حديقة للألعاب محظورة على العائلات غير المتدينة في الجزائر

منع أي زوجين لا تبدو عليهما علامات القران الشرعي من ارتياد «دريم بارك»

TT

يتداول سكان العاصمة الجزائرية هذا الصيف، نظاما متميزا تسير عليه حديقة للألعاب والتسلية تقع بالضاحية الشرقية، حيث يمنع صاحبها المتدين غير المتزوجين من دخولها، وحتى المتزوجين يحظر عليهم الابتعاد عن أنظار الناس داخل الحديقة، مما أثار استياء الكثيرين بينما أبدى آخرون ارتياحاً لما وصفوه بـ«أفضل مكان تصان فيه الأخلاق».

«دريم بارك» (حديقة الأحلام)، التي تقع بـ«قصر المعارض الدولي» بحي المحمدية، فضاء تقصده عائلات «التيار الاسلامي»، كما يسميه سكان العاصمة قياساً إلى خصوصيات المكان الذي يؤجَره شخص متدين، وظف حراساً يرتدون بدلات أمنية ومكلفين مراقبة أي حركة تدور في الحديقة، وبالتدخل إذا قدَروا بأنها «تخدش الحياء».

ويقف العشرات من الحراس في مساء كل يوم، عند مدخل باب «دريم بارك» للتمحيص في ملامح قاصدي المكان، خاصة الأزواج إذا كانوا غير مرفوقين بأولاد. ولا يترددون في منع كل زوج لا تبدو عليه «علامات القران الشرعي»، من الدخول.

في الليلة ما قبل الماضية تابعت «الشرق الأوسط» مناوشات وقعت بين شاب وشابة وأحد الحراس، عندما وقف حائلا دون دخولهما بدعوى أنه لا يظهر بأنهما متزوجان. حيث قال الشاب للحارس: «كان عليَ أن أحضر معي عقد زواجي وأظهر لك بوثيقة هويتي وهوية هذه المرأة لتتأكد بأننا متزوجان». ورد عليه الحارس: «لا تبدوان أنكما متزوجان ورجاء غادرا المكان، لأنني سأتعرض لمشاكل لو شاهدكما مؤجر الحديقة تتجولان فيها». ولما تأكد الشاب أن الحارس مصمم على موقفه، توجه إلى مركز الشرطة القريب ليشكو «التعدي على الحقوق الفردية» في «دريم بارك».

وقد بادر العشرات من قبله بنفس الشيء، لكنهم عادوا خائبين. ويذكر أحد الحراس يدعى عز الدين، أن سلطات ولاية العاصمة تدعم الطريقة التي يسير بها «الأخ المتدين» كما يسمونه، الحديقة، على أساس أن العائلات العاصمية لم تجد مكاناً تقضي فيه أوقاتاً مريحة، دون أن تصادف الصور المخلة.

ويذكر كهل ملتح كان برفقة امرأة متحجبة وولدين صغيرين، أنه لا يخرج من بيته في نزهة إلا متوجها إلى «حديقة الأخ عمر» (اسم مسير الحديقة)، وقال مبديا إعجابه بالنظام الصارم المفروض على الزبائن: «إنها فعلا الطريقة المثلى في فرض احترام الناس، والذين يزعمون أن حرياتهم انتهكت عليهم أن يدركوا بأننا مجتمع إسلامي له قوانينه وأعرافه عليهم أن يحترموها».

ويذكر الشيخ شمس الدين أحد الأئمة الذين لهم حضور قوي في الصفحات الدينية بالصحف المعربة في البلاد، أنه يرافق زوجته التي ترتدي الجلباب إلى «دريم بارك» كلما سمح له الوقت بذلك. ويقول لـ«الشرق الاوسط»: «بصراحة أجد راحتي في هذه الحديقة، فالجو السائد يجعلني أمارس الألعاب مع زوجتي ولا أشعر بأي حرج تجاه أي كان».

ويشتكي الكثير من مرتادي «دريم بارك»، من إجبارهم على شراء تذاكر الألعاب بمجرد اجتياز «اختبار» الترخيص بالدخول. واحتج البعض على ذلك ممن يتوجهون إلى المكان بغرض تناول العشاء في مطعم الحديقة دون الرغبة في اللعب. أما الحراس فيذكرون أنها «تعليمات الأخ» لأن المداخيل التي توفرها الألعاب، هي المصدر الوحيد للوفاء بأعباء الإيجار المكلفة، حسب شخص متدين يعرف مسير الحديقة جيداً.