شركات السياحة المصرية تستخدم مشاهير الدعاة للترويج لرحلات الحج

يرى البعض أن مصاحبتهم ضرورية لتبيان المناسك

TT

تشهد هذه الأيام منافسة شديدة بين شركات السياحة الكبرى في مصر، التي دخلت في ماراثون لجذب أكبر عدد من الحجاج لرحلاتها، وذلك من خلال اللجوء إلى اختيار بعض مشاهير الدعاة ونجوم الفضائيات إلى الرحلات التي تنظمها للحج، وتركزت المنافسة بين الشركات هذا العام بشكل خاص على عدد من الدعاة الجدد من بينهم الداعية عمرو خالد، والقارئ الشيخ محمد جبريل، والشيخ خالد الجندي، وغيرهم من كبار الدعاة في مصر.

وحملت إعلانات هذه الشركات في وسائل الإعلام المختلفة أسماء الدعاة الذين سيصاحبون رحلاتها للحج وصورا لهم إلى جانب بعض مميزات الرحلة وما سيجدونه من راحة ويسر أثناء تأدية المناسك. من جانبه برر الدكتور هاني أبو الفتوح مدير إحدى هذه الشركات السياحية لجوء معظم شركات السياحة والسفر إلى هذه الظاهرة قائلاً إن اختيار الشركات لمثل هؤلاء الدعاة المشهورين لمرافقة رحلاتها في الحج يساعد على جذب عدد أكبر من الحجيج للانضمام إلى الرحلات التي تنظمها هذه الشركات، مؤكدا أن الداعية لا يتقاضى مقابلا ماديا نظير مرافقته هذه الرحلات، ولكن الشركة التي دعته لمرافقة رحلاتها تقوم فقط بتحمل تكاليف رحلة الداعية شاملة إقامته والتنقلات في الأراضي المقدسة، نافيا في الوقت نفسه أن تكون مصاحبة هؤلاء الدعاة لرحلات الحج سببا في ارتفاع تكلفته. ويضيف أبو الفتوح أن ارتفاع تكلفة الحج يرجع أساسا إلى ارتفاع تكلفة الإقامة بالفنادق أثناء أداء مناسك الحج في الأراضي المقدسة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار تذاكر السفر بالطيران، فضلا عن الخدمات الأخرى التي تشملها الرحلة.

وفى تعليقه على تنامي ظاهرة «بيزنس» الشعائر الدينية واستثمار شركات السياحة والسفر لعدد من مشاهير الدعاة في الترويج لحملاتهم قال الدكتور عبد الفتاح إدريس رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر بالقاهرة إن هذا النوع من الدعاية الذي ابتدعته بعض شركات السياحة والسفر لجذب المزيد من الحجاج الذين يشتركون في رحلاتها لتحقيق ربحا وفيرا ليس حراما طالما أن الشركة كانت صادقة فيما تعلن عنه من برامج تلتزم بتنفيذها بدقة كما أعلنت عنها، أما إذا كانت الشركة تعلن عن برامج لن تنفذها وتستغل العاطفة الدينية لدى كثير من الحجاج الذين يحبون داعية معين لجذبهم للسفر ضمن رحلاتها فهذا حرام شرعا، لافتا إلى أن هذه الحرمة والإثم تلحق بالشركة دون الحجاج لان الحاج نيته أن يؤدى الفريضة لله.

أما الشيخ يوسف البدري عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهر فقد اعتبر أن قيام بعض شركات السياحة باختيار بعض مشاهير الدعاة لمرافقة الحجاج أثناء حملاتهم في الذهاب لأداء فريضة الحج عمل جائز بشروط منها أن يتحمل الداعية الذي يرافق الحجاج في رحلتهم نفقاته لأداء فريضة الحج من ماله الخاص، وليس من أموال الحجاج ، كما يجب ألا تستغل شركات السياحة والسفر أسماء هؤلاء المشاهير من الدعاة في ابتزاز أموال الحجاج. أضاف أن ثواب الحاج لا يتأثر لاختياره للسفر مع شركة ما بسبب إنها اختارت داعية معين، لأن هذا الاختيار قطعا يكون لهدف الاستفادة من علم هذا الداعية وخاصة فيما يتعرض له الحاج من أمور قد لا يعلمها أثناء أدائه لمناسك الحج بإمكانه سؤال هذا الداعية المرافق للرحلة عن هذه الأمور، وهذا بالقطع عمل مفيد ومن أصيل الدين.