أمين عام رابطة العالم الإسلامي: مؤتمر الحوار لن يتحدث عن قضايا دينية أو سياسية

قال لـ«الشرق الأوسط» إن تركيز المتحاورين في البحث عن المشترك الإنساني دون النظر لدينه

الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وحديث مع هاشمي رفسنجاني رئيس مصلحة تشخيص النظام الإيراني أحد المدعوين للمشاركة في الحوار (واس)
TT

أكد الدكتور عبد الله التركي الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي خلال المؤتمر الصحافي الأخير قبل انطلاقة المؤتمر الإسلامي للحوار، أن المؤتمر ليس مؤتمرا دينيا أو سياسيا أو لبحث الخلافات الإسلامية ـ الإسلامية بل لإيجاد أرضية حوار للمشترك الذي يجمع البشرية.

وأوضح الدكتور عبد الله التركي أن المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، والذي يفتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز غدا، سيعمل على وضع خطة استراتيجية لحوار المسلمين مع غير المسلمين، مؤكدا مضيهم وفق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الداعي للحوار لبحث الروابط التي تجمع البشر من مختلف الأديان والعقائد.

وبين الدكتور التركي لـ «الشرق الأوسط» أن ذلك المشترك الإنساني يتمثل في مجالات الأسرة والعلاقات بين الثقافات والشعوب والفقر والظلم والعدل والإرهاب والأسرة، مضيفا «وخاصة في مجال وصراع الحضارات وتصوير المسلمون بأنهم متخلفون وضد التعاون والتعايش العالمي».

ورأى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن «المشترك الإنساني للحوار سيعمل على توضيح صورة الإسلام من خلاله وسيدحض بدوره كل الهجمات الشرسة الموجهة ضده».

وأفاد إن من خلال الرؤية التي ينطلق منها منظور المسلمين كأمة يجب عليها أن تتضح علاقتها مع الآخرين، ومن المتوقع أن يكون لها برامج ومشروعات تنطلق لتحقيق أهدافها من خلالها، سينعكس على العلاقات السياسية وعلى كثير من التصرفات التي تحدث في العالم، فجميع المنظمات الدولية والعلاقات السياسية لم تنجح في حل كثير من المشكلات السياسية وغيرها، دفع بالأمة الإسلامية للاستفادة من أصحاب الثقافة والفكر والرأي ووسائل الإعلام في إقناع البشرية لأن تتجه لاتجاه مغاير عما هي عليه في الوقت الحاضر.

وكشف التركي إن المؤتمر سيشكل لجانا وفرق عمل تتابع تنفيذ القرارات الصادرة عن المؤتمر، مبينا أنه بعد وضع الاستراتيجية ربما يوضع جدول زمني لها.

وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول النية في عقد المؤتمر بشكل دوري، أجاب قائلاً «لا يوجد تصور بهذا الشأن في الوقت الحاضر، ولكن بعد متابعة النتائج التي سيتوصل إليها المؤتمر ربما يكون هناك رأي آخر». وأوضح التركي أن المؤتمر لا يمكن أن يؤثر التأثير المرجو منه في المجتمعات الإسلامية أو الغربية إلا إذا اهتمت وسائل الإعلام به، وإن بوادر وسائل الإعلام الباحثة عن إنجاحه واضحة، وهي تسعى إلى تحقيق أهداف المؤتمر المتمثلة في إشاعة ثقافة الحوار الإسلامي والذي يجمع فئة متميزة من المسلمين على مستوى الدول والأقليات الإسلامية من أجل الاتفاق على خطة أو إستراتيجية تتعامل من خلالها الأمة الإسلامية مع مختلف الشعوب وأتباع الأديان وأتباع الفلسفات والحضارات الأخرى.

وبين إن الهدف من المؤتمر هو هدف متوجه للأمة الإسلامية من أجل توضيح صورة الحوار لها، ومن أجل أن تقوم الخطة السابقة وتضع خطة إستراتيجية للمستقبل تعني بالتعامل مع غير المسلمين، وهو الأمر الذي ركزت عليه الرابطة في التحضير للمؤتمر. واشار إلى إن الرابطة تريد جمع الصف الإسلامي على رؤية معينة، وتوقع أن يصدر المؤتمر آلية توحد جهود المسلمين، كما إن المؤتمر سيتعرض لآلية الحوار في المستقبل، وسيكون هناك اتصال واسع مع شبكات دينية وغيرها، وسيكون المجال مفتوحا لجميع الفئات، وهو الأمر الذي سيجعل المؤتمر يشكل نقلة نوعية مع جميع الفئات في العالم.

وأضاف التركي «لقد ركزنا خلال هذا المؤتمر على التركيز على المشترك الإنساني في الثقافات والفلسفات الشرقية التي تتفق مع مختلف الشعوب والأمم وتتفق مع المسلمين في كثير من القضايا، كما إن لهم حجمهم البشري ووجودهم المؤثر في الحياة الدولة والإنسانية، وإن المسلمين بحاجة للتعامل معهم نظير اختلاطهم مع الشعوب في شرق آسيا سابقاً وحالياً، وإن الحوار ليس بين الأديان وإنما مع أتباع الأديان والذين هم أصحاب الفلسفات والثقافات والحضارات وهي التي تتأثر بمؤثرات كثيرة من أهمها الأديان، كما إن المسؤولين في تلك الحضارات لا يمكن أن تفصلهم عن الأديان أو البيئة التي يعيشون بها».