رحيل الشيخ المطعني.. فارس الدعوة واللغة

من أبرز كتبه «الفقه الاجتهادي» و«حد الردة»

TT

بعد رحلة حافلة بالعطاء رحل العلامة الشيخ الدكتور عبد العظيم المطعني أستاذ الدراسات العليا بجامعة الأزهر، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة وعضو مجلس إدارة كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر عن عمر يناهز 77 عاما. وولد المطعني في قرية المنصورية بمحافظة أسوان جنوب مصر، وتخرج في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وبدأ حياته العملية صحافيا ومصححا لغويا في صحيفة «الأهرام» المصرية، ثم انتقل إلى التدريس بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر، وتدرج في المناصب العلمية حتى حصل على الأستاذية وأعير إلى جامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية.

ينتمي الدكتور المطعني (رحمه الله) إلى جيل العلماء الكبار الموسوعيين المجددين الذين يتسمون بشمولية النظرة والاضطلاع الواسع والإلمام بالمعارف على مختلف ألوانها، فقد كان صاحب منهج فريد في دقة التناول ووسطية الطرح، وقدم للمكتبة العربية والإسلامية إضافات ثمينة، كما خاض معارك عديدة ضد تيارات مختلفة، وكذلك أصحاب الفكر المتطرف. وكان له مواقف مشهودة في الدعوة إلى الله عز وجل، فألف كتبا في الرد على المستشرقين والمتهجمين على الإسلام، تميزت بالرصانة وقوة الحجة والبرهان، وضمن مجهوداته الدعوية كثيرا ما كان ضيفا في برامج إذاعة القرآن الكريم المصرية، والعديد من البرامج التلفزيونية. وقد أثرى الدكتور المطعني المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات في مجال الفكر الإسلامي والفقه واللغة والبلاغة، والتي تزيد في مجملها على خمسين مؤلفا، ففي مجال البلاغة صدر له عدة كتب من بينها كتاب «خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية»، وكتاب «من قضايا البلاغة والنقد»، و«البديع من المعاني والألفاظ». وكان آخر ما خطت يداه في هذا المجال كتاب بعنوان «التفسير البلاغي للاستفهام». وفي مجال الفقه الإسلامي نشر له كتاب «الفقه الاجتهادي»، و«الجائز والممنوع في الصيام» و«حد الردة».

وترك الشيخ المطعني للمكتبة الإسلامية مؤلفات قيمة في إطار رد الشبهات عن الإسلام وأهله، فكتب «مواجهة صريحة بين الإسلام وخصومه»، و«افتراءات المستشرقين ضد الإسلام»، و«عقوبة الارتداد عن الدين بين الأدلة الشرعية وشبهات المنكرين»، و«أوروبا في مواجهة الإسلام»، و«سماحة الإسلام في الدعوة إلى الله والعلاقات الإنسانية»، ودافع بكتابه «أخطاء وأوهام في أضخم مشروع تعسفي لهدم السنة النبوية» عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وانشغل قبيل وفاته بتأليف كتاب يرصد فيه الحالة الفكرية الإسلامية في القرن العشرين، لكن المنية عاجلته قبل إتمام فصوله.