الأزمة المالية تؤثر على خطط الدراسة للكوريين في الخارج

أدت إلى إعادة النظر في إمكانية بقاء كوريا الجنوبية أكبر مصدر للطلبة الأجانب لأميركا

TT

أدت أزمة الائتمان العالمية لانهيار بنوك استثمارية وتهاوي اسواق الاسهم ودفعت اولياء الامور في كوريا الجنوبية للتساؤل عما اذا كان يسع بلادهم ان تبقى اكبر مصدر للطلبة الاجانب للمدارس والجامعات الأميركية. وسجلت عملة كوريا الجنوبية (وون) أسوأ اداء بين العملات الاسيوية وفقدت ثلث قيمتها في شهرين ورفعت تكلفة التعليم في الولايات المتحدة بعشرات آلاف الدولارات.

وقال ليم جون بيوم، 27 عاما، الذي كان ينوي الالتحاق بالدراسة في فبراير (شباط) ولكنه يعيد النظر الان في خططه «ليس هذا ما توقعه اهلي. الاجواء في المنزل ليست جيدة. ربما انتظر الى اغسطس على الاقل». ويعتبر الكثير من اولياء الامور في كوريا الجنوبية التعليم في الخارح وسيلة لتفوق الابناء في نظام تعليمي ينطوي على منافسة شديدة في الداخل وربما الهرب منه بالكامل.

وبحسب تقرير لرويترز فإن اولياء الامور في كوريا الجنوبية ينفقون حوالي خمسة مليارات دولار سنويا على تعليم ابنائهم في الخارج، وهو رقم يوازي 20 في المائة من الانفاق الحكومي على التعليم. وكوريا الجنوبية اكبر مورد للطلبة الاجانب للمعاهد التعليمية في الدول الناطقة بالانجليزية مثل الولايات المتحدة واستراليا. وأضحت تمضية سنوات في الخارج لتلقي دروس باللغة الانجليزية اسلوب حياة في كوريا الجنوبية لاطفال صغار في السابعة من أعمارهم الى بالغين يسعون للحصول على دراسات عليا. واوجد ذلك طبقة جديدة من اولياء الامور يرسلون الابناء للخارج بينما يحيون حياة متقشفة في كوريا الجنوبية للمساهمة في سداد تكلفة التعليم في الخارج. ويقول بارك سيونج تشول، الذي ارسل ابنيه للتعلم في مدرسة ابتدائية في كاليفورنيا، إن هبوط الوون قد يعني التئام شمل اسرته اسرع مما كان يخطط هو وزوجته. ويضيف «ينبغي ان نجد شيئا هنا بمبلغ أقل كثيرا». وتابع بارك، الذي يدير شركة تجارة صغيرة، انه ربما ينتظر حتى ينتعش الوون ثم يعيد ابنيه للدراسة في الولايات المتحدة وهما اكبر سنا. وفيما تحاول السلطات المالية والبنك المركزي إنقاذ الاقتصاد تضرر كثيرون ممن خططوا لكيفية سداد قيمة تعليم ابنائهم في الخارج. ويقول ري يونج وو عن تحمل مصاريف تعليم ابنه في جامعة في طوكيو «يزداد صعوبة مع ارتفاع سعر الصرف». وتحاول حكومة جزيرة جيجو في البلاد فتح سوق تعليم جديد بإقامة قرية للمدارس الدولية حيث يدرس الاطفال باللغة الانجليزية فقط في مدارس خاصة لتجنيب اولياء الامور عبء تعليمهم في الخارج. واجل كثير من الطلبة خطط الدراسة في الخارج حتى يستعيد الوون قوته، والبعض يمضي وقته في معاهد تأهيلية لدراسة اللغة وتحسين درجاتهم في الاختبارات القياسية المؤهلة للالتحاق بالجامعات الأميركية. ولكن حتى ان انتعش الوون فإن الرسوم الجامعية في الولايات المتحدة ربما ترتفع، إذ تدرس الكليات زيادة كبيرة في الرسوم. ومصاريف التعليم باهظة بالفعل (حوالي 50 الف دولار سنويا في الكثير من الكليات الخاصة في الولايات المتحدة). وتقول موظفة في مكتب في سول، رفضت نشر اسمها لانها لم تبلغ رئيسها في العمل بنواياها، إنها ربما تؤجل الدراسة الجامعية في الولايات المتحدة لمدة عام على أمل ان تنتهي مشاكل الوون حينئذ. وذكرت انها ربما تتخلى عن عزمها الدراسة في الخارج ككل اذا استمر انهيار السوق العقارية لانها كانت تنوي دفع المصاريف من إيجار شقة اشترتها في ذروة ازدهاره. وقالت «ثمة فرق كبير من حيث التكلفة التي ساتحملها.. وسيمتد التأثر لعدة سنوات».