوال الأئمة ومساعدتهم على رفع مستواهم وتنظيم العلاقة فيما بينهم. كما انها تساعد على البحث عن المسجد الذي يحتاج الى امام مؤهل، وكذلك مساعدة الامام الذي يحتاج الى مسجد. هذا دورنا بالاضافة الى تزكية الامام عند تقدمه لاختبارات الامامة. أما الجهة التي يرجع اليها القرار الأخير فهي المجلس العلمي الذي يرأسه الشيخ حسن بن الصديق، وذلك بهدف توحيد السلطة الدينية في هذا البلد حتى لا يكون هناك تشتيت لشمل المسلمين.

وحول لجوء بعض الاشخاص للحصول على رأي ديني أو فتوى من بعض الأئمة وتعارض ذلك مع طبيعة عمل المجلس العلمي، قال رئيس الرابطة: بالنسبة لأمور الفتوى هناك فرق بين الفتوى عند النوازل الجديدة التي تحتاج الى اجتهاد وهي فتوى تشمل شؤون المسلمين بشكل عام هنا يكون المرجع الى المجلس العلمي (لجنة العلماء) ولكن في حالة قضايا شخصية فردية يمكن للامام الذي يمتلك التكوين الشرعي ان يجيب على اسئلة السائلين من المسجد في اطار نقل الفتوى التي قالها العلماء والامام يقتنع بما يقتنع وينقل قناعته للآخرين، لكن هذا يبقى في نطاق الافراد، ولكن هناك الموضوعات الشاملة والعامة مثل تحديد بدايات ونهايات الصيام وايام العيد ومواقيت الصلاة كلها امور خاصة بالمجلس العلمي. وهنا أود ان أشير الى ان هناك علاقة قوية بين المجلس العلمي ورابطة الائمة، حيث ان بعض الأئمة اعضاء في المجلس العلمي.

وعن المعايير التي تم على أساسها اختيار اعضاء رابطة الأئمة، أوضح رئيس الرابطة انه يشترط ان يكون العضو إماما سواء كان مارس الامامة من قبل أو يمارسها حاليا، وكذلك ضرورة ان تتوفر فيه شروط الاعتدال وحسن السلوك والاخلاق، وليس هناك ضرورة لتوفر شرط الشهادة العلمية التي يجب توافرها فقط في الاشخاص الذين يتم اختيارهم للعمل كخطباء للمساجد.

وعن أولى المهام التي قامت بها الرابطة فور تشكيلها، قال الشيخ التوجكاني الطاهر عضو الرابطة: على الرغم من ان الرابطة حديثة العهد الا انها بدأت في ممارسة دورها مباشرة واعطت بعض النتائج الجيدة واوضح الأمثلة على ذلك رد فعل الرابطة حول تصريح لوزير التعليم في الحكومة الوالونية التي تحكم النصف الفرنسي من بلجيكا حول ارتداء الفتيات للحجاب في المدارس، ومهاجمته لهذا الأمر، وتحركنا بسرعة، حيث تقدمنا باحتجاج ضد هذا التصريح ورفعنا الاحتجاج الى رئيس الحكومة ورئيس الحزب التابع له الوزير، وكان رد الفعل من جانبهم ايجابيا للغاية واظهروا تفهما واضحا لعادات المسلمين.